إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن وعد بلفور

إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن وعد بلفور
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
كشف باحث إسرائيلي، الأربعاء، تفاصيل جديدة عن وعد بلفور المشؤوم، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى الـ 101 على هذا الوعد، والذي يصادف الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917.

وقال باحث إسرائيلي إن "مرور 101 عام على إصدار وعد بلفور يعتبر مناسبة للكشف عن المزيد من الحقائق التاريخية التي لم تجد طريقها إلى الكتب والمذكرات الشخصية أو المؤلفات السياسية، لأن زاوية مهمة في إصدار هذا الوعد لم تأخذ نصيبها في إصداره، وتتعلق بالجهود التي بذلتها الجالية اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة".

وأضاف الباحث كوبي برادا، في مقاله بصحيفة (معاريف) الإسرائيلية، أن الحكومة البريطانية لم يكن لديها حماس كبير باتجاه إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، باستثناء وزير الخارجية جيمس بلفور، صاحب الوعد المزمع إعلانه، حتى إن لندن أرسلت للرئيس الأمريكي في حينه وودرو ويلسون لأخذ رأيه في إصدار الوعد، لكنه لم يبد هو الآخر حماسة له، ما تطلب تفعيل أدوات الضغط على الرئيس لتغيير رأيه".

وأشار برادا، العامل في برنامج دراسات اليهود في الولايات المتحدة بجامعة حيفا، إلى أن "الزاوية المهملة في كتب التاريخ تتعلق باللقاء الذي جمع حاييم وايزمان زعيم الحركة الصهيونية مع صديقه الأمريكي القاضي لويس برانديس".

وتابع: "برانديس هو القاضي اليهودي الأول في المحكمة العليا الأمريكية، وهو صهيوني متحمس، وأحد الشخصيات القانونية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، حتى أن العديد من السياسات والقرارات التي اتخذها ويلسون الرئيس الـ 28 للولايات المتحدة كانت من وحي أفكاره ومقترحاته".

وأوضح أن "برانديس جند بدوره الحاخام اليهودي ستيفان فييز، وطلب منه تنظيم لقاء مع الكولونيل إدوارد مندل-هاوس (سياسي ودبلوماسي أمريكي ومستشار مقرب من الرئيس)، ورغم عدم تقلده أي مهمة عسكرية، لكنه حظي بلقب كولونيل، ونشأت علاقته الوثيقة بالرئيس، حين كان الأخير حاكما لولاية نيوجيرسي، وساعده هاوس في الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 1912".

وأضاف أن "ويلسون بعد أن أصبح رئيساً أخذ معه هاوس للإقامة في البيت الأبيض، وأصبح الأقرب إليه، والذي يهمس في أذنيه، حيث عينه كمستشار شخصي للمهمات الدبلوماسية، ومنها جهود السلام بين عامي 1914-1916، ثم مبعوثه إلى مؤتمر باريس في 1919".

وأشار الكاتب إلى أن "الثلاثة؛ الحاخام فييز والقاضي برانديس والكولونيل هاوس، التقوا يوم 25 سبتمبر على أمل إحداث اختراق في موافقة الرئيس ويلسون على إصدار وعد بلفور، وبعد اللقاء أرسل برانديس كتابا إلى حاييم وايزمان، قال فيه إن المباحثات مع المساعد الأقرب للرئيس أظهرت تعاطفه مع مطلبنا الذي قدمناه".

وأكد أن "هاوس أرسل من جهته مذكرة للرئيس لشرح محتوى اللقاء، فرد عليه الأخير على المذكرة ذاتها، في مثل هذا اليوم قبل مئة عام قائلاً إنني أتبنى موقفك في موضوع الحركة الصهيونية، وطلب منه إبلاغ الحكومة البريطانية باسمي عن موافقتي على إصدار وعد بلفور".

وأوضح أنه "بعد موافقة الرئيس ويلسون أجرى وايزمان لقاء مباشراً مع رئيس الحكومة البريطانية لويد جورج، الذي طلب عرض برقية الرئيس على اجتماع المجلس الوزاري البريطاني المصغر لشؤون الحرب رقم 245 بتاريخ 4 أكتوبر 1917، وقال بلفور إن الرئيس الأمريكي ينظر بعين الرضا إلى الحركة الصهيونية".

يختم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول: إن "هذه قصة اللقاء الذي عقد قبل 101 عام، وغير وجه التاريخ، وبموجبه منحت الولايات المتحدة موافقتها على وعد بلفور الذي بادرت إليه بريطانيا لصالح الحركة الصهيونية".

التعليقات