عاجل

  • 5 شهداء في قصف إسرائيلي على مواطنين في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة

يوم دراسي ببلدية بيت لاهيا: انتشار البعوض بمناطق شمال غزة

يوم دراسي ببلدية بيت لاهيا: انتشار البعوض بمناطق شمال غزة
رام الله - دنيا الوطن
جمعية حكاوي للثقافة والفنون بغزة نظمت يومًا دراسيًا بعنوان: " انتشار البعوض بمناطق شمال غزة" وذلك بالتعاون مع بلدية بيت لاهيا والجمعية الفلسطينية للإغاثة والتنمية، ويأتي هذا اليوم في سياق مشروع (سمعهم صوتك2) الذي يستخدم المسرح في طرح قضايا لها ارتباط بمجالس الحكم المحلي.

وافتتح اليوم الدراسي رئيس بيت لاهيا الأستاذ/عزالدين الدحنون شاكراً ومرحباً بالحاضرين واصفا هذا اليوم بالجهود المثمرة والفعالة للحد من انتشار البعوض كما أثني على التعاون ما بين بلدية بيت لاهيا ومصلحة مياه بلديات الساحل وسلطة المياه وذلك لاستكمال مشروع محطة المعالجة، وشكر جمعية حكاوي علي دورها الريادي بتقديم اعمال فنية ذات جودة عالية بالإضافة لكونها تطرح قضايا تهم المواطن لتسليط الضوء على معاناته في محاولة للسعي لإيجاد حلول لتلك المشاكل من أجل دفع جهات الاختصاص لتقديم خدمةٍ أفضل.

بدوره، رحّب مدير جمعية حكاوي محمد أبو كويك بالحضور، شاكرًا بلدية بيت لاهيا مُمثلةً برئيسها الأستاذ/عزالدين الدحنون على استقبالهم لهذا اليوم الدراسي، وقال إن هذا اليوم يُسلِّط الضوء على قضية تهم جميع سكان مناطق شمال غزة ألا وهي انتشار البعوض بمناطق شمال غزة ولاسيما بيت لاهيا.

وتحدث أبو كويك بعد ذلك عن مشروع تمكين الشباب من تعزيز المسؤولية والمشاركة المجتمعية (سمعهم صوتك2) الذي تنفذه حكاوي بدعم من مشروع الثقافة والفنون والمُشاركة المجتمعية بتمويلٍ مُشترك ما بين مؤسسة عبد المحسن القطان والوكالة السويسرية للتعاون والتنمية.

وأضاف أبو كويك، أنه "في منطقة بيت لاهيا تم التعاون مع الجمعية الفلسطينية للإغاثة والتنمية واختيار لجنه محلية تلقت تدريب بالاتصال والتواصل والحشد والمناصرة وقوانين الحكم المحلي والمسائلة المجتمعية وذلك لأخد دورهم بشكل أكثر فعالية تجاه القضايا الخدماتية المقدمة من الهيئات المحلية وأيضا لتمكينهم من نقل ومتابعة مطالب المجتمع لأصحاب المسؤولية، وتحدث أيضا عن رؤية المشروع حول استخدام الثقافة والفن بشكل عام ومسرح المضطهدين بشكل خاص كأحد ادوات التغيير المجتمعي بعيداً عن التعصب لدفاع عن حقوقهم, كما تم تدريب فرقة مسرحية وأنتج معها عمل مسرحي بعنوان "كش ... ما بنكش" يسلط الضوء على مشكلة انتشار البعوض بالمناطق الشمالية من القطاع، العرض المسرحي شاهده ما يقارب من 1300 شخص في جولة من 15 عرض بمُحافظات قطاع غزة الخمس، كما وقع معظم الحضور على عريضة موجهة لوزارة الحكم المحلي يناشدونهم بها التعاون مع بلديات المناطق الشمالية لحل تلك المشكلة", ويأتي هذا اليوم الدراسي ليضع تلك القضية على الطاولة والوقوف عند حجمها الحقيقي والأضرار المترتبة عليها والخروج بتوصيات تسهم بشكل او بآخر بوضع المشكلة على سلم الأولويات لدي الجهات المسؤولة وأصحاب القرار.

كما أعرب الاستاذ/ وسيم أبو حميدة عضو اللجنة المحلية للجمعية الفلسطينية للإغاثة والتنمية عن أهمية هذا اليوم الدراسي وأهمية استخدام العروض الفنية في طرح المشاكل التي تواجه المجتمع وايصال صوتهم للمسؤولين، وان مشكلة انتشار البعوض مشكلة تحتاج لتظافر الجهود من كل الوزارات وبتعاونهم مع البلديات الأخرى للقضاء على هذه المعاناة. 

ورقة العمل الاولي قدمتها بلدية بيت لاهيا بعنوان " دور البلديات في الحد من انتشار حشرة البعوض" قدمها رئيس قسم الصحة ببلدية بيت لاهيا الأستاذ/ عاطف سلطان، وتحدث فيها عن تعريف حشرة البعوض واصفاً اياها بأنها من أهم الحشرات التي تتواجد وتنتشر في فصل الصيف وأنها تعتبر من الحشرات الضارة صغيرة الحجم حيث يتواجد البعوض داخل المنازل وقنوات المجاري وفي زرائب وحظائر الحيوانات والدواجن وأيضا في التجمعات المائية الراكدة وبرك المياه المستخدمة في الزراعة وخزانات مياه الصرف الصحي، كما وضح عن دورة حياة البعوض وأنواعه وأعراض لدغة البعوض وما تسببه من مشاكل صحية.

كما بين طرق المكافحة التي تعتمدها البلدية للحد من انتشار البعوض وهي:

أولاً: المكافحة البيولوجية: وتتم باستخدام مادة "BTI " حيث يتم رش المادة في الأحواض والبرك الزراعية بمعدل يوم بعد يوم تقريباً.

ثانياً: المكافحة الكيمائية: حيث يتم الرش يومياً للأحواض والمناطق الزراعية وبعض المناطق الأكثر تضررا بجهاز الفوجر وهذا مكلف مادياً، ويتم القضاء على البعوض والذباب والصراصير والحشرات الضارة بعد رش الفوجر.

كما عرض جدول تفصيلي للمواد والاحتياجات لعام 2018 لمكافحة حشرة البعوض في أحواض الشمال وذكر أيضا التكلفة الشهرية لتلك الاحتياجات فكانت التكلفة شهرياً (28850) شيكل.

وفي ختام حديثه وضح المشاكل والمعيقات وكانت:

 نقص التمويل ونقص السولار والمبيدات المستخدمة للقضاء على الحشرة

وقصور من جهة المواطنين من حيث التعاون مع البلدية خلال عملهم

وقلة الأيدي العاملة في هذا المجال وذلك لنقص التمويل لجذب العمال.

أما الورقة الثانية كانت لسلطة جودة البيئة بعنوان " طرق مكافحة حشرة البعوض " وقدمها المهندس/ محمد مصلح وكانت خلفية الدراسة بشكل تفصيلي عن البعوضة المنتشرة في قطاع غزة والذي تتركز عليها عمليات المكافحة ويطلق عليها اسم الكيوليكس وانه يتواجد ويتوالد في أحواض الصرف الصحي وقنوات المجاري وأن سكان قطاع غزة يعاني خلال الفترة من مطلع شهر إبريل وحتي شهر أكتوبر من مشكلة انتشار البعوض وذلك لتوفر البيئة المناسبة للتكاثر، وتحدث عن أهم الأمراض التي ينقلها البعوض للإنسان والحيوان مثل: داء الفلاريا، الملاريا، الحمي الصفراء، الالتهاب الدماغي، حمي الضنك.

ووضح طرق المكافحة التي تعتمدها سلطة جودة البيئة وهي:

المكافحة الكيميائية: وتقسم الي:

  مبيدات طبيعية: مثل زراعة نبات عشب الليمون، واكليل الجبل، والنعناع البري,

والمواد البترولية: وهي رش الزيوت البترولية على سطح المياه الراكدة لقتل الأطوار المائية للبعوض كما تمنع هذه الزيوت الاناث من وضع البيض علي الماء أحيانا.

والمبيدات الصناعية: ويتم استخدام مبيدات اليرقات المتخصصة مثل تيميفوس – بيريمفوس ميثيل، واستخدام المبيدات ذات الأثر المتبقي مثل بيريمفوس ميثيل – بندوكارب – بيرمثرين – فنتروثيون – سيبرمثرين معاملة السطوح الخارجية للمباني، وايضا استخدام مبيدات سريعة القتل على هيئة ضباب حراري أو رذاذ متناهي الصغر لمعاملة مناطق الاصابة الخارجية. 

وعن أضرار الاستخدام المفرط للمبيدات الكيماوية:

ظهور سلالات من البعوض مقاومة للمبيدات، ظهور آفات جديدة لم تكن موجودة,

تلوث التربة الزراعية والقضاء على الكائنات الحية الدقيقة بها , تلوث مصادر المياه , تلوث المواد الغذائية , التأثير على الانسان. 

المكافحة الحيوية: 

وهي الاستفادة من الأعداء الطبيعية للبعوض وزيادة فعاليتها في القضاء علي أكبر عدد منها، ويتم استخدام مادة " BTI" (وهي عبارة عن بكتيريا عصوية الشكل يتراوح طولها بين 3-5 ميكرون، وتتميز بقدرتها على تكوين جراثيم تحفظها داخل أجسامها في أبواغ أو حافظات جرثومية عندما تحس بالخطر)  

ووضح آلية عمل بكتيريا " BTI" انه عندما تتغذي يرقات البعوض على هذه البكتيريا تتحول هذه الجراثيم الي مادة سامة في الجهاز الهضمي لليرقة، فتقوم بغرس نفسها داخل الغشاء البلازمي للخلايا المبطنة للقناة الهضمية لليرقة وهنا تكون قد تدمرت جدران المعدة وبالتالي تفقد خلية اليرقة محتواها من المواد الغذائية الضرورية وتموت خلال أيام، حيث تصبح جراثيم البكتيريا سامة فقط في معدة يرقات البعوض والذباب الأسود، ولكنها آمنة تماماً لكل أنواع الحشرات والسمك والطيور والأسماك. 

 كما أن للمكافحة الحيوية مميزات أهمها أنها آمنة لا تضر الانسان والبيئة ومستديمة حيث تتكاثر اعدادها طبيعياً واقتصادية رخيصة التكاليف مقارنة بطرق المكافحة الأخرى.

كما انها سهلة التطبيق ولا تحتاج الي أيدي عاملة كثيرة. 

وفي الختام وضح أن سلطة جودة البيئة تبذل جهود كبيرة للسيطرة على انتشار حشرة البعوض وتقليل الازعاج الناتج عنها حيث تسعي الي تطبيق طريقة المكافحة البيولوجية وتجنب المكافحة الكيميائية.

وورقة العمل الثالثة من وزارة الحكم المحلي بعنوان " مشكلة انتشار البعوض الواقع والمعيقات" قدمتها المهندسة/ أشواق غنيم وكانت خلفية الدراسة عن أسباب انتشار البعوض وتكاثرها في الصيف وذلك لافتقار قطاع غزة الي البنية التحتية الملائمة لمياه الصرف الصحي ومعالجتها، وانه تم تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة البعوض في العام 1997 برئاسة وزارة الحكم المحلي وعضوية كل من: سلطة جودة البيئة ومصلحة مياه بلديات الساحل بالإضافة الي بلديات (النصيرات – بيت لاهيا – خانيونس) حيث انها البلديات الأكثر تضرراً ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ( UNRWA) .

حيث ان اللجنة مسؤولة مسؤولية كاملة عن بلديات قطاع غزة كلها وتقوم بعقد اجتماع دوري لأعضاء اللجنة وتشكيل لجان فرعية وعقد اجتماعات منبثقة للبلديات غير الأعضاء والبحث عن تمويل لتوفير الوقود والعمال لعملية المكافحة على مدار الموسم.

كما تطرقت لأساليب المكافحة التي تعتمدها وزارة الحكم المحلي وتشمل

الطرق التقليدية التي يتم  خلالها رش المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب التي تستخدم لمكافحة وقتل النباتات المائية بالإضافة الي سكب الوقود والسولار والزيت علي المياه الراكدة لقتل يرقات البعوض وتعتبر هذه الاساليب ضارة جداً بجميع مكونات وعناصر البيئة وأيضا تكلفتها عالية وتزيد مجمل تكاليف المكافحة في قطاع غزة عن 150 ألف دولار في الموسم الواحد.

وكذلك طريقة "BTI": وتعتبر طريقة مكافحة جديدة صديقة للبيئة حيث تم اختبارها في البداية في منطقة وادي غزة ونتج عن استخدامها نتائج ناجعة وفعالة وبتكلفة أقل.

وذكرت انه يوجد طرق اخري للمكافحة مثل الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية، والهدف من المكافحة هي تحسين الظروف الصحية والبيئية والاقتصادية لسكان قطاع غزة من خلال مكافحة انتشار البعوض في انحاء مختلفة من القطاع باستخدام طرق صديقة للبيئة.

ووضحت طريقة عمل وزارة الحكم المحلي في المتابعة والتقييم من خلال التنسيق والتواصل ومتابعة عمل البلديات في عمليات توزيع ورش مادة BTI والتقارير الشهرية عن سير العمل في المشروع والفحص المستمر لمادة BTI   للتأكد من مطابقتها للمواصفات بالإضافة للزيارات الميدانية للأماكن المستهدفة لمتابعة تطورات المشروع ومدي التقدم والوصول للنتيجة المطلوبة واستقبال شكاوى المواطنين.

اما ورقة العمل الرابعة والاخيرة من وزارة الصحة كانت بعنوان "الآثار الصحية المترتبة على انتشار البعوض" قدمها رئيس قسم صحة البيئة بمحافظة الشمال الأستاذ/ نعيم عبيد وكانت خلفية الدراسة عن كيفية نقل البعوضة الأمراض للإنسان وذلك عن طريق حقن اللعاب المحتوي على الأحياء الدقيقة بجلد الانسان مما تسبب له الامراض مثل: الملاريا، وحمي الضنك، والحمي الصفراء، وداء الفيل وتحدث عن أعراض كل مرض وكيفية الوقاية من هذه الامراض وذلك عن طريق مكافحة البعوض واتخاذ الوسائل الممكنة للحماية من لدغ البعوض وضع شبك ضيق الفتحات على الأبواب والنوافذ لمنع دخول الحشرات واستخدام الناموسيات عند النوم.

في ختام اليوم الدراسي تم فتح باب النقاش بين الحضور , الاسئلة تمحورت حول انه يوجد قصور وخلل من قبل اللجنة الاعلامية في كل وزارة في نشر الحملات التوعوية والمعرفية والوقائية وكانت هناك مداخلات من قبل الحاضرين تؤكد على أن هذا اليوم هو يوم مناقشة وحوار بوجود تلك الشخصيات الممثلة من الوزارات الحاضرة والحضور من اللجان المحلية ولجنة المتابعة والتقييم في مناطق الشمال وانه ليس يوم مساءلة وأنه يجب علي الجميع يعترف انه يوجد تقصير و بعض الإخفاقات في الاداء ولكن في هذا اليوم علينا جميعاً أن نخرج ونخلق آلية عمل لنبدأ بممارستها وليتم تشكيل لجنة لتعزيز المسؤولية والمشاركة المجتمعية وأن يكون هناك رقابة مجتمعية ليتحمل المجتمع والجميع المسؤولية لخلق حل جذري لتلك المشكلة.

واتفق المتحاورون على أنه في الوقت الحالي من الصعب القضاء علي انتشار البعوض ولكن هذا لا يمنع من العمل علي الحد من انتشاره كما يجب أن تكون العلاقة تكاملية ما بين المجتمع والبلديات واقترحت اللجنة المحلية تشكيل لجنة شبابية بالتعاون مع البلدية مع بداية الموسم الجديد للتعاون والتوعية والمساعدة في إطلاق حملة (من بيت لبيت لزيادة الوعي حول حشرة البعوض) والعمل ان ترعاها احدي الوزارات الحاضرة والتشبيك مع البلديات كل في نفوذه.

واختتم الحاضرون بتقديم توصيات تؤكد على دور التوعية والإرشاد واستخدام الوسائل الفنية المختلفة بالإضافة لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في إطلاق الحملات التوعوية المختلفة من قبل الشباب وزراعة العديد من الأشجار الطبيعية في الشوارع للمساعدة في الحد من انتشار البعوض وهي" اكليل الجبل، النعناع البري" وتشكيل اللجنة الشبابية لإطلاق حملة " من بيت لبيت لزيادة الوعي بين المواطنين" والعمل على تحسين الأداء من خلال الحملات الوقائية والتثقيفية، وزيادة الموازنات المالية لحملة المكافحة وتخصيص أسبوع للتوعية عن انتشار البعوض وجعله اسبوع ثقافي تستخدم الوسائل الفنية المختلفة لتوصيل الفكرة والهدف من التوعية

وكذلك العمل على تطوير قسم العلاقات العامة والاعلام بالبلديات المعنية والتشبيك مع اللجان الأخرى والتعاون مع البلديات وتكثيف التوعية في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووسائل الاعلام المحلية المختلفة.