حنا: نطالب بإنشاء مرجعية وطنية مسيحية إسلامية في المدينة المقدسة

حنا: نطالب بإنشاء مرجعية وطنية مسيحية إسلامية في المدينة المقدسة
رام الله - دنيا الوطن
 قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم السبت بأن مسألة تسريب العقارات والاوقاف والممتلكات الإسلامية والمسيحية لجهات استيطانية احتلالية انما هي مسألة كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وستكون تداعيات هذه الأفعال التي ترقى الى مستوى الخيانة العظمى ستكون نتائجها وتبعاتها كارثية على هوية القدس وطابعها هذه المدينة المستهدفة من قبل سلطات الاحتلال عبر مرتزقتها وعملائها وادواتها .

اننا اذ نؤكد مجددا رفضنا واستنكارنا لاي صفقات او بيوعات او تسريب لاوقافنا وخاصة في مدينة القدس نقول بأنه لم يعد كافيا اصدار بيانات شجب واستنكار لان هذه البيانات لا تعيد هذه العقارات والاوقاف المسربة وما هو مطلوب منا كمقدسيين بالدرجة الأولى هو ان نوحد صفوفنا وان نلفظ المرتزقة والعملاء والخونة الذين باعوا ضميرهم بحفنة من الدولارات الملوثة بالخيانة والعمالة .

ان تسريب العقارات لسلطات الاحتلال انما يعتبر جريمة نكراء بحق مدينة القدس هذه المدينة التي هي ليست حكرا لاحد وليست ملكا شخصيا لاي احد او جهة مهما كانت هذه الجهة ومهما كان هؤلاء الأشخاص .

القدس مدينة مقدسة لها طابعها الذي تنفرد به وهي ليست ملكا شخصيا لاي شخص لكي يقوم ببيع وتسريب عقاراتها واوقافها لهذه الجهة او تلك .

ان كل البيوعات والتسريبات التي تمت نعتبرها بأنها باطلة وغير قانونية وغير شرعية لان مدينة القدس مدينة محتلة وكل ما يحدث في ظل الاحتلال لا يمكن اعتباره بأي شكل من الاشكال امرا قانونيا او شرعيا .

ان مسألة التفريط بالعقارات وتسريبها لجهات معادية ليست مسألة حديثة العهد فهنالك قائمة طويلة بأسماء اشخاص قاموا بتسريب عقاراتها وبيعها ومن ثم هربوا الى الخارج .

اما ما يحدث اليوم فهو امر مختلف فالبائعون ما زالوا في المدينة المقدسة وهم يجولون ويصولون وينتقلون من مكان الى مكان ويحظون بدعم وتغطية من جهات معروفة بالنسبة الينا معرفة جيدة .

لم تعد هنالك حاجة عند هؤلاء لكي يهربوا الى الخارج فهم يحظون بحماية مشغليهم الذين يقدمون لهم الغطاء المطلوب لكي يبقوا في مواقعهم دونما أي رادع أخلاقي او انساني .

ان ما اقدم عليه هؤلاء (بغض النظر عن أسماءهم واوصافهم) انما هي خيانة عظمى بحق القدس ومقدساتها واوقافها الإسلامية والمسيحية لا بل نقول انها خيانة عظمى بحق الشعب الفلسطيني الذي يقدم الدماء والتضحيات من اجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه .

يبدو ان هؤلاء فقدوا انتماءهم للقدس وفقدوا القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية والروحية والوطنية التي يجب ان نتمسك بها جميعا .

يبدو ان هؤلاء لا يعبدون الاله الحقيقي الهنا جميعا الذي نعبده ونسجد له ، فهؤلاء هم عبدة الاوثان واوثانهم هي المال والدولارات الملوثة بالعمالة والخيانة .

لقد نُهبت اوقافنا المسيحية وسرقت منا في وضح النهار عبر عملاء ومرتزقة وأدوات وجدوا من اجل تمرير هذه المهمة القذرة وها هي الأوقاف الإسلامية أيضا تُسرب بطرق لا تختلف كثيرا عن طرق تسريب اوقافنا المسيحية .

المُسرب واحد والعميل واحد وان اختلفت الأسماء والاوصاف هنا وهناك اما المستفيد فهو واحد أيضا وهو الاحتلال الذي يريد سرقة القدس منا وابتلاعها بشكل كلي وهؤلاء العملاء والمرتزقة انما يقدمون للاحتلال هدية مجانية ويقدمون القدس على طبق من ذهب لمستعمريها ومحتليها وغاصبيها .

أقول لمن يحبون القدس ويدافعون عنها بالفعل بأن القدس تمر بكارثة حقيقية وبعض العرب شركاء في هذه الجريمة المرتكبة بحق القدس فأموالهم النفطية تذهب من اجل الحروب والخراب والدمار في الوطن العربي اما ما يقدم للقدس وللقضية الفلسطينية فهو يقدم بالقطارة وفي كثير من الأحيان فإن هؤلاء لا يقدمون شيئا للقدس سوى شعاراتهم الرنانة وبياناتهم التي لا تقدم شيئا عمليا للمدينة المقدسة .