"أسبوع دبي للاستثمار 2018" يشهد الاعلان عن استثمارات جديدة

رام الله - دنيا الوطن
اختتم "أسبوع دبي للاستثمار 2018"، الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، تحت شعار "الاستثمار في تحولات المستقبل"، أعماله بسلسلة من المنتديات التفاعلية التي استقطبت 500 من كبار المسؤولين الحكوميين والمستثمرين الدوليين وصنّاع القرار والخبراء والرواد من القطاعين العام والخاص، مقدماً منصة استراتيجية لتوطيد جسور التعاون الدولي والشراكة الاستثمارية في المجالات المؤثرة في واقع ومستقبل التنمية. وشهد جدول الأعمال طرح رؤى معمّقة حول فرص الاستثمار الناتجة عن التوجهات العالمية الجديدة والتحولات الاقتصادية الإقليمية، مع تسليط الضوء على هذه الفرص الاستثمارية القطاعية وآفاق النمو والشراكات والابتكار في إمارة دبي التي قدّمت نموذجاً يُحتذى به في التحول إلى محور رئيس في الاقتصاد العالمي ونموذج رائد لمدن المستقبل.

وتخلل جدول الأعمال تقديم تحليل معمق لقوى الاستثمار الأجنبي المباشر، خلال "منتدى دبي للاستثمار 2018" الذي أقيم على محورين هما "ريادة تحولات المستقبل" و"أضواء على فرص الاستثمار". وقدّم الحضور نظرة شاملة عن مزايا دبي كمدينة المستقبل وبوابة التوسع في أسواق النمو الإقليمية، من نمو اقتصادي مستدام وعنصر بشري مؤهل وبنية تحتية وتشريعية ولوجستية متطورة، وصولاً إلى حوافز استثمارية وبيئة حاضنة لاستثمارات التكنولوجيا والمعرفة والبحث والتطوير، علاوة على الإطار المشجع للشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص.

أعلن سعيد حداد المدير العام  لشركة جونسن اند جونسن في منطقة الشرق الأوسط و افريقيا عن اعتزام الشركة التوسع في استثماراتها في دبي في المرحلة المقبلة خصوصا مع التحسينات الأخيرة في بيئة الاعمال و حماية الملكية الفكرية وذلك عن طريق انشاء معهد  جونسن اند جونسن الدولي للبحوث والتدريب.   كذلك أعلنت شركة ويفتك الشركة الرائدة في مجال الدراسات وخدمات البحوث المتخصصة في التنمية الاقتصادية عبر انشاء مقر إقليمي في امارة دبي وذلك في المنطقة الحرة لمطار دبي الدولي.

شراكة

شهدت أعمال "أسبوع دبي للاستثمار 2018" عقد شراكة استراتيجية بين "الجمعية العالمية لهيئات ترويج الاستثمار" (WAIPA)، و"مركز حمدان لمستقبل الاستثمار" (HCFI) لتعزيز التعاون الدولي في البحث والتطوير وبناء قدرات هيئات ترويج الاستثمار على استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة موجهة لدعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. ووقع الاتفاقية كل من فهد القرقاوي  لـ "مركز حمدان لمستقبل الاستثمار"، وبوستجان سكالار، الرئيس التنفيذي لـ "الجمعية العالمية لهيئات ترويج الاستثمار"، وسط التأكيد على توحيد الجهود المشتركة لنشر بحوث متخصصة حول تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر وابتكار أدوات وأطر جديدة للارتقاء بجاهزية وكالات ترويج الاستثمار على مواكبة التحولات المستقبلية.

وأوضح القرقاوي  بأنّ الاتفاقية تتماشى مع الهدف الـ 17 من أهداف التنمية المستدامة في تعزيز الشراكات الدولية بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، استناداً إلى قيم ورؤى وأهداف مشتركة في إطلاق استثمارات طويلة أجل، بما في ذلك الاستثمار الأجنبي المباشر، للنهوض بالقطاعات الحيوية وعلى القطاعات الطاقة المستدامة والبنية التحتية والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولفت إلى أنّ التعاون الجديد يمثل خطوة متقدّمة على درب توجيه الاستثمار الأجنبي المباشر في تعزيز أنشطة التنمية المستدامة لمساعدة الاقتصادات العالمية، مؤكداً بأنها تندرج في إطار حرص المركز على تقديم نموذج شراكة عالمي لتوفير بيئة استثمارية مزدهرة تتماشى مع التحولات العالمية.

مؤشرات قوية

اقام "منتدى دبي للاستثمار" سلسلة من الفعاليات وجلسات الخبراء لاستعراض التقدّم المُحرز في "خطة دبي 2021" والمؤشرات الرئيسية للأداء الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر، فضلاً عن تسليط الضوء على المحفزات الاقتصادية الجديدة ونهج دبي في قيادة التحولات المستقبلية، سيّما عقب نجاح الإمارة في الوصول إلى مصاف أفضل 10 مدن عالمية جاذبة للاستثمارات الجديدة، ما يعزز الآفاق الإيجابية المتاحة أمام الشركات العالمية والشركات الناشئة المبتكرة لتكون جزءاً من موجة الأعمال المستقبلية والدخول بقوة إلى الأسواق الإقليمية الواعدة من بوابة دبي. وشكل حفاظ دبي على ترتيبها الثالث عالمياً من حيث إجمالي عدد المشاريع الاستثمارية الجديدة، والذي ارتفع بمعدل 40% خلال النصف الأول من العام الجاري، مؤشراً قوياً على تنامي ثقة مجتمع الاستثمار العالمي في بيئة الأعمال المتطورة، وتنوع الفرص الاستثمارية الجديدة في مختلف القطاعات الحيوية، لا سيما المعرفة والتكنولوجيا والابتكار.

الصحة .. آفاق وفرص

تناول "منتدى دبي للاستثمار 2018" أبرز فرص الاستثمار الجديدة والناشئة عبر القطاعات الرئيسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، في ظل تنامي حضور دبي القوي على خارطة السياحة الطبية إقليمياً ودولياً، مدعومةً بنية تحتية ذات مستوى عالمي وقطاع صحي مزدهر ورعاية ممتازة للمقيمين والزائرين. وحظي المشاركون بفرصة الاطلاع على الآفاق المتاحة أمام شركات قطاع الأدوية والرعاية الصحية في إمارة دبي ودولة الإمارات، التي سجلت نمواً في حجم استثمارات الرعاية الصحية بمعدل xx% ليصل إلى xxx خلال العام 2017.

وأوضح فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لـ "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، بأنّ دبي نجحت، في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، في تعزيز جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف القطاعات الحيوية، وبالأخص قطاع الصناعات الدوائية والرعاية الصحية، مقدمةً بيئة مثالية لاحتضان العقول البشرية القادرة على التميز في حقول البحوث الطبية والعلمية التي تصب في خدمة غايات "خطة دبي 2021"، والمتمحورة حول جعل الإمارة موطن لأفراد مبدعين ومنتجين وموفوري الصحة للعب دور فاعل وريادي ومبدع في مسيرة النهضة الشاملة.

وأضاف القرقاوي: "استحوذ الاستثمار في قطاع الصحة على مناقشات "منتدى دبي للاستثمار"، استلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الذي قال "الاستثمار في قطاع الصحة الأهم والأنجح لمواكبة التطور العالمي". ونجح المنتدى في طرح رؤى معمقة حول سبل تعزيز الشراكات الدولية للنهوض بالرعاية الصحية التي تعتبر أولوية استراتيجية لبناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً وسعادة للأجيال القادمة، فضلاً عن استكشاف الفرص الهائلة المتاحة في دبي التي تشهد زيادة لافتة في عدد المنشآت الطبية ومصانع الأدوية، في ظل المقومات التنافسية التي تشمل التسهيلات الاستثمارية والتشريعية والبنية التحتية والدعم اللوجستي والموقع الاستراتيجي كبوابة تربط بين الشرق والغرب."

أضواء على فرص الاستثمار

وتحت عنوان "أضواء على فرص الاستثمار في  الرعاية الصحية"، تناول "منتدى دبي للاستثمار" ملامح "دليل دبي للاستثمار في الرعاية الصحية"، فيما جرت مناقشة محور "الاستثمار في البنية التحتية المستقبلية" بمشاركة ماثيو داد، شريك في "نايت فرانك"، تحت محور "أضواء على فرص الاستثمار في العقارات التجارية". وكان الحضور على موعد مع مناقشات موسّعة تحت عنوان "الاستثمار في الاقتصاد الدائري: فرصة ذهبية" في إطار "أضواء على فرص الاستثمار في الاقتصاد الدائري" بإشراف فرانكو بوسوني، مدير مركز الابتكار، مركز دبي للسلع المتعدد

أقيمت جلسة خبراء تحت عنوان "الاستثمار في الرعاية الصحية" بحضور نخبة المتحدثين الدوليين؛ وهم أحمد فايز، مستشار الاستثمارات الصحية وشراكة القطاعين العام والخاص في "هيئة الصحة بدبي؛ والدكتور ستيوارت بينيت، المدير التنفيذي لـ "إنتيلهيلث"؛ والدكتور محمد حمادة، المدير التنفيذي للاستثمار في "شركة أمانات القابضة"، وبإدارة أرناود باور، مدير عام "أدفينشن دبي". وتناول المنتدى أيضاً في يومه الثاني موضوع "الاتجاهات العالمية: ماذا يتحكّم في الفرص المستقبلية؟" خلال جلسة بإدارة أمل علامة، مدير الاستشارات في "يورومونيتور إنترناشيونال" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما شكلت "تحولات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: فرص الاستثمار الأجنبي المباشر" محور تركيز جلسة بمشاركة أنطوني حبيقة، الرئيس التنفيذي، "مينا ريسيرش بارتنرز".

الاستثمار والتنمية

عُقِدت أعمال "منتدى الاستثمار المؤثر في التنمية"، التابع لـ "مركز حمدان لمستقبل الاستثمار"، بعنوان "الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة" لتعزيز الشراكات المحلية والإقليمية والعالمية، وبناء القدرات في مجال البحث والتطوير وإنشاء سوق لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الموجهة لدعم التنمية المستدامة، وسط مشاركة ممثلين عن نخبة المنظمات العالمية والمراكز البحثية والمؤسسات المالية، إلى جانب مستثمرين واستشاريين عالميين وخبراء في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر.

واستُهل المنتدى بجلسة "الاستثمار المؤثر في التنمية : مبادرة عالمية" بإشراف الدكتور رائد صفدي، كبير الاستشاريين الاقتصاديين، مركز حمدان لمستقبل الاستثمار، مستعرضاً الفرص المتاحة لتعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وشهد العرض الرئيسي حوار تحت عنوان "جذب الاستثمار الأجنبي المباشر نحو مشاريع التنمية المستدامة" بإدارة الدكتور هنري لويندهل، المدير التنفيذي لـ "ويفتك". وأقيمت جلسة خبراء بعنوان "الاستثمار في التنمية المستدامة" أدارها أندرياس دريسلر، مدير عام "إف دي آي سنتر"، استعرض خلالها فهد القرقاوي، الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، مستقبل الاستثمار، فيما تطرق بستجان سكالار، رئيس الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار "وايبا"، للفرص العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر. واختتمت الجلسة بمناقشة "الاستراتيجيات الإنمائية المستدامة للشركات: قياس التأثير" بحضور ستيفان هالر، الشريك والمدير الإداري في "هورفاث أند بارتنرز".

الجاهزية المستقبلية للاستثمار

عقد "منتدى سياسات الاستثمار" تحت عنوان "الجاهزية المستقبلية للاستثمار"، مستعرضاً التقدم المحرز على صعيد تعزيز سياسات الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي بما يواكب التحولات المستقبلية المتسارعة. وجاء ذلك على هامش "أسبوع دبي للاستثمار 2018" الذي تنظمه حالياً "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار" التابعة لـ "اقتصادية دبي"، في سبيل سبيل توطيد جسور التعاون الدولي والشراكة الاستثمارية في المجالات المؤثرة في واقع ومستقبل التنمية. وشكل المنتدى، الذي أقيم بالشراكة مع "كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية"، ملتقىً استراتيجي ضم نخبة الشركاء الرئيسيين في الاستثمار الأجنبي المباشر من قطاع الأعمال والقطاع الحكومي والأوساط الأكاديمية، للوقوف على السياسات والأطر التشريعية الناظمة للاستثمار.

وتفرّد "منتدى سياسات الاستثمار" بالتركيز على محور "الجاهزية المستقبلية للاستثمار"، مستعرضاً السياسات  الاستثمارية المبتكرة التي تركز على المستثمرين بما يعزز تنافسية وجاذبية واستدامة قطاع الأعمال على المدى الطويل. وأوضح فهد القرقاوي بأنّ المنتدى تمكّن من مساعدة الشركات على استشراف التوجهات المستقبلية للاستثمار الأجنبي المباشر في دبي، لافتاً إلى أنه دفعة قوية باتجاه تعريف المجتمع الدولي بالرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها الإمارة لقيادة الاقتصاد المعرفي، فضلاً عن إلقاء الضوء على السياسة المستقبلية لتنمية الاستثمار الأجنبي المباشر وجذب راس المال الأجنبي والتكنولوجيا والمعرفة والمواهب، والتي تفتح آفاقاً رحبة أمام الشركات العالمية للنمو والتوسع ضمن الأسواق الإقليمية الواعدة انطلاقاً من دبي.

ولفت خالد راعي البوم، نائب المدير التنفيذي لـ "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، إلى أنّ المنتدى سلط الضوء على نجاح دبي في إرساء سياسات اقتصادية واضحة وراسخة للاستثمار في المستقبل، وهو ما تُرجم مؤخراً في حزمة القرارات التي تمنح حق التملك بنسبة 100% للمستثمرين العالميين للشركات في دولة الإمارات، وتأشيرات إقامة للمستثمرين تصل إلى 10 أعوام وتأشيرات دخول للكفاءات المؤهلة في كافة القطاعات الرافدة للاقتصاد الوطني، لا سيّما الجديدة منها مثل الذكاء الاصطناعي و"بلوك تشين" وإنترنت الأشياء، والتي تتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في دفع الاقتصاد الوطني بوتيرة ثابتة نحو المستقبل بالتنويع والابتكار والمعرفة كاقتصاد مستدام يعتمد على روافد متعددة.

وأضاف البوم: "يتواصل نمو ثقة مجتمع الاستثمار الدولي ببيئة الأعمال المحلية، في ظل الجهود الوطنية المتواصلة لوضع أطر معرفية وتنظيمية وسياسات حديثة مشجعة على توجيه وتوظيف الاستثمار الأجنبي المباشر في خدمة مسيرة التنمية الشاملة محلياً وعالمياً. وكلنا ثقة بأنّ دبي ماضية في قيادة جهود صنع المستقبل، في ظل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي تضع الاستثمار في المجالات التنموية والعلمية والاقتصادية والاستثمارية في مقدمة الأولويات الاستراتيجية، وصولاً إلى نموذج المدينة المستقبلية التي تتمتع بنمو اقتصادي مستدام وفق غايات "خطة دبي 2021".

حوار الأطراف

أقيم على هامش "منتدى سياسات الاستثمار" اجتماع طاولة مستديرة بعنوان "مواكبة العصر - سباق الابتكار في السياسة العامة"، جرى خلاله الوقوف على أبرز التحديات الحاسمة التي تواجه صانعي السياسة العامة في جميع أنحاء العالم، لا سيّما دفع النمو في مناخ مضطرب والسياسات المبتكرة المطلوبة لمواكبة الصناعات الجديدة. وتواصلت المناقشات المعمقة في "حوار الأطراف المعنية" الذي أقيم بعنوان "تبني نماذج الأعمال الجديدة - مسرّعات سياسات المستقبل"، حيث تم استعراض الآراء المتعلقة بصياغة السياسات المستقبلية باستخدام إطار المسرّعات. وشكّل الحوار منصة مثالية لمناقشة كيفية تعزيز الجاهزية المستقبلية لبيئة الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي التي تزخر بفرص النمو والابتكار والشراكة، فضلاً عن بحث دور مسرعات السياسات في خلق الظروف المواتية لنجاح الاستثمار.

التعليقات