وتألقت جامعة الاستقلال.. والتتويج في ساند هيرست

وتألقت جامعة الاستقلال.. والتتويج في ساند هيرست
وتألقت جامعة الاستقلال ... والتتويج في ساند هيرست
  اللواء د. مازن عز الدين

فلسطين كغيرها من الدول الشقيقة والصديقة لديها العديد من الجامعات ، المنتشرة في المحافظات الشمالية والجنوبية ، وهذا وضعا طبيعيا ، في الحقل التعليمي والتربوي والتخصصي في مجالات الحياة ، في الجانب المدني ، وقد تميزت بعضها واصبح لها  مكاناً واسما يتردد بفخر بين الجامعات المتميزة .

اما في الحقل العسكري فقد تولت مديرية التدريب في المنفى والوطن امانة الاطلاع بعملية تطوير الخبرات ، لدى ابنائنا الكوادر والضباط  والارتقاء بخبراتهم . لكننا لم نصل الى مستوى بناء الكليات والمعاهد العسكرية والشرطية والامنية في الوطن باستثناء الكلية العسكرية ، في دمشق وشاتيلا ، والتي خرجت ثلاث دورات للضباط تم توقفت بفعل الحرب، وبعض المحاولات لتخريج ضباط شرطة من احدى المراكز التدريبية في اريحا مع بداية السلطة .                                

   وبقيت فلسطين ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية بلا كلية حربية ، او عسكرية ، وبلا كلية شرطة ، وبقيت مديرية التدريب محافظة على ميراثنا من الاكتفاء بالعدد الذي يتم تخرجه من الكليات الحربية او الشرطية  الخارجية استنادا للمنح المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة الى ان اتخذت خطوة شجاعة بتطوير الاكاديمية الامنية في اريحا ، الى جامعة الاستقلال التي تضم الكليات المعنية بتخريج الضباط للامن الوطني ، والشرطة ، وشؤون التنظيم والادارة ، والاختصاصات ذات الشأن لاجهزة الدعم المباشر ، في باقي العلوم ، واللغات ، وثقنيات العصر ... الخ.

جامعة الاستقلال والتميز الفلسطيني :

لقد حظيت الجامعة باهتمام البعض الذي حصّل لها المساحات الواسعة التي مكنتها من بناء المباني اللائقة للكليات ، وامكنة الاقامة للطلاب واسرة التدريس من المتخصصين في كافة مجالات  العلوم العسكرية والشرطية والامنية والادارية ، وتم فيها البناء الذي يستند الى المخططات الهندسية التي تراعي التوسع المستقبلي الى جانب المساحات الخضراء والساحات التي تحتضن ميادين التدريب ، والشوارع التي تظللها الاشجار التي تلطف من حرارة شمس اريحا المرتفعة اكثر من المعدل الطبيعي في محافظات الوطن .

من جامعة الاستقلال الى ساند هيرست :

      بعد ان نجحت الجامعة بتخريج عدة دفعات ممن حملوا درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية والامنية والشرطية ، من ضباطها الذين انتشروا في مواقع المسؤولية في الامن والوطني ، والشرطة ، وباقي الاجهزة السيادية ، واجهوا العديد من الصعوبات والانتقادات الغير مبنية على اسس ووقائع علمية ، وجامعة الاستقلال على المستوى العلمي تدرس عدد من الساعات متقدم على غيرها من الجامعات ، في مستوى  البكالوريوس ،  يصل الى مايزيد عن 174ساعة بالاضافة الى انهم يعيشون في مناخ الوطن ، ويتعرضون في الذهاب والاياب لمضايقات الاحتلال ، ومن الممكن ان يلحق بهم الاذي في جامعتهم ، وفي الطريق ، منها واليها ، وقد يستشهد البعض منهم ، وقد حدث ذلك كله بالفعل . وهذا لا يتعرض له اي خريج من الدورات الخارجية من زملائهم الذين يتألمون لما يحدث في وطنهم عن بعد ، ويتأقلمون مع المناخ السائد في البلد المضيف ، سلبا ، وايجاباً . 

  وعودة للعنوان وهو من جامعة الاستقلال الى ساند هيرست : نقول لقد ترسخت  الجامعة بكل اختصاصاتها بحق وإقتدار، وتقدمت بخطوات واثقة ، وهي امانة للاجيال برعاية ودعم من الرئيس / محمود عباس" ابومازن " وحضوره وزيارته لها ، في بعض الاحيان التي عكست اهتمامه ودعمه المتواصل لها .

  ومع التراكم الايجابي الذي احدثه قوى الامن الفلسطيني ،ومن يبنها جامعة الاستقلال ،  جاءت منحة يحملها الفريق البريطاني في فلسطين الى جهات الاختصاص ، لترشيح ضابط للالتحاق بأهم اكاديمية عسكرية في العالم وهي "  ساند هيرست " . 

 وهذا يطرح السؤال المباشر ماذا يعني هذا الاسم ؟ 

 ساند هيرست هي اهم اكاديمية عسكرية في العالم ، ومنها تخرج كبار الامراء ، في المملكة البريطانية منذ العام 1801م ، وعدد كبير من الشخصيات التي لعبت دورا مميزا في تاريخ بلادها ومنهم " ونستون تشرشل ، والكسندر هيج ، والمارشال مونت جمري ، والفريق الركن الشهيد سعد صايل " بطل وقائد معارك الدفاع عن بيروت في العام 1982م " ، الى جانب تخرج عدد من رؤساء وملوك من دول العالم . 

 وقد عملت جامعة الاستقلال ، بجدية لاحترام هذا المقعد ، واهمية معناه ورمزيته ، فأجرت منافسة داخلية ببن عدد من طلابها ، ومن فاز منهم ، كان عليه ان ينافس زملائه من الضباط الخريجين المنتشرين في قوى الامن العام الفلسطيني ، وكانت المنافسة بين المرشحين لهذا المقعد ، ولاهميته فقد اشترك في اختيار من يشغله ضباط كبار من الفريق البريطاني ، مع ضباطنا الكبار في وزارة الداخلية ومديرية التدريب .

   وفاز في المنافسة الضابط الفلسطيني " عبد العزيز سلامة ابو قاسم " الذي تخرج باعتزاز من جامعة الاستقلال ، ويمضي قدما حاملا اسم جامعته ، وكل تشكيلات قوى الامن الفلسطيني ورمزيتها ، ويتخرج بفخر باعتزاز مع مجموع الخريجين من ابناء الدول المشاركة ويعود ليستقبله السيد الرئيس/ محمود عباس  برفقة الاخ اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس امناء الجامعة ، وحضور الاخ طيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة ، والاخ عزام الاحمد عضو مجلس الامناء ، تكريما لجامعته واحتراما لجميع الضباط والقادة الذين يتحملون امانة المسؤولية ، وتقديرا واعتزازا بعلم بلادنا الذي يرفرف في فضاء ذلك المكان المميز في العالم ، والذي إحتل مكانته التي يزهو ويرفرف بها بفضل تراكم شلالات الدم من الشهداء ، والجرحى ، وصبر وعناد الاسرى ، والجهد الجماعي الذي صنعته كل التضحيات التي بناها الشعب العنيد ، والتي هي عناوين الانتماء ، الذي تغرسه جامعة الاستقلال في عقل ووجدان الابناء الذين يحملون امانة بناء المستقبل الوطني الواعد .

    وتاكيدا على تميزها فقد شغل المقعد وللمرة الثانية في ساند هيرست ، احدى الخريجات من طالبات الجامعة ، ممثلة للامن الوطني ، لاختم قائلا " جامعة الاستقلال تحمل الهوية العسكرية الفلسطينية " ، وهي ليست كغيرها من الجامعات ، واذا لم يتم فهم معنى هذه الهوية ، سيكون تقييمها ، ومكانتها ،  انها تضيف جامعة اخرى في محافظات الوطن ، وهي آخر جامعة في ترتيب اقدميتهم عليها ، في حين انها في مجال تخصصاتها هي الاولى في الوطن ،" وهي الحاضنة للعلوم العسكرية الفلسطينية ،" مع اعتزازنا بجامعاتنا " وهذا يفرض علينا سؤال مركزي واساسي ، وهو هل ندرك الفرق بين هذا وذاك  ؟ .

   هنا لابد من التأكيد بنعم ، وعلينا ان نراعي الاستحقاقات المترتبة على ذلك ، وان ندفع بها الى عالم التميز ، الذي يليق بالعسكرية الفلسطينية ، مع مثيلاتها ، ولا ننسى الجنرال الذي لا يعرف الهزيمة ولا يعترف بها ، وهوالذي تربع على عرش العسكرية الفلسطينية والعربية  الرئيس القائد العام الشهيد الخالد / ياسر عرفات " ، والوصول الى ساند هيرست يعني اننا نسير بكل التراكم الوطني الكبير  بكل ثقة ، باتجاه اهدافنا ، ودائماً الى الامام " !!!!!!! .

 والله ولي التوفيق . 

رام الله في 9/10/2018م

التعليقات