عيد الجلاء التونسي ال55

عيد الجلاء التونسي ال55
نبض الحياة 

عيد الجلاء التونسي ال55

عمر حلمي الغول 

تحل اليوم الأثنين الموافق ال15 من إكتوبر 2018 الذكرى ال55 ليوم الجلاء الفرنسي عن تونس، وفرض السيادة التونسية على كامل أراضيها بعد تحرير بنزرت بعد رضوخ الجنرال ديغول وفرنسا لإرادة الشعب والقيادة التونسية. 

ولم يأتِ الإنسحاب الفرنسي دون ثمن، بل دفع الشعب التونسي وجيشه الوطني ومنتسبي حزب الدستور ثمنا باهظا لطرد الغزاة الفرنسيين وفرض السيادة التونسية، حيث خاضوا معركة حامية سقط فيها العشرات من المناضلين التونسيين. لا سيما وأن الحكومة الإستعمارية الفرنسية، رغم أنها أقرت بإستقلال تونس في العام 1956، غير انها شاءت المحافظة على وجودها الإستعماري في ميناء بنزرت، لإقامة قاعدة بحرية دائمة هناك، مما دعا القيادة التونسية بزعامة الرئيس الحبيب بورقيبة التصدي للأطماع الفرنسية وخوض معركة الذود عن التراب الوطني التونسي. ورغم التضحيات الجسام من الشهداء والخسائر المادية، إلآ أن تونس ربحت الرهان، وفرضت خيارها وسيادتها على دولة الإستعمار الفرنسية. 

ومع حلول الذكرى ال55 لمعركة 1963 في بنزرت وغيرها من المواقع الساحلية التونسية، فإن تونس الخضراء تشهد مخاضا صعبا دفاعا عن إستقلالها وسيادتها، لا سيما وان هناك قوى داخلية وخارجية تعمل على شّدها إلى الخلف، وتهديد مكانتها وحصانتها وأمن ابنائها والشعب التونسي عموما. وهو ما يشير إلى أن مخطط القوى المعادية من قوى التكفير وجماعة الإخوان المسلمين والغرب الإستعماري وخاصة أميركا وإسرائيل ومن لف لفها من عرب وعجم وغيرهم ما زال قائما، ولم تكف تلك القوى عن متابعة مشروعها المعادي، مستغلة الظروف والشروط الداخلية المتآكلة نتاج الصراعات والتجاذبات بين القوى الفاعلة على الساحة السياسية التونسية، وأيضا مستغلة العوامل الموضوعية المحيطة بتونس في النظاقين العربي والإقليمي بالإضافة للتطورات العالمية. 

ما تقدم يفرض على القوى الحية الرسمية والشعبية في تونس العربية الإنتباه للأخطار المحدقة بالدولة والنظام السياسي، وحماية مكتسبات الشعب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والقانونية، وبالتالي تجاوز الحسابات الصغير والضيقة والفئوية، وتوجيه بوصلة التشارك في الدفاع عن المصالح الوطنية التونسية العليا. وتغليب تلك المصالح على أية حسابات ضيقة. لإن النتائج والإرتدادات الناجمة عن المخطط المعادي خطيرة وجسيمة، وتهدد مستقبل الشعب والثورة والديمقراطية التونسية. 

ولتتذكر القوى التونسية ال204 أحزاب وقوة سياسية بأن الخاسر الأكبر هو الشعب وإنجازاته خلال المرحلة السابقة والحالية، خاصة وان كل القوى السياسية في العالم العربي والعالم تعتبر أن تونس بقواها الحية وبالتحديد المرأة التونسية تمكنت من التصدي لقوى التكفير والتخوين وكاتم الصوت، والإنتصار للديمقراطية التونسية، وإستعادة زمام الأمور في الساحة، وإرغام القوى المأجورة من مختلف المسميات من التراجع ولو مؤقتا عن المشهد الرسمي في النظام السياسي، وحتى الإقرار في مؤتمراتها ومنابرها، أن ولاءها لتونس والشعب التونسي. ليس هذا فحسب، بل وإقرارها بإرتكاب أخطاء بحق تونس وشعبها، مما دعاها لإخلاء الساحة للقوى الأكثر تمثيلا لمصالح الشعب والثورة، والأكثر وفاءا لإهداف تونس في الحرية والسيادة والإستقلال والديمقراطية والتنمية والحؤول دون عودة الإرهاب بكل مسمياته. وهذا لم يأت نتاج حسن نية أو أخلاق من تلك القوى، انما رغما عنها، ولإنها لم تصمد أمام إرادة الشعب التونسي 

في ذكرى عيد الجلاء ال55 تملي الضرورة من الكل التونسي الوفاء لهذا اليوم العظيم، والحرص على بقائه ناصعا كالثلج في الأرض التونسية، وحماية الموروث الوطني والقومي الأصيل للشعب البطل وقياداته الشجاعة من مختلف التيارات الوطنية والقومية والليبرالية الديمقراطية.

[email protected]

[email protected]        

التعليقات