العبث الإسرائيلي وإرتداداته

العبث الإسرائيلي وإرتداداته
نبض الحياة 

العبث الإسرائيلي وإرتداداته

عمر حلمي الغول 

بالتوقف مجددا أمام حادث إسقاط الطائرة الروسية يوم الإثنين الماضي ( 17/9/2018)، لكن من الزاوية الإسرائيلية وإنعكاسات الحادث على المصالح السياسية والعسكرية اوالبينية مع الروس، ومع ان ردود الفعل الروسية حتى اللحظة تحت السيطرة لإعتبارات عديدة عند الكرملين، غير ان الجريمة الإسرائيلية، مهما حاولت القيادة الروسية إبتلاعها، إلآ انها بمثابة شوكة واقفة في الحلق، لا تستطيع تمريرها وهضمها، ولا حتى إخراجها، لإن الخسائر الروسية كبيرة وخاصة على صعيد الأرواح من حيث عدد وقيمة ومكانة الضحايا ال15، بالإضافة للطريقة العبثية الإسرائيلية، التي تعاملت فيها مع المصالح الروسية. والكيفية التي تحاول بها التذرع بحجج لا تمت للمنطق العسكري ولا الديبلوماسي ولا السياسي للتغطية على جريمتها الوقحة. والتي إنعكست في عدم الإلتفات للضوابط المتفق عليها بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، حيث قامت بتبيلغ مركز القيادة الروسي في سوريا قبل دقيقة واحدة من تنفيذ جريمتها الوحشية في اللاذقية، الأمر الذي لم يسمح للطائرة الروسية من مغادرة مسرح العمليات الإسرائيلية. ليس هذا فحسب، بل أن القيادة العسكرية الروسية، تقول أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تغطت بالطائرة الروسية لعدم كشفها من قبل الرادارات السورية، وإستخدامها درع وقاية لعمليتها الجبانة. 

الخبراء والمحللون العسكريون الإسرائيليون وغيرهم ممن لديهم صلة بحسابات الربح والخسارة في العمليات العسكرية، يعتقدون أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد المجمع العلمي في اللاذقية السورية عملية فاشلة، وحتى لو حققت أهدافها العسكرية. لماذا؟ وما هي اسبابهم في هذا الجانب؟ وما هي معايير الفشل والنجاح عموما؟ وما هي تداعياتها وإرتداداتها السلبية على الجوانب المختلفة؟ 

يمكن تلخيص عدد من الأسباب والعوامل في هذا المجال، منها: أولا الإستهتار بمصالح ومعايير دولة كبرى؛ ثانيا تغليب المصالح النفعية الآنية والمؤقتة على الإتفاقات الثنائية المبرمة مع الجانب الروسي؛ ثالثا التواطؤ مع الولايات المتحدة على المصالح الروسية، والسعي للتشويش على إتفاق قمة الطهران وسوتشي الأخيرتين؛ رابعا إيقاع خسائر بشرية ومعدات حربية في الجانب الروسي كبيرة ومؤلمة؛ خامسا بالمعنى التكتيكي إغلاق الأجواء السورية لمدة إسبوع امام حركة الطيران الحربي، وهو ما سيسمح لإيران وحزب الله من إستثمار اللحظة لإيصال الأسلحة، التي يريدونها دون ضوابط أو حتى مراقبة؛ سادسا زيادة الحذر الروسي من التعامل مع إسرائيل، ودفع المؤسسة العسكرية الروسية إضافة قيود وكوابح على حركة الطيران الإسرائيلية؛ سابعا تأثر العلاقات الثنائية الروسية الإسرائيلية، وإلقاء ظلال كثيفة عليها، رغم ضبط الأعصاب الروسي؛  ثامنا وقد ترد روسيا الإعتبار لذاتها عبر الإيقاع بالطيران الإسرائيلي في شرك النيران السورية، أو حتى الإيرانية، ومع انه إحتمال ضعيف، لكنه سيناريو وارد؛ تاسعا تحسين نوعية المضادات السورية، من خلال بيعها صواريخ أكثر كفاءة، لإن صواريخ إس 200 باتت قديمة. 

لكل ما تقدم، وغيره من العوامل إسرائيل فشلت في عمليتها العسكرية، ولم تحقق أهدافها. لإن مطلق عملية عسكرية تقاس بنتائجها السياسية والإقتصادية والديبلوماسية، وليس العسكرية فقط. الميدان العسكري، هو ميدان مهم، ولكنه يعتبر بمثابة المدخل لتحقيق النتائج السياسية. وإسرائيل الإستعمارية في عمليتها الأخيرة فشلت فشلا ذريعا، ولن تنفعها التبريرات والذرائع. وبالضرورة ستحصد نتائج لا تخدم مصالحها. وقادم الأيام سيقدم الدليل على الفرضية المذكورة.

[email protected]

[email protected]       

التعليقات