حزب العمال البريطاني ينفي اتهامه بمعاداة السامية

حزب العمال البريطاني ينفي اتهامه بمعاداة السامية
رام الله - دنيا الوطن
بعد أن أمضى صيف 2018 وهو يدفع عن نفسه باتهامه بمعاداة السامية، اعتقد حزب العمال البريطاني، أن الصفحة طويت، لكن الموضوع عاود الظهور في مؤتمر أكبر أحزاب المعارضة في المملكة المتحدة في ليفربول بجنوب غرب انكلترا.

وقالت النائب روت سميث، أثناء تجمع "حركة اليهود العماليين" التابعة للحزب: "ضقت ذرعاً من الخوض في معاداة السامية داخل حزب العمال"، مضيفة وسط تصفيق مئة شخص تجمعوا في حانة في ليفربول على بعد مئات الأمتار من مقر المؤتمر، "لكن لن أتوقف، سنكسب هذه المعركة"، بحسب ما جاء على موقع (I24NEWS).

ومنذ انتخابه على رأس الحزب في أيلول/ سبتمبر 2015، اتهم جيريمي كوربن بمناهضة السامية، وتم طرد العديد من أعضاء حزب العمال أو تجميد عضويتهم أو أجبروا على الاستقالة بسبب تصريحات اعتبرت معادية للسامية، لكن كوربن متهم بالتقصير في هذا المجال.

وكرر كوربن الدفاع عن نفسه بقوة الأحد أثناء برنامج لقناة (بي بي سي)، وقال: "أمضيت عمري بأكمله في محاربة العنصرية بكافة أشكالها". 

لكن 12 نائباً من "حركة العمال اليهودية" اعتبروا أن الأقوال لا تكفي، ودعت لوسيانا بيرغر التي كانت تعرضت للشتم وتهديدات بالقتل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى أن يقوم حزب العمال بعملية تنظيم ويحقق في حالات معاداة للسامية من خلال "إجراء أسرع أكثر إنصافاً وشفافية.

وقال تيم بالي الأستاذ في جامعة كوين ماري بلندن: "لو كان الأمر يتعلق ببعض الأعضاء الذين تفوهوا بسخافات على شبكات التواصل الاجتماعي فقط، لكان من الممكن أن يكون عابراً".

وأضاف: "لكن في الواقع يبدو أن معاداة السامية متجذرة بين بعض الأعضاء من يسار الحزب، وكثيرون يرون أن جيريمي كوربن هو ضمن هذه الفئة"، خصوصاً بسبب نضاله منذ فترة طويلة في دعم القضية الفلسطينية. 

وسعى مؤسس منظمة (مومنتوم) الداعمة لكوربن والمصنفة على يسار حزب العمال إلى التهدئة. 

وقال: "لا يوجد البتة أي تناقض بين محاربة معاداة السامية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية"، داعياً إلى فترة "هدوء وتفكير".

"مشكلة حقيقية"

قال جيريمي كوربن لصحيفة (جويش نيوز) في آذار/ مارس 2018: "لست معادياً للسامية، ولم أكن معادياً للسامية يوماً ولن أكون"، 

واعتبرت الصحيفة تصريحاته "ليست كافية"، وقبل ذلك بأيام أجبر على الاعتذار عن دعمه فناناً رسم لوحة من الجص حملت إشارات معادية للسامية.

وفي تموز/ يوليو 2018 عاد الجدل إثر قرار من اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال، وقررت اللجنة تبني مدونة سلوك تشمل جزئياً تعريف "معاداة السامية" الذي صاغه الاتحاد الدولي لإحياء ذكرى المحرقة النازية لليهود. 

ولم تضم المدونة العديد من الأمثلة المرتبطة بذلك التعريف مثل "اتهام اليهود بالإخلاص لإسرائيل أكثر من بلدهم" الذي ينتمون إليه أو "مقارنة سياسات إسرائيل الحالية بسياسات النازيين" وذلك خشية أن يؤدي ذلك إلى منع توجيه النقد لسياسات إسرائيل.

وإثر ذلك وصفت النائب عن الحزب مارغريت هودجي كوربن بأنه "عنصري" و"معاد للسامية". واتهمته ثلاث صحف يهودية بريطانية هي "جويش تليغراف" و"جويش نيوز" و"جويش كرونيكل" بأنه يعرض يهود المملكة المتحدة إلى "تهديد وجودي".

وأقر كوربن في بداية آب/ أغسطس 2018 بأن حزب العمال لديه "مشكلة حقيقية" إزاء معاداة السامية، مؤكداً أن "إزالة معاداة السامية من الحزب واستعادة الثقة" تشكل "أولوياته".

لكن الجرح لم يندمل، وانتشر تسجيل فيديو يعود إلى 2013، صب مجدداً الزيت على النار، ويظهر جيريمي كوربن في التسجيل وهو يتحدث عن مجموعة من "الصهاينة" لا يملكون "حس السخرية" رغم أنهم "يعيشون منذ أمد بعيد في هذا البلد"، ودون أن يعتذر أكد جيريمي كوربن أنه بات "أكثر حذراً في طريقة استخدام لفظ صهيوني".

التعليقات