حنا: القدس تمر بأوضاع كارثية مأساوية غير مسبوقة

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا من مخيم بلاطة بأن الفلسطينيين في سائر مخيمات اللجوء انما هم متمسكون بحق عودتهم الى وطنهم والى المدن والبلدات والقرى التي اقتلعوا منها اقتلاعا عام 1948.

وقال  بأن شعبنا الفلسطيني هو ضحية السياسات الاستعمارية في منطقتنا منذ وعد بلفور وحتى الان والفلسطينيون دفعوا اثمانا باهظة لانهم فلسطينيون محبون لوطنهم ومدافعون حقيقيون عن عدالة قضيتهم .

القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة وحساسة للغاية فالقوى الاستعمارية العالمية التي تآمرت على الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى الان هي ذاتها القوى التي تخطط لتصفية القضية الفلسطينية وانهائها بشكل كلي وتمرير صفقة القرن المشؤومة التي غايتها هو ابتلاع مدينة القدس وانهاء حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية .

لن تتمكن اية قوة غاشمة في عالمنا من تصفية قضيتنا ولكن هذا يحتاج منا الى ان نكون اكثر لحمة وتعاضدا ووحدة وحكمة ومسؤولية وصدقا واستقامة ووطنية وانتماء لهذه الأرض المقدسة .

الاخطار المحيطة بنا والتي تستهدفنا في الصميم يجب ان تجعلنا ان نعمل معا وسويا من اجل انهاء الانقسامات وحالة التفكك والتشرذم التي نلحظها والتي لا يستفيد منها الا اعداءنا المتربصون بنا .

اما ما يحدث في مدينة القدس فحدث ولا حرج والقدس تضيع من بين أيدينا يوما بعد يوم والاحتلال يسعى لتمرير مشاريعه واجنداته في القدس مستغلا انقساماتنا الداخلية والحالة العربية المترهلة والانحياز الأمريكي والغربي.

اننا نلحظ في كل يوم مشاريع احتلالية جديدة والقدس تتغير بشكل سريع وكأن الاحتلال يعمل في سباق مع الزمن ويريد ان يغير كل شيء في القدس وان يطمس معالمها ويزور تاريخها ويغير ملامحها.

يؤسفنا ويحزننا ان هنالك بعضا من أولئك الذين باعوا ضميرهم وانتماءهم ووطنهم بحفنة من دولارات الخيانة والعمالة ، فهؤلاء يسربون اوقافنا وعقاراتنا بطرق ملتوية وبأساليب معهودة وغير معهودة وهؤلاء احدثوا ضررا فادحا للقدس وهذه الظاهرة موجودة في مدينة القدس منذ عام 48 وعام 67 ولكننا نلحظ في الآونة الأخيرة بأن هنالك تسريبات خطيرة لعقارات واوقاف وبطرق غير مسبوقة وغير معهودة ولذلك وجب علينا كفلسطينيين ان نكون في خندق واحد وان نعمل معا وسويا على افشال هذه المؤامرات التي تستهدف القدس سواء كان هذا من سلطات الاحتلال بشكل مباشر او من قبل وكلاءها وعملائها ومرتزقتها بشكل غير مباشر .

القدس في خطر كبير ووجب علينا جميعا ان نوحد صفوفنا لكي ندافع عن مدينتنا وعاصمتنا حاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية .

لم يعد كافيا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار ولم يعد كافيا التنديد بالتسريبات والبيوعات والصفقات المشبوهة التي تتم في وضح النهار بل يجب ان تكون هنالك خطوات عملية لوقف هذه الجرائم المرتكبة بحق مدينة القدس ومقدساتها واوقافها وأبناء شعبها .

وجه التحية لاهلنا في مخيم بلاطة وفي سائر المخيمات الفلسطينية كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .