لماذا لم يتوصل (الكابينت) إلى قرار حاسم بشأن الوضع في قطاع غزة؟

لماذا لم يتوصل (الكابينت) إلى قرار حاسم بشأن الوضع في قطاع غزة؟
نتنياهو يقود اجتماعا أمنيا
خاص - دنيا الوطن - هيثم نبهان
بالرغم من استمرار جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) لمدة تزيد عن خمس ساعات، إلا أنه فشل الليلة الماضية، وفق ما أفادت مصادر إسرائيلية، في اتخاذ قرار حاسم بشأن قطاع غزة.

يأتي ذلك، على خلفية إطلاق صاروخ باتجاه أحد البيوت في مدينة بئر السبع، قبل أن يهدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، بتنفيذ عملية عسكرية في القطاع.

وكان نتنياهو وليبرمان، هددا الحركة قبل أيام قليلة، بضربات مؤلمة وقوية على خلفية تنظيم مسيرات العودة، وكسر الحصار على الحدود الشرقية للقطاع.

وقررت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فجر الخميس، رفع القيود المفروضة على سكان غلاف غزة، والعودة إلى الروتين التام، في حين قالت القناة الإسرائيلية الـ (14)، إن اجتماع (الكابينت) حول الوضع في قطاع غزة، قد انتهى دون الإفصاح عن أي تفاصيل.

واعتبر المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أليف صباغ من مدينة حيفا، أن مجرد عدم صدور أي بيان في اجتماع (الكابينت)، هو تعبير عن خلافات داخله، وعلى ما يبدو لم يستطيعوا اتخاذ قرار واضح، يكون مقبولاً للجميع.

وأوضح في تصريحات لــ" دنيا الوطن" : أن الخلافات الأساسية بين ثلاث جهات، الجهة الأولى هي وزراء المستوطنين وحزب الليكود، الذين يريدون بأي ثمن شن عملية عسكرية في قطاع غزة، وحتى لو كانت العملية واسعة، وهذه ستوقع ضحايا بشكل كبير في صفوف الجنود.

وأضاف صباغ: أن الجهة الثانية هي الجيش، وموقف الجيش والقيادة العامة، يقول إنه ليس هناك من حاجة للرد على البالونات الحارقة والمظاهرات التي تصل إلى السياج، وليس هناك حاجة للرد، الذي يمكن أن يكلف الكثير.

وتابع: التيار الثالث هو تيار رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يريد أن يوازن بين موقف الجيش وموقف أحزاب المستوطنين، ولذلك يخرج لوسائل الإعلام بنبرة تهديد عالية".

وأكد صباغ أن الصاورخين اللذين أُطلقا على بئر السبع، وقرب تل أبيب في البحر، وحتى لو حماس ليست الجهة التي أطلقتهما، فهما تسببا بقلق في إسرائيل، لأنهما لم تلاحظهما القبة الحديدية، وسقطا بشكل مفاجئ للمستوى السياسي وللجمهور".

وشدد صباغ على أن وسائل الإعلام في إسرائيل، تتحدث عن الصاروخين بأنهما محسنان، وأكبر من الصواريخ السابقة ويحملان رؤوساً تفجيرية أكبر.

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الخلافات هي سبب عدم اتخاذ قرار حتى الآن، مضيفاً أن إسرائيل تريد من مصر دوراً في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة المقبلة.

من جهته، تحدث المحلل والكاتب السياسي من الناصرة، نظير مجلي، في تصريحات لــ "دنيا الوطن" أن هناك قراراً بشن عدوان إسرائيلي على غزة، وقد تكون هناك ضربات هي الأقسى من أي وقت مضى، منذ انتهاء العدوان الأخير عام 2014.

وأضاف أن الخلاف كان هل يكون هناك اجتياح بري لقطاع غزة، حيث تم التوصل إلى اتفاق بأنه ليس هناك حاجة لاجتياح بري، ولكن إذا كان هناك ضرورة بالوصول إلى نقطة محددة، فسيكون هناك اجتياح بري محدود.

وأجْمَلَ مجلي الخلاف الذي دار في (الكابينت)، هو أن قوى تريد أن تزايد على الجيش، وتقول إنه يجب أن يضرب أكثر من ذلك، وقوى أخرى واقعية، تقول إن الجيش يعرف ماذا يجب أن يكون.

وبما يتعلق بجهود الوساطة التي تقوم بها مصر، قال مجلي: إن الهدوء الذي شهده قطاع غزة الليلة الماضية، هو نتيجة الجهود التي تبذلها القاهرة، مؤكداً أن المفاوضات لم تتوقف.

وأضاف: أن الجيش الإسرائيلي ما زال يرى ضرورة إعطاء فرصة لجهود التسوية، وطلب الانتظار حتى يوم الجمعة، فإذا التزم الفلسطينيون الهدوء، يتم إعطاء فرصة أخرى، وإذا استمرت مسيرات العودة وإطلاق البالونات المتفجرة والصواريخ، فإن إسرائيل تعود للبحث والبت في شكل الرد.

التعليقات