أول مبرمجة حاسوب في التاريخ.. "آدا لوفليس" جنّية الرياضيات وأعجوبة العلوم الشعرية
رام الله - دنيا الوطن
يحتفل العالم في الثلاثاء الثاني من أكتوبر سنويا، بيوم عالمة الرياضيات الرائعة "أوغوستا آدا بايرون"، المعروفة باسم الكونتيسة "آدا لوفليس"، التي تعتبر أول مبرمجة حاسوب في التاريخ، حيث طورت برامج لآلة "تشارلز باباغ" التحليلية، ووضعت القواعد الأساسية للغات البرمجة الحديثة، وكرمت بإطلاق اسمها على لغة "آدا".
و"آدا" عالمة رياضيات شهيرة في القرن التاسع عشر، تم تأسيس يومها السنوي المعروف باسم "Ada Lovelace Day"، عام 2009، من قبل الصحفي "سو شارمن أندرسون"، وهو احتفال دولي بإنجازات النساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبمثابة طريقة تحفيزية لمجهودات المرأة في ذلك المجال.
الكونتيسة "لوفليس" ابنة الشاعر وعالمة الرياضيات
لم يكن يعتقد أي شخص بأن تصبح "آدا" ابنة الشاعر الرومانسي "لورد بايرون"، وعالمة الرياضيات "آنابيلا ميلبانكي" أول مبرمجة حاسوب في العالم، والتي لدت في لندن في 10 ديسمبر عام 1815، وعاشت طفولة فوضوية وغير عادية، حيث كان والدها يشعر بخيبة الأمل بسبب ولادة طفلة فتاة، وكثيرا ما كان ينتهج سلوكا فاسدا، ما أدى إلى انفصاله عن أمها في النهاية.
عانت "آدا" في طفولتها من مشكلات صحية عدة مثل: الحصبة، والصداع، وتأخر المشي، ولأن والدتها كانت تشعر بالقلق، أبعدت طفلتها عن منزلها في لندن، وعن والدها الذي توفي وهي في سن 8 سنوات، وحرصت على تعليمها الرياضيات والمنطق والعلوم، حيث كانت الأم بارعة في الرياضيات.
وأظهرت "آدا" موهبة فريدة في دراستها للرياضيات، وبعد وقت قصير أصبحت تلميذة لعالم الرياضيات الشهير "تشارلز باباغ"، الذي وصفها بأنها "الجنية السحرية"، فيما قال عنها عالم الرياضيات البارز "أوغسطس دي مورغان"، إن لديها القدرة على أن تصبح عالمة رياضية، ذات شأن.
حياة "آدا" بعد سن الـ18
في فبراير عام 1828، بدأت "آدا" في محاولة شبابية لدراسة فن الطيران، وكان الغرض من دراستها هو اختراع الطائرة، وكانت أولى خطواتها هي بناء الأجنحة، وكان أسلوب البناء منهجياً ومدروساً للغاية لمثل هذه السن المبكرة، مع الأخذ في الاعتبار المواد المختلفة مثل الأسلاك والريش والورق والحرير، وحتى دمج البخار في الاختراع.
في سن الـ17 عاماً، تزوجت "آدا" من البارون "ويليام"، وأصبحت صاحبة لقب "كونتيسة لوفليس"، وكان الزوج يؤيد جدًا حب زوجته للعلوم والرياضيات.
وكانت والدتها حريصة على تقديمها لأشهر العلماء آنذاك، فكان من بين معلميها (وليام فريند، وويليام كينغ، وماري سومرفيل عالمة الفلك والرياضيات الإسكتلندية)، لكنها وجدت توافقها العلمي مع العالم الشهير "باباغ".
درست "آدا" الرياضيات المتقدمة في جامعة لندن، ولم يكن من المعتاد آنذاك، أن تدرس امرأة مثل "آدا"، حيث إن معظم الفتيات من تلك الحقبة يتم تعليمهن وإعدادهن للمهام والواجبات الأمومية، على عكس الرياضيات والعلوم.
"تشارلز باباغ" وشهرة "آدا" العالمية
التقت "آدا" للمرة الأولى "باباغ" في عام 1833، وأصبح "باباغ" معلمها، وهو كان مخترعًا، وفيلسوفًا، ومهندسًا ميكانيكيًا، وأصبح الاثنان صديقين مقربين، وكانت "آدا" مفتونة بأفكار "باباغ"، وهو معروف باسم "أب جهاز الكمبيوتر" حيث قام باختراع المحرك التحليلي وهو من أوائل الكومبيوترات الميكانيكية ذات الأغراض العامة).
بعد وفاة "باباغ" تم طلب ترجمة مقال عن المحرك التحليلي له، الذي كتبه المهندس الإيطالي "لويجي فيدريكو مينابريا"، وأثناء ترجمتها، كتبت "آدا" في إضافة ملاحظاتها وأفكارها الخاصة التي أكثر بثلاث مرات من المقال نفسه، فكانت من 44 حتى 61 صفحة، ووقعت عليها بالأحرف الأولى فقط "A.A.L" في المنشور.
وصفت ملاحظاتها استخدام الرموز في التعامل مع الأحرف والرموز والأرقام، وأساليب التنظير التي تجعل المحرك يكرر سلسلة من التعليمات، وهي عملية معروفة اليوم باسم "looping"، هذا هو العمل الذي جعل "آدا" هي صاحبة أول خوارزمية حاسوبية في التاريخ.
وكانت ترى أن الجهاز الذي يمكنه ترجمة المعاملات الرياضية، ويمكنه أيضا معالجة أجزاء مختلفة من المحتوى مثل الموسيقى والصور والنصوص والرموز إلى شكل رقمي نهائي.
موت عالمة الرياضيات الشابة
كانت مخطوطات ملكة الرياضيات أعجوبة من الرياضيات، وأطلقت عليها اسم "العلوم الشعرية"، كزواج رمزي لخيال أبيها الشعري ومنطق والدتها وعصبيتها للعلوم؛ ولكن للأسف، حظي عملها بقدر قليل من الاهتمام بينما كانت على قيد الحياة.
عانت "آدا" من مشاكل صحية خطيرة، مثل: الربو ونوبات من الهلوسة وتقلب المزاج، وماتت من سرطان الرحم في 27 نوفمبر 1852، بلندن، ودفنت بجوار والدها في "نوتنغهام" إنجلترا.
بعد قرن من الزمن، قام الرياضي الشهير "آلان تورنج" بنشر أفكار "آدا" وتفسير ملاحظاتها عام 1953، وتم إطلاق اسم على تلك التفسيرات الرياضية هو "لغة الكمبيوتر" في عام 1980، من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، ومن ثم اكتسبت "آدا" التي توفيت عن عمر يناهز 36 عاماً لقب "أول مبرمجة كمبيوتر" في التاريخ.
يحتفل العالم في الثلاثاء الثاني من أكتوبر سنويا، بيوم عالمة الرياضيات الرائعة "أوغوستا آدا بايرون"، المعروفة باسم الكونتيسة "آدا لوفليس"، التي تعتبر أول مبرمجة حاسوب في التاريخ، حيث طورت برامج لآلة "تشارلز باباغ" التحليلية، ووضعت القواعد الأساسية للغات البرمجة الحديثة، وكرمت بإطلاق اسمها على لغة "آدا".
و"آدا" عالمة رياضيات شهيرة في القرن التاسع عشر، تم تأسيس يومها السنوي المعروف باسم "Ada Lovelace Day"، عام 2009، من قبل الصحفي "سو شارمن أندرسون"، وهو احتفال دولي بإنجازات النساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبمثابة طريقة تحفيزية لمجهودات المرأة في ذلك المجال.
الكونتيسة "لوفليس" ابنة الشاعر وعالمة الرياضيات
لم يكن يعتقد أي شخص بأن تصبح "آدا" ابنة الشاعر الرومانسي "لورد بايرون"، وعالمة الرياضيات "آنابيلا ميلبانكي" أول مبرمجة حاسوب في العالم، والتي لدت في لندن في 10 ديسمبر عام 1815، وعاشت طفولة فوضوية وغير عادية، حيث كان والدها يشعر بخيبة الأمل بسبب ولادة طفلة فتاة، وكثيرا ما كان ينتهج سلوكا فاسدا، ما أدى إلى انفصاله عن أمها في النهاية.
عانت "آدا" في طفولتها من مشكلات صحية عدة مثل: الحصبة، والصداع، وتأخر المشي، ولأن والدتها كانت تشعر بالقلق، أبعدت طفلتها عن منزلها في لندن، وعن والدها الذي توفي وهي في سن 8 سنوات، وحرصت على تعليمها الرياضيات والمنطق والعلوم، حيث كانت الأم بارعة في الرياضيات.
وأظهرت "آدا" موهبة فريدة في دراستها للرياضيات، وبعد وقت قصير أصبحت تلميذة لعالم الرياضيات الشهير "تشارلز باباغ"، الذي وصفها بأنها "الجنية السحرية"، فيما قال عنها عالم الرياضيات البارز "أوغسطس دي مورغان"، إن لديها القدرة على أن تصبح عالمة رياضية، ذات شأن.
حياة "آدا" بعد سن الـ18
في فبراير عام 1828، بدأت "آدا" في محاولة شبابية لدراسة فن الطيران، وكان الغرض من دراستها هو اختراع الطائرة، وكانت أولى خطواتها هي بناء الأجنحة، وكان أسلوب البناء منهجياً ومدروساً للغاية لمثل هذه السن المبكرة، مع الأخذ في الاعتبار المواد المختلفة مثل الأسلاك والريش والورق والحرير، وحتى دمج البخار في الاختراع.
في سن الـ17 عاماً، تزوجت "آدا" من البارون "ويليام"، وأصبحت صاحبة لقب "كونتيسة لوفليس"، وكان الزوج يؤيد جدًا حب زوجته للعلوم والرياضيات.
وكانت والدتها حريصة على تقديمها لأشهر العلماء آنذاك، فكان من بين معلميها (وليام فريند، وويليام كينغ، وماري سومرفيل عالمة الفلك والرياضيات الإسكتلندية)، لكنها وجدت توافقها العلمي مع العالم الشهير "باباغ".
درست "آدا" الرياضيات المتقدمة في جامعة لندن، ولم يكن من المعتاد آنذاك، أن تدرس امرأة مثل "آدا"، حيث إن معظم الفتيات من تلك الحقبة يتم تعليمهن وإعدادهن للمهام والواجبات الأمومية، على عكس الرياضيات والعلوم.
"تشارلز باباغ" وشهرة "آدا" العالمية
التقت "آدا" للمرة الأولى "باباغ" في عام 1833، وأصبح "باباغ" معلمها، وهو كان مخترعًا، وفيلسوفًا، ومهندسًا ميكانيكيًا، وأصبح الاثنان صديقين مقربين، وكانت "آدا" مفتونة بأفكار "باباغ"، وهو معروف باسم "أب جهاز الكمبيوتر" حيث قام باختراع المحرك التحليلي وهو من أوائل الكومبيوترات الميكانيكية ذات الأغراض العامة).
بعد وفاة "باباغ" تم طلب ترجمة مقال عن المحرك التحليلي له، الذي كتبه المهندس الإيطالي "لويجي فيدريكو مينابريا"، وأثناء ترجمتها، كتبت "آدا" في إضافة ملاحظاتها وأفكارها الخاصة التي أكثر بثلاث مرات من المقال نفسه، فكانت من 44 حتى 61 صفحة، ووقعت عليها بالأحرف الأولى فقط "A.A.L" في المنشور.
وصفت ملاحظاتها استخدام الرموز في التعامل مع الأحرف والرموز والأرقام، وأساليب التنظير التي تجعل المحرك يكرر سلسلة من التعليمات، وهي عملية معروفة اليوم باسم "looping"، هذا هو العمل الذي جعل "آدا" هي صاحبة أول خوارزمية حاسوبية في التاريخ.
وكانت ترى أن الجهاز الذي يمكنه ترجمة المعاملات الرياضية، ويمكنه أيضا معالجة أجزاء مختلفة من المحتوى مثل الموسيقى والصور والنصوص والرموز إلى شكل رقمي نهائي.
موت عالمة الرياضيات الشابة
كانت مخطوطات ملكة الرياضيات أعجوبة من الرياضيات، وأطلقت عليها اسم "العلوم الشعرية"، كزواج رمزي لخيال أبيها الشعري ومنطق والدتها وعصبيتها للعلوم؛ ولكن للأسف، حظي عملها بقدر قليل من الاهتمام بينما كانت على قيد الحياة.
عانت "آدا" من مشاكل صحية خطيرة، مثل: الربو ونوبات من الهلوسة وتقلب المزاج، وماتت من سرطان الرحم في 27 نوفمبر 1852، بلندن، ودفنت بجوار والدها في "نوتنغهام" إنجلترا.
بعد قرن من الزمن، قام الرياضي الشهير "آلان تورنج" بنشر أفكار "آدا" وتفسير ملاحظاتها عام 1953، وتم إطلاق اسم على تلك التفسيرات الرياضية هو "لغة الكمبيوتر" في عام 1980، من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، ومن ثم اكتسبت "آدا" التي توفيت عن عمر يناهز 36 عاماً لقب "أول مبرمجة كمبيوتر" في التاريخ.
التعليقات