إسرائيل تُجري اتصالات مع إريتريا لترحيل طالبي اللجوء الإريتريين

إسرائيل تُجري اتصالات مع إريتريا لترحيل طالبي اللجوء الإريتريين
رام الله - دنيا الوطن
قالت القناة الإسرائيلية العاشرة، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى: إن هناك اتصالات بين إسرائيل وإريتريا تطال مسألة إرجاع قسم كبير من اللاجئين والمهاجرين الأفارقة وبالأخص الفارين من إريتريا، في محاولة من إسرائيل للتخلص من اللاجئين والمهاجرين الأفارقة الوافدين المتواجدين في الأراضي الإسرائيلية.

وبينما سعت إسرائيل في السابق الى ترحيلهم الى دولة ثالثة كرواندا، والتي نفت التقارير عن اتفاق مبرم بين الدولة الافريقية والدولة العبرية،وبعد أن لم تلتزم اسرائيل ببنود الاتفاق بمنح لجوء لعدد من طالبي اللجوء الأفارقة بحسب الاتفاق مع الأمم المتحدة، يبدو أن هذه المرة، فإن اسرائيل تفحص اذا كان الوضع السياسي في اريتريا يسمح بإرجاع القسم الأكبر من طالبي اللجوء الأريتريين الى بلادهم دون أن يتعرضوا لخطر ما، بحسب ما جاء على موقع (I24NEWS).

ويدور الحديث عن نحو 20 ألف طالب لجوء اريتري يقطنون في اسرائيل، وترفض اسرائيل منحهم مكانة لاجئين أو ضمان اللجوء السياسي، وتقول إنهم يأتون الى اسرائيل بغية البحث عن عمل وهربًا من الأوضاع الاقتصادية المتردية في بلدهم.

وفي أعقاب اتفاق السلام بين أريتريا واثيوبيا قبل ثلاثة أشهر، باشرت اسرائيل الاتصالات عبر مكتب الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، لفحص اذا كان في أعقاب انهاء حقبة التوتر على المنطقة الحدودية مع اثيوبيا ستعمل حكومة أريتريا لإلغاء قانون الخدمة الإلزامية العسكرية، والذي يعتبر السبب الأساسي لرفض المحكمة الاسرائيلية العليا ترحيل طالبي اللجوء الى وطنهم، خشية أن يعتقلوا هناك.

وتفيد تقارير بأن اسرائيل تسعى الى ترحيل طالبي اللجوء السودانيين القادمين بمعظمهم من منطقة دارفور الى أريتريا أيضًا ولو بشكل مؤقت.

وكانت اثيوبيا واريتريا على خلاف بالنسبة للمنطقة الحدودية بينهما، بعدما رفضت اثيوبيا التحكيم الدولي لترسيم الحدود بين البلدين، الذي وضع مدينة "بادمي" الواقعة في لب الصراع ضمن حدود اريتريا. وذلك بعد نزاع مسلح استمر عدة سنوات وخلّف نحو 80 ألف قتيل بين 1998 و2000، ومنذ العام 2000 تتواجد البلدان بحالة عدم استقرار بين الحرب والسلم.

وتعتبر اثيوبيا دولة صديقة لاسرائيل وتربطهما علاقات جيدة، الأمر الذي ألمح اليه نتنياه يوم أمس في مؤتمر لحزب الليكود في تل أبيب، وأكد أن اسرائيل تعمل على ايجاد حلول لمشكلة طالبي اللجوء الأفارقة في جنوب تل أبيب، والذين يعتبرهم سكان المكان عبئا عليهم، ويحتجون من أنهم يغيرون طابع الأحياء المستضعفة في جنوب تل أبيب.

وكان نتنياهو قد تعهد في آب/ أغسطس المنصرم: "نحن هنا في مهمة - أن نعيد جنوب تل أبيب لسكان اسرائيل"، بعدما حظرت المحكمة العليا في إسرائيل احتجاز المتسللين أو المهاجرين الأفارقة لمدة تزيد عن شهرين دون سبب. 

وفي القرار التاريخي ذاته سمحت المحكمة، بترحيل اللاجئين الأفارقة الى دولة ثالثة في حال وافقت هذه الدولة على استقبال طالبي اللجوء الذين تعتبرهم إسرائيل "متسللين" الى أراضيها.

وكانت إسرائيل قد سعت الى ترحيل المهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين تسللوا الى الأراضي الإسرائيلية عبر حدودها الجنوبية مع مصر، حيث نشطت في السنوات الاخيرة بتشييد سياج متطوّر على الحدود المصرية، وقد توصلت الى اتفاق مع رواندا لترحيل اللاجئين الأفارقة الى أراضيها. ومعظم هؤلاء اللاجئين أو المهاجرين يأتون من السودان وأريتريا. 

في حين أكدت (هيومن رايتس ووتش) في 2015 أن إسرائيل قامت بإرغام نحو سبعة آلاف مهاجر إفريقي على العودة الى بلدانهم حيث يواجهون خطر التعرض لانتهاكات، وحتى الموت وملاحقات سياسية وغير ذلك، في حين أن إسرائيل تعترف بأنها رحّلت 3920 مهاجراً إفريقياً في العام ذاته.

وتؤكد الأرقام الرسمية وجود 48 ألف أفريقي في البلاد غالبيتهم من الاريتريين المتهمة حكومتهم بانتهاك حقوق الانسان، ومن جنوب السودان التي تمزقها الحرب الأهلية.

وبموجب قانون صودق عليه في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2013، يمكن وضع المهاجرين غير الشرعيين في مركز احتجاز لمدة سنة دون محاكمة. 

ومركز حولوت الذي فتح في كانون الأول/ ديسمبر 2014 في صحراء النقب جنوب اسرائيل، يبقى مفتوحاً طوال النهار لكن على الاشخاص المسجلين فيه أن يمثلوا ثلاث مرات امام المسؤولين عنه وأن يقضوا ليلتهم فيه.

التعليقات