حنا: القدس ضحية الاطماع الاستعمارية الاحتلالية وما يحدث في مدينتنا المقدسة يمسنا جميعا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم بأننا نناشد ونطالب الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تولي اهتماما بما يحدث في مدينة القدس وما يحدث في مدينة القدس انما هو امر خطير للغاية يمسنا كفلسطينيين كما انه يمس هوية وطابع وتاريخ وتراث مدينتنا المقدسة ، وقال سيادته لدى استقباله اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية الكرجية (بلاد جيورجيا) الاتين من مدينة تبليس العاصمة بأن مدينة القدس تمر بظروف استثنائية غير مسبوقة اذ ان كل شيء فلسطيني مسيحي او إسلامي مستهدف ومستباح في هذه المدينة التي يراد لها ان تتحول الى مدينة يهودية إسرائيلية وفي هذا تطاول على هوية القدس ورسالتها التي تميزت دوما بها باعتبارها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وحاضنة اهم المقدسات الإسلامية والمسيحية .

لا يجوز ان يبقى العالم المسيحي صامتا امام ما يحدث في القدس لان الصمت في هذه الحالة هو اشتراك في الجريمة ولا يجوز القبول بما يرسم لمدينتنا المقدسة التي بتنا نعامل فيها كالضيوف في حين اننا لسنا ضيوفا في مدينتنا ولسنا عابري سبيل بل نحن أبناء القدس وسدنة مقدساتها .

لقد شهدت مدينة القدس خلال السنوات الأخيرة حملات احتلالية مستمرة ومتواصلة ومتواترة بهدف تغيير طابع مدينتنا فالمهرجانات الغنائية الصاخبة والاحتفالات السينمائية وغيرها من النشاطات التي تحمل الطابع الثقافي والتي تقيمها سلطات الاحتلال انما هدفها الأساسي هو تغيير ملامح مدينة القدس التي باتت تسرق منا وتنهب من أبنائها الأصليين يوما بعد يوم في ظل حالة الانحياز الأمريكي الكلي لإسرائيل وفي ظل الوضع العربي والفلسطيني الذي كنا نتمنى ان يكون افضل حالا.

القدس ضحية هذه الاطماع الاستعمارية وما يحدث في القدس انما يمسنا جميعا في الصميم ، انه يمس الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه .

اما الكنائس المسيحية في عالمنا فهي مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى بأن تعبر عن موقفها وان تنادي بأن تتوقف هذه المجزرة الحضارية التاريخية التراثية التي نشهدها في مدينتنا المقدسة .

انهم يسرقون اوقافنا عبر عملائهم وادواتهم ويريدوننا ان نتحول كفلسطينيين الى ضيوف في مدينتنا اما الحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة فقد تراجع بشكل دراماتيكي ومن بقي من المسيحيين في مدينة القدس لا يتجاوز العشرة آلاف شخص وهذا العدد مرشح للتراجع في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتحديات التي نواجهها جميعا في هذه المدينة المقدسة .

ان البلدة القديمة من القدس تشهد عملية افراغ ممنهجة لسكانها الأصليين والمستوطنون يستولون على كثير من العقارات في المدينة المقدسة بواسطة سماسرة ومرتزقة وجدوا لكي يقوموا بهذه المهمة القذرة وهم موظفون في خدمة الاحتلال وسياساته في هذه المدينة المقدسة .