مشوار في الوطن:مبادرة ترحال تطوعية ل 763 موقعاً ختمها الدليل السياحي أنور دوابشة

مشوار في الوطن:مبادرة ترحال تطوعية ل 763 موقعاً ختمها الدليل السياحي أنور دوابشة
رام الله - دنيا الوطن
بعد 5 سنوات من الجولات السياحية الراجلة في ربوع الوطن، والتي نفذها فريق عشاق الطبيعة بتوجيه من الدليل السياحي أنور دوابشة، واشتملت على أكثر من مئة مسار متفاوت الصعوبة، وصل بهم أن يسيروا في أحدها أكثر من 25 كم على الأقدام، أنهى الدليل السياحي أنور دوابشة مبادرة جديدة الأولى من نوعها في فلسطين، اشتملت على دخول 763 موقعاً، منها مخيمات وبلدات وقرى ومدن وخِرب ومواقع أثرية ومناطق غير معترف فيها على الخارطة، ولا يعرف حتى ساكنيها ثناياها ودهاليزها.

مبادرة مشوار في الوطن أكدت بجولاتها ال31 على أن السياحة المجتمعية في فلسطين لا تزال بحاجة إلى خطوات أكبر، ففي عدة جولات وجد دوابشة أن ساكني القرية نفسها لا يعرفون تاريخها ولا سبب تسميتها، حتى أن أصحاب المنطقة في مرات عدة كانوا غير مدركين لوجود خربة بالقرب من قريتهم وأنها تحمل اسماً ما.

قائد الفريق أنور دوابشة، كان يعد بعد دخول عدد من المواقع خلال الجولة الواحدة، قصة توجز كل رحلة بعد انتهائها موثقة بالصور ويتم نشرها على صفحة الفريق والتي  تلاقي إعجاباً كبيراً من جموع المتابعين من فلسطين وخارجها.

وعلى هامش المسيرات يقوم الفريق بالتعرف على كل ما ينبض في تاريخ الوطن من مشاهد على الأرض، انطلاقاً من معارك الغور، وشهداء الثورة الفلسطينية، وصولاً إلى جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الأرض من الرماضين وحتى جلبون.

قائد الفريق والمبادرة التطوعية، دوابشة، استطاع دخول 763 قرية ومدينة ومخيماً حتى الآن استناداً إلى معلومات إحصائية استطاع جمعها بجهوده الخاصة وبالاستفادة من بيانات الإحصاء الفلسطيني فيما يخص عدد السكان.

وقد استمرت جهود الفريق حتى تم الانتهاء من زيارة كافة القرى والمدن والمخيمات والخرب والجامعات، وتم إعداد قاعدة بيانات عن مخططات زيارة هذه القرى وطرق الوصول إليها والتجول بينها، مع وضع بيانات للأماكن الأثرية والمراكز والمقامات والقصور التاريخية والنصب التذكارية للشهداء فيها.

لاحقاً، وبعد الانتهاء من هذه المبادرة سيتم العمل على إطلاق مبادرات أخرى من شأنها إثارة الثبات بين القرى لإبراز جمالها وقطاعاتها بما يعزز مقدرات السياحة المستدامة، بمشاركة مجموعة من الشباب العاملين في مختلف المجالات إضافة إلى الصغيرين حمد الرابع وأحمد العبد اللذان أنجزا مشي آلاف الكيلومترات رغم صغر سنهما.

فريق عشاق الطبيعة تجاوز مرحلة المسارات الرتيبة إلى مراحل التحدي والإبداع، حيث تنوعت النشاطات المرافقة والأوصاف اللاحقة لكل رحلة وابتكر المغامرون طرقاً للإبداع والتميز، ولم تتوقف المسارات عند حد المشي والوقوف على مفردات الطبيعة بل انتقلت إلى حد تطوير وتعزيز القيم الوطنية ومعاني الانتماء الحقيقي للأرض من خلال المحافظة على الثروة الطبيعية بكافة تفاصيلها وقيادة عدة حملات تنظيف في أماكن سياحية يرتادها الفلسطينيون. 

ومن جملة المغامرات التي اجتازها فريق المبادرة العبور إلى قرية إلخاص لا قرية النعمان، وهما القريتان اللتان تقعا في منطقة بيت لحم وقد فصلهما جدار الفصل العنصري بعد أن كانتا قريتان توأمتان في الحياة الاجتماعية والخدمات، واليوم لا يمكن رؤية قرية النعمان إلا من خلف الجدار، كذلك في  قرية يعبد واجه الدليل السياحي دوابشة معضلة البحث عن موقع استشهاد القسّام وفوجئ حين سأل شاباً أربعينياً عنه فاستفسر عن طبيعة العمل بينهما وماذا يريد منه.

فريق المبادرة وقف متوجعاً على أعداد لا متناهية من المواقع التي يجهلها شباب الوطن ولا يعرفون حتى أن في فلسطين مواقع بهكذا مسميات، فمن يعرف منطقة غوين والبقار ورفادة، ومن سبق له أن دخل طاروسة وأبو عنقر وخربة السبعين التي لم يكن إيجادها سهلاً.

المبادرة لن تتوقف بإكمال زيارة كافة القرى والبلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية، بل وسيتم العمل بعدها على إطلاق مبادرات أخرى من تحفيز مقدرات الشباب فيها لإبراز جمالها المتنوع وتاريخها ومعالمها بما يعزز مقدرات السياحة المستدامة.

المشاركون في مبادرة "مشوار في الوطن" من فريق عشاق الطبيعة هم مجموعة من الشباب العاملين في مختلف المجالات، إضافة إلى الطفلين حمد الرابع وأحمد العبد، واللذين _ ورغم صغر سنهما_ استطاعا إنجاز آلاف الكيلومترات من المشي حتى الآن، باتباع إرشادات الدليل السياحي صاحب الفكرة، أنور دوابشة.

المبادرة لم تكن لتتوقف عند حد التجوال في ربوع البلاد فحسب، بل شملت التعرف على مفردات الطبيعة وانتقلت إلى تطوير وتعزيز القيم الوطنية ومعاني الانتماء الحقيقي للأرض، من خلال المحافظة على الثروة الطبيعية بكافة تفاصيلها، وقيادة عدة حملات تنظيف في أماكن سياحية يرتادها الفلسطينيون، وانتهت بفريق عشاق الطبيعة بالتعرف على قصص الشهداء الأحياء أمثال علي عطا الريماوي، والشهيدين الطفلين أشرف أبو خضر وبلال أبو خضر، ومئات قصص الشهداء والأسرى.

763 موقعاً هي مفردات الجغرافيا الفلسطينية في حدود عام 1967 وأقل ...حيث قضم الجدار عدة مواقع في جنين وقلقيلية والخليل ، ولم يكن الفريق بعيداً عن أم الفحم وعارة وقلنسوة وبيت جبرين وغزة من خلال الإطلالات عليها رغم الجدار الذي يمنع الهواء والتواصل.

إطلالات رائعة وجمال ساحر للقرى الفلسطينية وخصوصاً في المناطق الجبلية ، وحواجز وأبراج عسكرية وطرق التفافية هي التفاصيل الثابتة على الأرض ...الواقع مخالف تماماً لما في أذهان الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني....الأرض منهوبة لكل تفاصيل الكلمة ...وبوابات صفراء على تقاطعات الطرق تغلق على مدن كبيرة عند الحاجة وتفصل الأراضي المحتلة عن بعضها.

رسالة محبي الأرض تواصلت رغم كل الصعوبات .... وأملهم يكبر يوماً بعد يوم لدخول كل المواقع الفلسطينية بين النهر والبحر رغم كل التحديات.