المطران حنا: نناشد بطاركة ورؤساء الكنائس الارثوذكسية العمل على حل الازمة الكنسية بأكرانيا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم بأنه يؤسفنا ويحزننا ما آلت اليه الأمور فيما يتعلق بالأزمة الكنسية القائمة في أوكرانيا حيث أعلنت الكنيسة الارثوذكسية الروسية قطع الشركة مع كنيسة القسطنطينية وهذا مؤشر خطير على اننا مقبلون على انشقاق نتائجه ستكون كارثية على كنيستنا .

لقد وصلت الازمة الكنسية في أوكرانيا الى مرحلة في غاية الخطورة وقطع الشركة بين الكنيستين الشقيقتين في روسيا وفي القسطنطينية ستكون تداعياته غير مسبوقة على كنيستنا الارثوذكسية في سائر ارجاء العالم .

هل ما هو مطلوب منا هو ان نكون متفرجين ومتابعين للأخبار والتطورات فقط ، وهل ما هو مطلوب منا ان نرى هذه الانتكاسة الغير مسبوقة في تاريخ كنيستنا الحديث دون ان نحرك ساكنا .

انني اناشد بطاركة ورؤساء الكنائس الارثوذكسية في عالمنا بضرورة ان يطلقوا مبادرة سريعة هادفة لوقف هذا الانهيار وهذا الانشقاق الغير مسبوق في تاريخ كنيستنا الحديث .

ان الازمة الكنسية في أوكرانيا ستكون تبعاتها وتأثيراتها على العالم الأرثوذكسي سلبية ولذلك وجب على رؤساء الكنائس الارثوذكسية في العالم ان يتحملوا مسؤولياتهم امام الله أولا وامام المؤمنين ثانيا وان يقوموا بخطوة عملية هادفة لانهاء هذه الازمة .

ما المانع ان يتم تشكيل لجنة كنسية تمثل الكنائس الارثوذكسية في عالمنا للتوسط بين الكنيستين الروسية والقسطنطينية ، ما المانع ان يكون هنالك تدخل إيجابي من قبل الكنائس الارثوذكسية في العالم لحل هذه الازمة .

في هذه المرحلة ليس مطلوبا من أي كنيسة ان تقول انها مع موسكو او مع القسطنطينية بل يجب ان يعلن الجميع انهم مع السلام في الكنيسة ومع وحدة الكنيسة وان يقوموا باطلاق مبادرة سريعة وعاجلة لوقف هذا التدهور الحاصل والذي وصلت ذروته بقطع العلاقة بين الكنيستين الشقيقتين .

لا يجوز ان تبقى كنائسنا في العالم متفرجة وصامتة ومراقبة لهذه التطورات دون ان يكون لها دور إيجابي في حل هذه الازمة .

نعلم جيدا ان الازمة الكنسية في أوكرانيا وصلت الى طريق مسدود ونعلم جيدا ان هذه الازمة هي بناء على تأثيرات سياسية فهنالك اطراف سياسية في عالمنا هي التي أوصلت الحالة الكنسية في أوكرانيا الى ما وصلت اليه .

نحن لسنا مع موسكو ولا مع القسطنطينية بل نحن مع وحدة الكنيسة ولا يجوز السماح للسياسيين المرتبطين بأجندات معادية للكنيسة بأن يرسموا لنا خريطة طريق لمستقبل كنيستنا.

لا يجوز السماح للقوى الغربية المرتبطة سياسيا بامريكا وبالماسونية العالمية بأن تقوم بدور هدام يستهدف وحدة الكنيسة وحضورها ورسالتها .

نطالب قداسة بطريرك القسطنطينية بأن يقوم بدوره المأمول في وقف هذا الانهيار فالاهم من استقلالية كنيسة أوكرانيا هو وحدة الكنيسة الارثوذكسية في العالم وأتمنى واناشد قداسة البطريرك المسكوني بأن يوقف اجراءاته المتعلقة بكنيسة اوكرانيا لان النتائج ستكون كارثية .

نحن مع سلام الكنيسة ووحدتها ونرفع الدعاء الى الله في صبيحة هذا اليوم من اجل ان ينير القلوب والعقول والضمائر لكي تعمل من اجل حل هذه الازمة بطريقة مسؤولة وحكيمة لان ما ينتظرنا في كنيستنا الارثوذكسية لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري ، فحالة الانشقاق ستكون نتائجها وخيمة .

ان أعداء كنيستنا الارثوذكسية يفرحون ويبتهجون ويرقصون طربا بما يحدث في هذه الأيام وعلينا ان نعمل جميعا من اجل حل هذه الازمة بروح من التواضع والمحبة والسلام والتعاون والحوار.

لن نفقد الامل بإمكانية ان يكون هنالك حل وأتمنى مجددا من بطاركة الكنائس الارثوذكسية في العالم بأن يقوموا بدور إيجابي وان يلعبوا دور الوسيط حتى نصل الى النتيجة المرجوة وهي الوحدة والمحبة والسلام في كنيستنا الارثوذكسية .