أية تهديدات باقية!

أية تهديدات باقية!
نبض الحياة 

أية تهديدات باقية!

عمر حلمي الغول 

أول أمس السبت صرح خليل الحية، عضو المجلس التنفيذي للمكتب السياسي لحركة حماس ملوحا ب"عصاغليظة" ستلقيها حركته في وجه الرئيس محمود عباس في حال إتخذ أي إجراءات جديدة ضد القطاع، وهو يقصد ضد حركته، حيث يمارس الخلط والتضليل المتعمد بين حركته الإنقلابية وجماهير الشعب الفلسطيني في القطاع. وفي نفس اليوم ذاته أدلى فوزي برهوم، أحد ابواق حماس بذات التصريح. 

وجاءت تصريحاتهما قبل وصول الوفد الأمني المصري، الذي يضم اللواء أحمد عبد الخالق والعميد مصطفى الشحات، القنصل الجديد للقاء قيادة حركة حماس، وبعد وصوله لإرض قطاع غزة، وكأن الرسالة توجه مباشرة للوفد المصري، في محاولة من جماعة الإخوان المسلمين لقطع الطريق على الدور والرعاية المصرية، وأيضا لإبلاغهم بشكل غير مباشر، أن ما تحملونه من مقترحات وأفكار لا تلزمنا بشيء، ولسنا معنيين بها، وخيارنا هو ذاته، وهو مواصلة تأبيد الإمارة، والتشبيك مع دولة إسرائيل عبر البوابة القطرية.

ورغم ان قيادة حركة حماس، تحاول لي ذراع الواقع المعقد والصعب المحيط بهم، وتدرك خطورة إدارة الظهر للراعي المصري لإكثر من إعتبار وإعتبار، إلآ انها تعتقد للحظات نتيجة حالة البرانويا والوهم، الذي تعيشه، انها قادرة على تكسير المجدايف المصرية، مراهنة على الدورين القطري والتركي وقبلهما التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولإفتراض خاطىء وساذج تقوم ركائزه على الإعتقاد، ان ثقل مصر في حالة تراجع، وبالتالي يمكن الإلتفاف عليه، أو إشغاله لحين من الوقت تكون فيه الشروط تغيرت لصالحها. 

لكن من يعرف ولو نسبيا مبادىء ومحددات المنظومة الأمنية والسياسية للنظام المصري عموما والدولة العميقة خصوصا، يستطيع ان يجزم، بأن مصر إذا سمحت فيما مضى لحركة حماس أن تناور عليها، وبرغبتها وبتجاهلها عن سابق عمد وإصرار الآعيب الحركة الإنقلابية لإعتبارات خاصة بها. فإنها في اللحظة السياسية الراهنة، وإدراكا منها أن الوقت الإفتراضي للعبث إنتهى، لإن مصلحة مصر القومية، ومصلحة القضية الفلسطينية تحتم عليها وقف عملية الإستنزاف والتبديد للمصالح الفلسطينية العليا، وقطع الطريق على مشروع الإخوان المسلمين، ومحاصرة الدورين القطري والتركي المتربصان بمصر، الذين جميعهم يستهدف الدولة المصرية بشكل مباشر، وحيث أن مخطط التخريب والتمزيق لمصر لم يغلق حتى الآن، لإن المعلم الأميركي الكبير وشريكه الإسرائيلي الصغير مازالا يراهنا على إقامة نظام الشرق الأوسط الجديد، وتسيد إسرائيل على رأسه.

وعلى اهمية ما تقدم، فإن ما إستوقفني تهديدات قيادة الإنقلاب الأسود لرئيس الشرعية الوطنية ابو مازن ب"عواقب الأمور"، وكأنه مازال بعد الإنقلاب على الشرعية قبل أثني عشر عاما شيء يمكن إضافته؟ هل تريدوا ان تنفذوا خيار الهدنة من اجل الهدنة؟ ام هل تريدوا ان تنشئوا مرجعية جديدة موازية او بديلة عن منظمة التحرير؟ أو انكم ذاهبون للإتفاق المعلن مع إسرائيل بواسطة قطر؟ أم انكم ستطبقوا قانونكم القديم الجديد إجتثاث حركة فتح في محافظات الجنوب؟ أم انكم ستحولوا الإمارة إلى دويلة مستقلة؟ وهل الجماهير الفلسطينية معكم، حتى تتحدثوا بإسمها؟ وهل القوى والنخب السياسية والثقافية معكم حتى تتنطحوا للحديث نيابة عنها؟ الآ تعلموا ان لوحة التحالفات، رغم هشاشة الوضع العربي والعالمي تسير ضدكم، أم أن انكم لم تتعلموا حتى الآن الإمساك بناصية وقوانين السياسة؟ 

كل السيناريوهات الإفتراضية لا تضيف شيئا جديدا لخياركم الإنقلابي. جميعها تصب في ذات الإتجاه، فلن تقدم ولن تؤخر في المعادلة الفلسطينية، لإنكم لو استطعتم طيلة الأثني عشر عاما من تحقيق اي خطوة إضافية لما توانيتم للحظة عن الإعلان عنها. ولكنكم فشلتم الف مرة، ولم يحالفكم الحظ بتاتا، كما ان لعبة التصعيد الجارية الآن على الحدود مع دولة الإستعمار الإسرائيلية باتت مكشوفة، ولم تعد تنطلي على أحد سوى البسطاء والمسحوقين من ابناء شعبنا. وبالتالي عليكم انتم أن تتنبهوا جيدا للتوقف عن العبث بمصيركم ومصير الشعب والقضية والأهداف الوطنية. راجعوا انفسكم جيدا، لإن موعد العاشر من الشهر العاشر لن يكون سوى فقاعة واهية، وسيرتد عليكم. 

لذا تعالوا إلى جادة المصالحة، واطووا صفحة الإنقلاب، وتوطنوا في البيت الفلسطيني وداخل حاضنتة منظمة التحرير الفلسطينية أفضل لكم الف مرة. لإنكم لم تفلحوا لا في الحكم ولا في المعارضة ولا في صيانة مصالح العباد، ولا حتى خدمتم اسيادكم كما كتب وخطط لكم. فالفشل كان عنوان تجربتكم الدائم إسوة بتجربة فروع جماعة الإخوان في الوطن العربي. فهل تعقلوا وتعودوا أو تذهبوا وتذهب ريحكم؟

[email protected]

[email protected]      

التعليقات