اختتام مشروع على أرضنا الذي يهدف لحفظ وحماية التراث الثقافي لبدو فلسطين

رام الله - دنيا الوطن
اختتم مشروع على أرضنا المنفذ بالشراكة بين مركز السلام والثقة والعلاقات الاجتماعية في جامعه “كوفنتري” واللجنة التنسيقيّة للمقاومة الشعبيّة في منطقة الأغوار الشَّماليّة وجنوب الخليل، والذي يهدف لتوثيق التراث والموروث الشّعبي الثقافي الفلسطيني لتجمعّات بدو جنوب الخليل والأغوار الشعبية بهدف حفظه وحمياته من الاحتلال.

جاء المشروع ليوّثِّق التراث والموروث الشّعبي الثقافي الفلسطيني لتجمعّات بدو جنوب الخليل والأغوار الشعبية بهدف حفظه وحمياته من الاحتلال هذا من جهة ومن جهة أُخرى دعم وتمكين الشّباب من خلال كشفهم لأهمية تراثهم وكيفيّة استخدامه كآليّة لمواصلة مقاومتهم وصمودهم على أرضهم . وتشكيل نواة شبابيّة واعية لقضيتها ، مذوّتة لهُويّتها ، عاشقةَ لأرضها ومصرّة على بقائها من خلال فهم التراث الشّعبي بقيمه ومعاييره ومفاهيمه التي عاشها ونقلها لهم آبائهم وأجدادهم ، وهم بدورهم سينقلونه للأجيال القادمة عبر ربطه بالحداثة والتطّور من أجل انتاج علاقة جديدة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل وبين الأصالة بالحداثة .

ولهذا الغرض ، تمّ اختيار مجموعات شبابيّة من تجمعيّ جنوب الخليل وشمال الأغوار بحيث شاركوا بدورة تدريب بموضوع التأريخ الشفوي (اكتساب مهارات البحث الميداني ،جمع وتوثيق الرواية الفلسطينية ، كيفيّة تنفيذ مقابلة شفوية وتفريغها ، حفظها وأرشفتها ) وبعد الانتهاء من الدورة قام كل متدرّب باختيار المواضيع التي يرغب بجمعها وتوثيقها .

تم اجراء العديد من المقابلات الشفوية والتي تعادل مائة ساعة فيديو مسجّلة لرواة عدّة في التجمعيّن إضافةَ للمواد التوثيقيّة المتنوعّة (صور/أغراض/مستندات/أدوات) .

قال مروان درويش باحث ومحاضر في جامعة كوفنتري البريطانية، ” اليوم كان تتويج لمشروع كان مدته 15 شهر باسم على أرضنا ( حفاظ على التراث والميراث الثقافي الفلسطيني)، اعتمد على تدريب مجموعة من الشباب والصبايا في منطقة جنوب الخليل، على التأريخ الشفوي وتسجيل وحفظ هذا الميراث التقافي، وايجاد طرق لحفظه ونشره والمرافعة عنه”.

وأضاف:” هذه المناطق مهمشة تواجه عدة تحديات، مثل: الاغلاقات، والتدريبات العسكرية، مصادرة أراضي، وهي تعتبر من الجانب الفلسطيني لانها تقع في أقصى الجنوب، هذه المناطق استراتيجيا مهمة تاريخنا وثقافتنا، ونحن نسعى لنطور الفكرة على أنها تمتد لمناطق أخرى التي لم تكن في المراحل الأولى من المشروع”.

وتحدث حافظ هريني أحد نشطاء لجان مقاومة الجدار والاستيطان : تضمن اختتام المشروع مسار توضيحي لطبيعة المنطقة والتجمعات والمعاناة التي يعانوها السكان الفلسطينيين في هذه المناطق، وتخلل الوقوف في محطات مختلفة من تلالل جبال جنوب الخليل الذي سينتهي في خربة صارور.

وأضاف: ” زرنا ثلاث مناطق رئيسة مطلة على المنطقة وتحدثنا عن ظروف ومعاناة السكان فيها، مررنا في ام الخير والمناطق البدوية وطوبة وطوانه وسوسيا وغيرها”.

وقالت محاسن ربوس من بلدة قلنسوة، وتعمل مدربة في التاريخ الشفوي الفلسطيني وتوثيق الرواية الشعبية الفلسطينية والتاريخية والتي بدأت في هذا المشروع قبل سنة بالتعاون مع جامعة كوفنتري البريطانية الذين توجهوا اليها لتدريب طاقم من الطلاب الجامعيين في منطقة جنوب الخليل، بهدف جمع كل الموروث الثقافي الشعبي الخاص بالمنطقة”.

وأضافت: ” قمت بتدريب هذه المجموعة المكونة من 15 شخص من تجمعات مختلفة ،كشفوا على موضوع التاريخ الشفوي واهمية لللشعب الفلسطيني واهمية التوثيق لموروق الشعب الثقافي، وعمليات اجراء المقابلات والمسح الميداني، وتطرقنا لموضوع المواد التوثيقية وطريقة جمعها، لجمع كل ما له علاقة بالموروث الشعبي وتاريخ المنطقة، ثم توجه الشباب لأرض الواقع ثم أجروا ما يقارب مئة مقابلة شفوية تتحدث عن 80 تجمع ، وابرز المقابلات كانت عن الاراضي التي هجر هلها في عام 48 وعايشوا أيضا نكسة ال 67، وايضا المناطق التي تتعرض في هذه الأيام لهجمات من قبل الاحتلال والمستوطنين، وأيضا تم اكتشاف تجمعات غير موجودة على الخريطة”.

وأضافت محاسن:” تم تصليب المقابلات الشفوية مع العلم الشفوي ، وانتجنا فلمين، فيلم عن سوسيا وفيلم عن التجمعات، وإصدار كراسين، كراس عن سوسيا وكراس عن تجمعات الخليل وهي نتاج لعمل الشباب خلال سنة كاملة، وإقامة معرضين في صرورة وفي سوسيا وهي بلدة أثرية ومهددة بالتهجير، ليكونوا جزء لا يتجزأ من المسارات للإبقاء على هذه التجمعات، لنحمي بلدنا ونقدر نقاوم ونصمد”.

وناشد محمود الحمامدة من خربة مفجرة وعضو في اللجان الشعبية كافة المؤسسات لتحرك ومساندة سكان هذه المناطق قائلاُ:” نحن في هذه المنطقة نعاني جدا من سياسات التقسيم التي ينفذها الاحتلال، نحن في منطقة سي يمنع لنا التحرك بالنسبة للبنية التحتية والمدارس والمشافي، لدينا اخطارات هدم شبه يومية، نحن في هذه المناطق نطلب دعم معنوي من قبل وسائل الاعلام لنشعر انه يوجد من يحمل معنا همنا، وتنفيذ زيارات من قبل اللجان الشعبية ومؤسسات السلطة لهذه المناطق، لحتى نتمكن من الصمود في أرضنا، ونستطيع العيش بكرامة” .

وقال نصر محمد أحمد الناطق الاعلامي لمنطقة سوسيا: مشروع حماية التراث هو مشروع مهم جدا لان التراث الفلسطيني والروايات الشعبية هي روايات مندثرة تنتقل من شخص لآخر وتتغير، في هذا المشروع تحفظ الرواية الدقيقة لتنتقل للأجيال القادمة لتعريفهم على التراث الفلسطيني والألفاظ التي بدأت تندثر.

وأضاف:” هذا المشروع مهد أيضا على سبيل الحصر لمنطقة سوسيا لدحض الرواية الاسرائيلية لان هناك بروشور اسرائيلي يوزع منذ سنوات عن قرية سوسيا وهذا يزور التاريخ الفلسطيني لهذه المنطقة، ومن خلال المشروع تطرقنا لآثار كانت موجودة في هذه المنطقة ، تثبت أحقية الشعب الفلسطيني في هذه الارض ولا تتطرق لها الرواية الاسرائيلية”.

ويهدف المشروع أيضا إلى دعم وتمكين الشّباب من خلال كشفهم لأهمية تراثهم وكيفيّة استخدامه كآليّة لمواصلة مقاومتهم وصمودهم على أرضهم .

قالت الطالبة المتدربة فاطمة خالد من سكان سوسيا: “إن هذا المشروع توثيق لحق الشعب الفلسطيني بإشراف جامعة كفنتري البريطانية تضمن كافة تلال جبال جنوب الخليل ، المشروع أظهر لنا اهمية التراث الفلسطيني كالأمثال الشعبية والأغاني التراثية مثل: الميجانا، ويا زريف الطول وإن كل مثال يوجد من ورائه قصة حقيقية”.

واضافت:” نفذنا من خلال المشروع مئة ساعة عمل ومقابلات مع أشخاص تعايشنا معهم لساعات طويلة، ومقابلات عن مناطق تم ترحيلها في ال 48، وكيفية عيش أهالي سوسيا بشكل خاص ومدى الحرمان من أبسط مستلزمات الحياة من قبل الاحتلال الاسرائيلي”.

وتحدثت أيضا الطالبة المتدربة سوسن حمامدة: ” إن هذا المشروع أطلعنا على كيفية البحث عن التراث الفلسطيني الذي بدأت الناس تنساه، واصبح غير مستخدم وعن طريق الجامعة البريطانية بدأنا باسترجاع التراث من خلال مقابلات مع كبار السن لاخذ منهم معلومات لانه بعد عمر طويل يصبح هؤلاء الأشخاص غير موجودين، فنحن نعمل على حفظ هذا الترث للاجيال القادمة التي ستأتي وتتساءل عن الذي كان موجود في هذه المناطق فيجدوا مراجع يمكن الاعتماد عليها”.

اليوم الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة لإيجاد شباب قادر على حماية موروثه ليتمكن مع مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي و التي تهدد أرضه وميراثه ووجوده.