الذكرى الـ24 لاستشهاد خلية "شهداء من أجل الأسرى"

الذكرى الـ24 لاستشهاد خلية "شهداء من أجل الأسرى"
رام الله - دنيا الوطن
تمر الذكرى السنوية (24) على استشهاد الخلية القسامية المجاهدة "شهداء من أجل الأسرى" والتي كانت حلقة في سلسلة العهد القسامي المستمر بإطلاق سراح أسرانا من سجون الاحتلال. العهد الذي خاض لأجله المجاهدون الصعاب وضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الوفاء به، حيث تعد هذه الخلية المجاهدة من أبرز معالم هذه الطريق التي اختارتها كتائب القسام، وكتب الله على أياديهم روايات عز وفخار لن تنساها الأجيال.

في الرابع عشر من أكتوبر عام 1994م كان أبطال القسام أعضاء خلية "شهداء من أجل الأسرى" (صلاح حسن جاد الله، عبد الكريم ياسين بدر، حسن تيسير النتشة) على موعد مع الشهادة، بعدما سطروا ملحمة بطولية شهد العالم كله بها، حيث واجهوا جيشا مدججا بأعتى الأسلحة، وقاوموه حتى الرمق الأخير، مكبدين جنوده الخسائر والفشل الأمني الذريع.

قضية الأسرى

تعد هذه الخلية عنوانا لما تحمله قضية الأسرى من أهمية لدى المجاهدين، وكونها شغلهم الشاغل، حيث لا زالت حرية الأسرى هدفا يطمح كل واحد من المجاهدين القساميين لتحقيقه، ومحاولين بكل ما أوتوا للتخفيف من معاناتهم، وهذا ما دأب عليه الشهيد صلاح جاد الله وإخوانه في خلية "شهداء لأجل الأسرى" وقرر أن يسلكه إلى نهايته.

استأجر صلاح بيتاً في بير نبالا قضاء رام الله أغلقه بإحكام، وفي صبيحة الأحد التاسع من أكتوبر عام 1994م تحركت السيارة القسامية وهي تحمل أرقاماً إسرائيلية وبداخلها المجاهدون صلاح جاد الله وحسن النتشة وعبد الكريم بدر وعند موقف للجنود الصهاينة توقفت السيارة ليعتليها الجندي الإسرائيلي نخشون مردخاي فاكسمان إلى المقر في بير نبالا، ليصل في ذات اليوم بيان إلى الصليب الأحمر تعلن فيه كتائب القسام مسئوليتها عن خطف الجندي ويوزع شريط فيديو يظهر فيه الجندي المخطوف وخلفه الملثم القسامي الذي لم يكن سوى المجاهد صلاح جاد الله وهو يحمل سلاح الجندي وأوراقه الثبوتية مع إعلان بكافة مطالب الخلية، والتي انحصرت في الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

غدت هذه الصورة رمزاً للعمل القسامي المتصاعد ومثال فخر وتفاؤل للمستقبل الواعد لأولئك الرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وخاضوا بحار المجد والعز والفخار لتسقط أمامهم كل حسابات الأرقام وتوقعات الساسة.

معركة الاستشهاد

حركت عملية الخطف هذه العالم بأسره، ووقف العالم على قدم واحدة طوال ستة أيام متواصلة يرقب نهاية المشهد الدرامي لحرب غير متكافئة الأرقام والحسابات.

خلية بإمكانيات محدودة وقائد شاب مقابل دولة لها جيشها، ولكن نتيجة المعركة تتحدث عن نفسها.

فشلت المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في الإفراج عن المعتقلين. ناورت الحكومة لكسب المزيد من الوقت وتم تمديد الزمن إلى مساء السبت الموافق الخامس عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين، وكان الاحتلال حينها يعتقل جهاد يغمور مراسل الخلية القسامية، وجهزت القيادة الإسرائيلية وحدة الأركان الخاصة وحاصرت الموقع القسامي في بير نبالا وذلك مساء الجمعة الرابع عشر من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين، وفوجئت الوحدة الخاصة بالجدران المغلقة والموقع المحصن لتقع في شر أعمالها وتغدو أهدافاً سهلة لنيران المجاهدين ويقتل قائد الوحدة الخاصة الإسرائيلية ويصاب ثلاثة عشر آخرين.


أعادت الوحدة الكرة مرة أخرى مع استخدام مكثف للقنابل والمواد المتفجرة لاقتحام المنزل ولكن دون أن تتقدم هذه الوحدة شبرا واحدا، وقد أقسم المجاهدون قسم الاستشهاد وألا تمتد إليهم يد يهودية حاقدة وفيهم عرق ينبض، وتقدمت الوحدة ولكن على جثث القساميين الثلاثة (صلاح حسن جاد الله، عبد الكريم ياسين بدر، حسن تيسير النتشة) وجثة الجندي المختطف. ونظراً لاستمرار المعركة مدة طويلة بين أعضاء الخلية القسامية ووحدة أركان الجيش الإسرائيلي فقد سميت بمعركة رام الله الكبرى.

التعليقات