الدم الفلسطيني ليس رخيصاً

الدم الفلسطيني ليس رخيصاً
نبض الحياة 

الدم الفلسطيني ليس رخيصا 

عمر حلمي الغول 

تسعة شهداء سقطوا يوم الجمعة الماضي، سبعة منهم في قطاع غزة، وإثنان في الضفة من بينهم إمرأة شابة، قتلت على يد قطعان المستعمرين الإسرائيليين القتلة. هذة الدماء الزكية للأطفال والنساء والشباب الفلسطيني تسلط الضوء على إنفلات وحشية جيش الموت الإسرائيلي ورديفهم الثابت من المستعمرين من عقالها، وتطرح علامة سؤال مجددا على إستهتار دولة الإستعمار الإسرائيلية بالقانون الدولي وكل المواثيق والمعاهدات الدولية وخاصة إتفاقيات جنيف الأربع ، وحقوق الإنسان، وتطاولها المجنون على أبناء الشعب العربي الفلسطيني دون أي سبب يذكر، سوى أنهم مواطنين فلسطينيين، ولإنهم يدافعوا عن حقوقهم بشكل سلمي لإيقاظ الضمير العالمي من سباته، ودق جرس الإنذار امام كل صاحب ضمير كي يستيقظ على المآلات المرعبة، التي تخطط لها دولة إسرائيل الخارجة على القانون الدولي. 

مؤكد أن دولة الإستعمار الإسرائيلية إرتكبت قبل نشوئها (العصابات الصهيونية المختلفة) وبعد قيامها العشرات من المجازر والحروب. عكست من خلالها تخندقها في خنادق الإستعمار الإجلائي والإحلالي بهدف فرض خيار الترانسفير على أبناء الشعب العربي الفلسطيني، ويتعمق هذا الإتجاة اللاخلاقي والإجرامي مع التماهي المطلق معها من قبل إدارة ترامب الأميركية، ونتاج صعود الفاشية فيها إلى مرحلة متقدمة مع إقرارها لقانون "القومية الإساس"، الذي يعتبر ذروة جديدة في مسارها الإستعماري، ونتاج سقوط أهل النظام السياسي العربي المتهالك في متاهة التطبيع المعلن وغير المعلن، وبسبب مواصلة قيادة الإنقلاب الحمساوية لخيار الإنقلاب الأسود على حساب المصالحة والوحدة الوطنية، وإندفاع قيادة حركة حماس للتساوق مع إسرائيل وأميركا مع توقيعها على الهدنة المجانية الجديدة وفق مبدأ "الهدنة مقابل الهدنة ورفع الحصار"، وهو ما يعني الإنغماس حتى آذان قادة الإنقلاب من جماعة الإخوان المسلمين في وحول المستنقع الإسرائيلي الأميركي. 

الجريمة والمجزرة الإسرائيلية الجديدة تنذر بما هو قادم من تصاعد حاد في دورة سفك الدماء الفلسطينية من قبل إسرائيل الإستعمارية، لإنها تعمل وفق خطة تقوم على كي الوعي الفلسطيني بقوة القتل والموت لزرع الإرهاب والخوف في اوساطهم، ودفعهم دفعا نحو "الهرب" و"الرحيل الطوعي" من ديارهم مجددا لبلوغ هدف "دولة إسرائيل الكاملة" على كل فلسطين التاريخية. 

لكن الإسرائيليون على ما يبدو لا يريدوا أن يتعملوا من تجربة الحياة، ومسيرة الصراع المرة طيلة العقود الماضية، ويتجاهلوا عن غباء وشطط سياسي وسيكولوجي، في أن الشعب العربي الفلسطيني الذي إكتوى بنيران النكبة 1948 والنكسة 1967، لم يعد ساذجا، وتعلم من دمه الحي، ومن معاناته المرة أن بقاءه أعظم وأهم من كل المجازر، وتعلم أن يبقى متجذرا في تراب وطنه، وأن لا يسمح لنفسه بالإنسحاب من ميدان الصمود والدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية، ومواجهة مخرز القتلة الإسرائيليين بكل الوسائل والسبل السلمية والقانونية ليفضحهم ويعريهم أمام العالم الحر،ويكشف مرة تلو الأخرى عن وجه الفاشية الإسرائيلية.

وهذا يتطلب مجددا من العالم وقواه الحية الوقوف لمرة واحدة عند مسؤلياته ليدافع عن القوانين والمعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، وينصف الشعب العربي الفلسطيني، ويصون ما تبقى من خيار السلام، هذا إن تبقى شيئا منه. وفي المقابل مطلوب من القيادة وجهات الإختصا ص لديها ملاحقة إسرائيل في المحافل الأممية ذات الإختصاص: لجنة حقوق الإنسان، محكمة الجنايات الدولية والجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لرفع الكرت الأحمر في وجهها. كما ان الضرورة تملي على قيادة حركة الإنقلاب الأسود التوقف عن التجارة بدماء ابناء الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والرجال، والكف عن العبث بمصير الشعب الفلسطيني. 

[email protected]

[email protected]     

التعليقات