سيناريوهات إستقالة هيلي

سيناريوهات إستقالة هيلي
نبض الحياة 

سيناريوهات  إستقالة هيلي 

عمر حلمي الغول 

بشكل مفاجىء، ودون مقدمات قدمت نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إستقالتها من مهامها، وقد قبلها الرئيس دونالد ترامب بسرعة، وبشكل مثير للجدل. رغم انه إستقبلها في البيت الأبيض ، وأطرى على دورها، وأثنى على جهودها في الفترة القصيرة الماضية من عملها في المنظمة الدولية الأولى. وبالمقابل أعلنت، هي للصحافة، انها لا تفكر بترشيح نفسها للرئاسة في عام 2020. وكأنها تقول انها مع الإدارة الحالية. وسبب الإستقالة غير ما يمكن ان يفكر به البعض. 

وإذا كان الأمر لا يحمل في طياته تناقض مع الرئيس الأميركي وإدارته، ولا يكمن في رغبتها بالترشح للرئاسة، وإذا لا تسعى لتولي حقيبة الخارجية، أو بتعبير آخر كان إستقدم بومبيو بدلا من تيلرسون بمثابة قطع الطريق على طموحها. إذاً ما الأمر؟ أين تكمن الأسباب الحقيقة وراء ذلك؟

يمكن وضع أكثر من سيناريو لإستقالة المندوبة الأميركية السابقة، منها: أولا إحتدام خلافها مع وزير الخارجية، مما فرض عليها في ظل عدم تفريط الرئيس بالوزير إلى الإنسحاب دون إثارة مشاكل مع أركان الإدارة. ثانيا تجاوز الخطوط الحمر في سياسة الإدارة، وخروجها عن النسق المطلوب في العلاقة مع القوى الدولية الأخرى، مما أثر على أداء الإدارة سلبا في الأوساط الأميركية الداخلية، وفرض عليها الإنسحاب. ثالثا يمكن ان تكون إرتكبت فضيحة ما جنسية أو غير ذلك، وقبل ان تتفاقم تداعياتها طلب الرئيس ترامب منها إخلاء موقعها. رابعا إصطدامها مع أكثر من رمز من رموز الإدارة، مما وضع الأزمة بشكل عاجل على طاولة الرئيس، وإضطر لإقالتها. خامسا تسريب معلومات عن قضايا تخص الإدارة، أو فقدانها لمعلومات ووثائق هامة من حيث تدري أو لا تدري، وهذا ترك علامة غير إيجابية على دورها. سادسا إكتشاف إرتباطها مع جهات أجنبية، مما حتم إقالتها. سابعا قد يكون خلفية عنصرية وراء إستقالتها، لاسيما وأن الأفنجليكان في البيت الأبيض لديهم عقد عميقة من السود والملونين، وهي كما نعرف من أصول هندية.ثامنا هل ميلانيا، زوجته، أو إبنته إيفانكا لهن دور في ذلك نتاج الغيرة.؟ تاسعا هل يمكن ان يكون نتاج صراع مراكز القوى داخل الإدارة؟  ..... إلخ

كل السيناريوهات  والفرضيات واردة، ولا يوجد إحتمال غير ممكن. أضف إلى أن إستقالة كيلي ليست، هي الإستقالة الأولى، ولن تكون الأخيرة، وكما نعلم أنه منذ تبوأ الرئيس ترامب مركز الرئاسة، وإدارته تتلقى الصدمة تلو الأخرى من الإستقالات. ولكن ما يميز هيلي، انها على وئام تام مع ساكن البيت الأبيض، لا بل انها تتقدم عليه في نزعاتها الشعبوية والمتطرفة، وهي نصير غير مسبوق لإسرائيل الخارجة على القانون، وبالتالي جماعات الضغط الصهيونية، أو المحسوبة عليها تساندها، وتقف معها وإلى جانبها. إذا أين المشكلة مع المرأة الهندية الأميركية؟ ولماذا تعجلت الرحيل؟ ولماذا وافق الرئيس ترامب بهذة السرعة، ودون الإنتظار ليوم أو لإسبوع ؟ 

من المؤكد هناك قضية غير عادية شكلت محفز قوي لإقالة هيلي. ولكن ستبقى الأسئلة والسيناريوهات تطارد المندوبة السابقة حتى ينجلي الغموض والإلتباس الملازم لإستقالتها. وإلى ان نصل للنتيجة، سنعيدها للنقاش مجددا.

[email protected]

[email protected]  

التعليقات