تقدير موقف: الرئيس يراهن على عامل الوقت في إدارة الشأن الفلسطيني

تقدير موقف: الرئيس يراهن على عامل الوقت في إدارة الشأن الفلسطيني
أشرف أبو خصيوان
كاتب ومحلل سياسي

يُراهن الرئيس محمود عباس على عامل الوقت في ادارته للشأن الفلسطيني، وخلال خطابه كان واضحاً أن ترميم العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية لن تنجح خلال فترة حكم ترامب، والرهان هو على ما بعد ترامب أي أن العلاقات الفلسطينية الأمريكية لن يتم احداث اختراق فيها، فقد وضع الرئيس محددات لا يُمكن تغييرها وهو عملية رعاية المفاوضات والعملية السلمية.

فقد رفض الرئيس استفراد الولايات المتحدة برعاية العملية السلمية، ويُريد مُحددات جديدة من خلال الرباعية الدولية وأن يكون هناك راعي اضافي للعملية السلمية، وهو ما ترفضه العديد من الدول الاوروبية وحتى روسيا او الصين، لأن الجميع يعلم أن ذلك يُعد تعدياً على قوة الهيمنة الأمريكية، تلك المحددات في خطاب الرئيس أبومازن، رسمت استراتيجية جديدة مفادها أننا سنبقى نُقاوم متحلين بالصبر وأننا سنبقى نرفض كافة المشاريع الاستيطانية، وسنرفض كافة المقترحات الامريكية، والتي تهدف للنيل من الحقوق الفلسطينية.

الخطاب لا يحمل رؤية سياسية شاملة لملامح مستقبلية يُمكن البناء عليها خلال الأوقات القادمة، فالعلاقة مع امريكا مُعطلة، والعلاقة مع اسرائيل مُعطلة، والمصالحة والحوار الفلسطيني مُعطلة، سيبقى الوضع كما هو عليه دون احداث اختراق في أي من الملفات الثلاث السابقة، ان عدم قدرة الرئيس على احداث أي اختراق ليس ضعفاً فيه بقدر ما هو ضعف في الموقف الفلسطيني المشتت، والموقف العربي الممتد من صراع ما بعد الربيع العربي، والموقف الدولي الذي لا يملك القدرة على قول لا للسياسات الأمريكية أحادية الجانب.

التعليقات