كيف سنهزم إسرائيل.. ومتى؟

كيف سنهزم إسرائيل.. ومتى؟
 كيف سنهزم إسرائيل , ومتى
أشرف صالح

عندما أرسلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية صحفية تحمل الجنسية الإيطالية لإجراء حوار صحفي مع قائد حماس في غزة  يحيى السنوار , كان الهم الشاغل للإعلام العربي هو تحديد هوية هذه الصحفية , على إعتبار أن حركة حماس لديها تحفظ بالتعامل مع الإعلام العبري , وأصبح الإعلام بين التأكيد والنفي , حتى خرجت حماس  في بيان يؤكد أن السنوار وقع في شباك الإعلام العبري , وإستطاعت هذه الصحفية أن تحدث إختراقا أمنيا وسياسيا وإعلاميا لمنظومة حركة حماس في غزة , فكان من الأولى التركيز على الخطاب السياسي للسنوار والذي كان مطاطيا وحمال أوجه كثيرة , ووصف من خلال الحوار الوصف المنطقي لإسرائيل بأنها دولة نووية , ووصف المقاومة بالمقلاع , علما بأنه حين يقف على تلة أبو صفية شرق جباليا , أو على تلال رفح وخانيونس وغزة والوسطى يصف إسرائيل بالمهزومة , ويصف المقاومة بالترسانة العسكرية , فلا ننكر أن السنوار يتحلى بالذكاء كي يفرق بين الحديث للإعلام الأجنبي والحديث في مسيرات العودة , ولكن الموضوع قد يتجاوز حنكة السنوار , حتى أصبح الخطاب السياسي يتوزع بين جميع فصائل المقاومة , ويندمج مع الخطاب الديني أحيانا , حتى أصبح الخطاب السياسي في حالة إنقسام وتناقض .

 هذه المقدمة تمهيدا لصلب الموضوع المراد توضيحة للقراء وهو , كيف سنهزم إسرائيل ومتى ؟ وهذا السؤال يلازم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج , وحتى في حلمه أثناء النوم .

حوارات السنوار الدبلماسية للإعلام الأجنبي والتي قلصت من حجم المقاومة , تتزامن مع عروض عسكرية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي , بمناسبة البيعة لزياد النخالة القائد الجديد للحركة , والتي تعرض فيها صواريخ ضخمة ومتطورة وعليها علامات إستفهام تشير الى قوة هذه الصواريخ , وأيضا قبل ذلك كان الرئيس يبحث عن السلام من خلال المجتمع الدولي , وخطابة الأخير في الأمم المتحدة يؤكد ذلك , فنحن الآن أمام خطابات لأكبر ثلاث أحزاب فلسطينية وكل خطاب يتناقض مع الآخر , بالإضافة الى خطابات الأحزاب الأخرى والتي سيزيد عددها في السنوات القادمة .

كيف سنهزم إسرائيل ؟

سنهزم إسرائيل بالبحث عن السلام والحفاظ على دولة المؤسسات والقانون كما ترى حركة فتح , أم سنهزم إسرائيل بالبحث عن السلام المصحوب بالخجل , والمطالبة بحدود 67 مع   الحفاظ على السلاح كبديل للسلام وهو أيضا مصحوبا مع رغبة بالهدن المتكررة كما ترى حركة حماس , أم سنهزم إسرائيل بالحفاظ على مصطلح تحرير فلسطين 48 من البحر الى النهر كما ترى حركة الجهاد الإسلامي , أم سنهزم إسرائيل بفكر السلفية الجهادية وحزب التحرير اللذين ينادون بإقامة الخلافة الإسلامية , وتطبيق الشريعة وتطهير المسلمين من الذنوب قبل محاربة إسرائيل .

هناك أفكار وأساليب وخطابات كثيرة تتوزع على عشرات الأحزاب الفلسطينية , فكل منهما يغرد في إتجاه معاكس , فمنهم من يصف سلاحه بالبدائي , ومنهم من يصف سلاحه بالفتاك , ومنهم من  يصف إسرائيل بالمهزومة , ومنهم من يصف إسرائيل بالنووية , ومنهم من يريد حدود 67 , ومنهم من يريد حدود 48 , ومنهم من يريدها خلافة إسلامية مترامية الأطراف ... إلخ

متى سنهزم إسرائيل ؟

لا أريد أن أتحدث عن آلاف الخطوات والتي من الممكن أن نتبعها للوصول الى هزيمة إسرائيل , والتي تبدأ برفع الحجر عن الطريق خوفا من أذى الناس , مرورا بتوحيد الأحزاب الفلسطينية , وأشياء كثيرة وقد يستغرق هذا الحديث عشرات الصفحات , ولكنني أعلم جيدا أن في كل بيت وفي كل مسجد  يوجد مصحف "القرآن الكريم" فلوا قرأنا ما فيه من آيات بنية الفهم والتطيق , وطبقنا ما فيه حرفيا , حينها سنقتلع إسرائيل من جذورها .

كاتب صحفي ومحلل سياسي

التعليقات