اختتام المؤتمر العربي الثاني للنقابات

رام الله - دنيا الوطن
شارك الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بوفد ترأسه الأمين العام "شاهر سعد" في المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للنقابات، بوفد نقابي ضم كل من (عائشة حموضة ومحمود حواشين ومنى جبران وساهر صرصور وسامح الجعبري ومحمد العطاونه ونصرة القبلاني) فيما تم منع "سفيان استيتي" من السفر عبر جسر الملك حسين، وعدم تمكن عضوي الوفد (سلامة أبو زعيتر واعتماد أبو مريم)، من مغادرة غزة بسبب إغلاق معبر رفح.

وعقدت هذه الدورة في قصر المؤتمرات بمدينة مراكش في المملكة المغربية تحت شعار "من أجل حركة نقابية عربية متجددة ومتجذرة" من 3 – 4 تشرين أول 2018م، وشارك فيها (70) ممثلاً لستة عشر اتحاداً نقابياً من مختلف دول الوطن العربي، و 500 مندوباً وضيفاً من المنظمات النقابية الأعضاء ومن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والإقليمية الشريكة والصديقة من أوروبا وآسيا وأفريقيا وبحضور الأمينة العامة للاتحاد الدولي للنقابات.

كما بلغت نسبة مشاركة المرأة 37% ليبلغ عدد النائبات 26 امرأة نقابية، ونسبة مشاركة الشباب بلغت 15% ليصبح عدد المشاركين الشباب إحدى عشر شاباً، إلى ذلك انتخب المشاركون "ميلود مخاريق" الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل رئيساً للمؤتمر، وانتخبت "ثريا الأحرج" عن الكنفيدرالية الديمقراطية للشغل نائبا أول و"نعيم نيارة" عن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب نائباً ثاني، كما تم اختيار "منى جبران" من اتحاد عمال نقابات فلسطين، و"جبران بوراوي" من الاتحاد العام التونسي للشغل مقررين للمؤتمر. 

اليوم الأول
افتتح المؤتمر بكلمة "نور الدين الطبوبي" رئيس الاتحاد، الذي أكد على التزام الاتحاد العربي للنقابات بتجسيد تطلعات القوى العمالية والشعوب العربية، وبتعديل السياسات الاقتصادية والاجتماعية، كتحدي يجب اجتيازه لاتمام عملية إخراج الحركة النقابية العربية من الوهن الذي أصابها في ظلّ الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة ويؤسّس لبديل نقابي نموذجي ديمقراطي حرّ مستقلّ مناضل، في ظل مخلفات مخلّفات الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، ونماذجها التنموية الفاشلة وتداعيات الانفلات الأمني والاقتصاد الموازي واستشراء الإرهاب الدموي والتهريب المدمّر للاقتصاد وللقدرة الشرائية ولمقوّمات العمل اللائق.


وأدان رئيس المؤتمر في ختام كلمته، المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الشعب الفلسطيني، معرباً عن إكباره لتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده دفاعاً عن حقّه في الوجود وفي تقرير مصيره بنفسه على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، مجددا ادانته كذلك لقرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف دعمها لوكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

كما داعا "رئيس المؤتمر" أحرار العالم لرفض هذه القرارات والنضال ضدّها والضغط من أجل إحباطها، والتجنّد من أجل مقاومة التطبيع مهما كانت أشكاله ومجالاته، مدينا ايضا ما يتعرّض له الشعب اليمني من حرب مدمّرة ذهب ضحيتها الآلاف وخاصّة منهم الأطفال، و الإرهاب الذي عصف باستقرار البلدان العربية وما زال يتهدّد مصيرها.

كما نظم المؤتمر ثماني ندوات قيمة حول مواضيع تهم النقابات العربية، كالحوار الاجتماعي والعمل الجبري ودعم انتساب الشباب للعمل النقابي وحماية المرأة من أشكال التحرش في مواقع العمل والأهداف الأساسية للتنمية المستدامة وسبل النهوض بالإعلام النقابي، وندوة حول "سبل النهوض بالحوار الاجتماعي في جنوب المتوسط" بحضور وزراء العمل والمنظمات النقابية ومنظمات أصحاب العمل، والمجالس الاقتصادية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في كل من المغرب وتونس والأردن، ومن المتوقع أن تسهم مخرجات هذه الندوات في تطوير مفاهيم الحوار الاجتماعي بين الشركاء الوطنيين في البلدان الثلاثة المذكورة.

وأجمع المتحدثون في المؤتمر على العديد من النقاط التي تخص الهم العربي المشترك، ومنها: تذليل التحديات التي تواجه الطبقة العربية العاملة العالمية، لتحسين ظروفها المهنية والاجتماعية ومواجهة جشع رأس المال العالمي ونهبه لخيرات وثروات الشعوب، ودعوا إلى مزيد التوحد والتضامن والدفاع المستميت عن حقوق الإنسان والحريات وفي مقدمتها الحريات النقابية؛ سيما في الدول العربية التي تشهد ساحاتها حروباً طاحنة، تمس بحقوق الطبقات العاملة وتبديد مكاسبهم، معربين في مداخلاتهم عن تضامنهم مع العمال العرب وعلى رأسهم العمال الفلسطينيون والشعب الفلسطيني الذي يناضل بكل بسالة ضد الاحتلال الصهيوني.

كما أثنى المتحدثون كافة؛ على دور الاتحاد العربي للنقابات في توحيد الممارسة النقابية العربية وتجذير الحركة النقابية العربية في دفاعها عن الحريات وحقوق العمال ومبادئ العدالة الاجتماعية والعمل اللائق والحوار الاجتماعي الجاد والمسؤول والتصدي للعمل الجبري والاتجار بالبشر.

اليوم الثاني
في اليوم الثاني خاطب "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، المؤتمرون بكلمة مؤثرة، شكر في مستهلها إدارة الاتحاد العربي للنقابات لدورها المميز في إنجاح الدورة الثانية للمؤتمر العام، كما شكر رئيس الاتحاد الدولي للنقابات "شارون بيرو" على اهتمامها بالمؤتمر وحضوره شخصياً، كما شكرها على زيارتها لفلسطين قبل ستة أسابيع من تاريخه، وثمن لها مواقفها التي اعلنتها بعد ما شاهدته من ظروف صعبة يعاني ويلاتها الشغيلة والعمال الفلسطينيون.


وتوجه "سعد" بحديثه للمؤتمر طالباً منهم إدانة السياسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، بما في ذلك مواصلتها لحصار قطاع غزة الذي تعاظمت فيه معدلات البطالة والفقر حيث يوجد 25000 عاطل عن العمل هناك، وخنق القدس ومنع اللفلسطينيين من الوصول إليها لأي سبب كان، ودعا النقابين العرب لزيارة فلسطين والقدس المحتلة للمساهمة في فك الحصار عنهم ودعمهم.


كما طلب من المؤتمر إدانة قانون القومية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي مؤخراً لما له من تبعات مدمرة على صمود الفلسطينيين في فلسطين، لما سيطالهم من تضيق بسبب عدم اعتراف القانون المذكور بالوجود العربي والإسلامي والمسيحي في فلسطين، واعتباره أراضي فلسطين التاريخية مناطق متاحة أمام توسع الاستيطان وتوافد المستوطنين إليها، ودعا المؤتمر للمطالبة بتفكيك المستعمرات وجدار الفصل العنصري، ورفع القيود عن تحركات العمال وعدم تعريضهم للخطر.
رغم ذلك أبلغ "سعد" المؤتمرون بما يقوم الاتحاد من جهد لصالح العمال ومنها نجاح مساعيه في إقرار قانون الضمان الاجتماعي الذي سيبدأ العمل به مطلع تشرين أول 2018م، ونجاح مساعي الاتحاد بالتعاون مع باقي الشركاء بإقرار قانون الحد الأدنى للأجور، كما يتم العمل حالياً على إقرار قانون التنظيم النقابي وتعديل قانون العمل رقم (7) لعام 2000م، وفي هذا السياق وجه "سعد" شكره لمنظمة العمل الدولية التي ترعى الجهود الفلسطينية الموحدة لتحسين ظروف العمال من خلال دعمها لجهود تحديث التشريعات واقرا الجديد منها، كما شكر مدير عام منظمة العمل الدولية "جي رايدر" على دعمه لحقوق العمال الفلسطينيين، وزيارته لفلسطين وافتتاح مؤسسة الضمان الاجتماعي في فلسطين في شهر نيسان 2018م، ورعايته لخطة برنامج العمل اللائق في فلسطين التي تم إقرارها من قبل الشركاء الفلسطينيين في زيارته المذكورة.

كما انتخب المؤتمر العديد من أعضاءه الوفد الفلسطيني في مختلف هيئات ومؤسسات (الاتحاد العربي) حيث تم إختيار الأخت "منى جبران" مقراراً من بين ثلاثة مقررين للمؤتمر، وتم انتخاب الأخ "محمود حواشين" في المجلس العام للاتحاد العربي، وتم انتخاب الأخت "عائشة حموضة" كممثلة عن المرأة العربية في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات، كما ألقى الأخ "سامح الجعبري" كلمة الشباب العرب المشاركين في المؤتمر.

كما أكد المؤتمر - في بيانه الختامي - على مواقفه السابقة تجاه القضية الفلسطينية، وتطبيق القرارين 242 و 338، وطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، وتفكيك جدار الفصل العنصري والمستعمرات؛ ودعمه التام لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وعاصمتها القدس الشريف