اللبناني "علي كوراني" يعيش حياة مزدوجة كعميل لـ (حزب الله) ومخبراً لـ (FBI)

اللبناني "علي كوراني" يعيش حياة مزدوجة كعميل لـ (حزب الله) ومخبراً لـ (FBI)
صورة لعلي كوراني تداولتها وسائل إعلام أميركية
رام الله - دنيا الوطن
يمثل (علي كوراني)، 34 عاماً، وهو أميركي من أصل لبناني أمام محكمة في نيويورك في آذار/ مارس المقبل (2019) لمحاكمته في تهم وجهت إليه بدعم الإرهاب، وقد تصل محكوميته إلى السجن مدى الحياة في حال إدانته.

بدأت قصة (كوراني) مع السلطات الأميركية قبل عامين ونصف العام تقريباً، عندما اقترب منه عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وقال إنه يرغب في التحدث إليه، وفق ما أوردته صحيفة (نيويورك تايمز).

رافق العميل (كوراني) من مقهى (ستارباكس) حيث كان، إلى مطعم (ماكدونالدز) قريب، حيث كان عميلان آخران في الانتظار.

هؤلاء أبلغوا الرجل أنهم على "علم بارتباطه بحزب الله" وطلبوا منه في لقاءات لاحقة خلال عام 2016 بأن ينضم إلى مكتب (FBI) للعمل مخبراً، حسب ما قال كوراني خلال إحدى إفاداته بعد اعتقاله.

كوراني نفى في بادئ الأمر علاقته بحزب الله، وقال إنه أبلغ أحد العملاء بأن "لديهم الرجل الخطأ".

النفي القاطع تحول بعد عام إلى رغبة في العمل مع المكتب بشكل سري مقابل ما ظن أنها ستكون حصانة له من المتابعة القانونية ومساعدة السلطات له في استرجاع طفليه اللذين أخذتهما زوجته بعيداً عنه بعد أن قررت الاستقرار في كندا.

وهي وعود يؤكد FBI أنه لم يقدمها.

اعترف كوراني بعد حوالي عام على لقاء مكدونالدز، بأنه ظل لسنوات "عميلاً نائماً" لحزب الله، يمده بمعلومات حول أهداف محتملة بينها مطار كندي الدولي، وأحد مراكز الجهاز السري في بروكلين، والبناية التي تحتضن مكاتب FBI في نيويورك والقنصلية الإسرائيلية في المدينة، حسب وثائق المحكمة.

كان كوراني يعمل أيضاً على نقل معلومات استخباراتية إلى أحد عناصر الحزب في لبنان، بحسب الوثائق، التي تشير أيضاً إلى أن الشاب كان يعيش حياة مزدوجة لسنوات تتجسد في تجربة الحلم الأميركي في منطقة برونكس بنيويورك، مقابل حياة سرية ضمن شبكة "إرهابية".

في نيويورك، لعب كوراني دور المهاجر الطموح والمتحمس للاستفادة من الفرص الاقتصادية، لكن المدعين يقولون إن كل ذلك كان مجرد واجهة وأنه أبلغ عملاء FBI بأن رؤساءه في حزب الله طلبوا منه أن يحتفظ بحياة تبدو طبيعية والحصول على الجنسية الأميركية "في أسرع وقت ممكن" بينما يجمع المعلومات الاستخباراتية، وينتظر أوامر بالتحرك لتنفيذ نشاطات إرهابية.

محامو كوراني اتهموا مكتب التحقيقات الفيدرالي باستدراج موكلهم للاعتراف، لكن FBI دافع عن تصرف عملائه، مشيراً إلى أنهم لم يتفقوا مع كوراني على عدم توجيه تهم إليه، ودفع كوراني ببراءته وقال: إن الكثير من إفادات عملاء المكتب المنسوبة إليه غير صحيحة.

أصبح كوراني مواطناً أميركياً في 2009 وحصل في العام ذاته على شهادة الإجازة في الهندسة الطبية الحيوية biomedical engineering وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال في 2013. أما جواز سفره، فيشير إلى توجهه إلى لبنان كل عام ما بين 2005 و2015.

وبحسب بيان لوزارة العدل الأميركية، يعود إلى الثامن من حزيران/ يونيو 2017، فإن كوراني تلقى تدريبات عسكرية الطابع من حزب الله، وقدم الدعم لمنظمة "الجهاد الإسلامي"، جناح حزب الله المسؤول عن النشاطات الإرهابية خارج لبنان.

وجاء في الاتهامات أيضاً، أن كوراني انضم إلى الجهاد الإسلامي في 2006 عندما كان في لبنان خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وأن منزلاً لأسرته دمر خلال النزاع.

وتتهم السلطات الأميركية كوراني بالتزوير والكذب في الوثائق التي خولته الحصول على الجنسية الأميركية، والتي نفى فيها الارتباط بأي منظمة إرهابية.

التعليقات