محاضرة في "شومان" حول أعمدة الإصلاح الثقافي في العالم العربي

رام الله - دنيا الوطن
في العالم العربي، ومنذ عقود طويلة، تتعالى المطالبات الحثيثة بضرورة تحقيق الإصلاح السياسي، الذي يعتبره كثيرون مدخلا إلى تحقيق العدالة والتعددية وإشاعة الحرية والديمقراطية. كذلك، هناك دائما مطالبات بتحقيق الإصلاح الاقتصادي، خصوصا بعد انهيار الدولة الريعية، وتحميل المواطن كلف التنمية.

لكن الإصلاح الثقافي، وحتى اليوم، يبدو كما لو أنه من دون أبوين، إذ نادرا ما نسمع مطالبات أو كتابات تضعه في مرتبة أولية بالنسبة للإصلاحات المطلوبة.

إن أي دعوة إلى الإصلاح في أي مجال يعد اعترافا ضمنيا بوجود خلل أو خراب أو فساد أو تشوه في ذلك المجال، والدعوة إلى الإصلاح الثقافي تؤكد تسرب تشوهات وفساد إلى المنظومة الفكرية والذهنية العربية، خصوصا أن الثقافة تختص بالبحث في عالم الأفكار، أو التصورات الذهنية حول مجمل القضايا والأمور التي تهم الفرد والمجتمع، أما الإصلاح فهو تنقية الأفكار من الرواسب التي علقت بها، وتحقيق حد أدنى من التوافقات المجتمعية حولها.

لكن الأمر الغائب عن الذهن، هو أن الإصلاح الثقافي الحقيقي، هو مدخل أو أساس لجميع الإصلاحات؛ السياسية والاقتصادية والتشريعية والاجتماعية، لذلك ينبغي منحه أولوية قصوى، والبدء بتنفيذه عبر حوار معمق وخطوات مدروسة.

في هذا السياق، يمكن أن نحدد آليات الإصلاح الثقافي بالحوار والإقناع والأدلّة والبراهين واستنهاض القيم الإيجابية للمجتمع، وهي طرق أكثر جدوى وقوة وتأثيرا، خصوصا أنها تعتمد على العقل، ما يجعلها دائمة أو مستدامة.

محاضرة الدكتور علي فخرو، تأتي في سياق بحث آليات وركائز الإصلاح الثقافي، والتي يمكن تبنيها، والبدء بعملية مراجعة شاملة للمنظومة الفكرية العربية.

وفخرو هو طبيب في أمراض القلب ، كان وزيراً للصحة في البحرين، ووزيراً للتربية، وسفيرا في فرنسا ، ورئيساً لمجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث، وغيرها من المناصب، إضافة إلى أنه يكتب مقالا أسبوعيا ينشر في سبع صحف عربية.

أصدقاء منتدى عبد الحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 15 تشرين الأول (أكتوبر)، في محاضرة بعنوان "أعمدة الإصلاح الثقافي في العالم العربي" للدكتور علي فخرو، يقدمه فيها ويدير الحوار مع الجمهور د. محمد حمدان.

التعليقات