كويتية تستجدي الشرطة إخلاء سبيل زوجها الخائن.. لماذا تتقبل بعض النساء الخيانة؟

كويتية تستجدي الشرطة إخلاء سبيل زوجها الخائن.. لماذا تتقبل بعض النساء الخيانة؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
الحياة الزوجية ليست سهلة، فهي تتضمن الكثير من المشاكل والتحديات. بشكل عام هناك هامش كبير للتصرفات التي يمكن للزوجين احتمالها، المزاجية، نوبات الغضب، البخل، سوء الإدارة المالية وغيرها.. ولكن عند الغالبية الخط الأحمر الذي يمنع تجاوزه هو الخيانة. الخيانة بالنسبة للغالبية الساحقة من المتزوجين هي السبب المؤكد للطلاق.

في عالمنا العربي النساء بشكل عام يتجنبن الطلاق لأن المجتمعات العربية لا ترحم المطلقات ناهيك عن واقع أن مرحلة الطلاق والمحاكم وغيرها من النزاعات القانونية يمكنها أن تكون مدمرة نفسياً للمرأة. 

ولكن ماذا لو كان الرجل قد خان المرأة، وتم إلقاء القبض عليه وتتم محاكمته والعوامل كلها تصب لصالحها وانفصالها عنه سهل للغاية وبدعم من المجتمع الذي أدان تصرفات الرجل؟ البعض قد يقول بإن أي امرأة ستستغل الفرصة الذهبية هذه وتتخلص من زوجها الخائن. ولكن هذا ليس حال سيدة كويتية قررت الدفاع عنه. 

ما هي قصة هذه المرأة؟ 

في قصة غريبة من نوعها انشغلت الصحف العربية بخبر سيدة كويتية قامت بالدفاع عن زوجها الخائن أمام المحكمة. فالرجل تتم محاكمته بتهمة ارتكاب أعمال غير أخلاقية مع فتاة تعرف إليها في الشارع.

وقد نقلت صحيفة القبس تفاصيل الجلسة الغريبة تلك وذكرت أن الزوجة حضرت إلى المحكمة وهي تبكي وطلبت من المحكمة أن تخلي سبيل زوجها، وحتى أنها وطوال الجلسة.
 
ورغم أنه من المفترض أن الغضب يشتعل داخلها بحكم أن المحاكمة ستتضمن تفاصيل ما كان يحدث إلا إنها كانت ترفع يدها وتدعو الله ان يخلي سبيل زوجها وحتى أنها أبلغت المحامي بأن كل ما تتمناه هو أن يعود زوجها إلى بيته. وظلت تردد "ما راح يعيدها، أتمنى إخلاء سبيله". 

والسؤال الذي يطرحه أي شخص على نفسه هنا، هل تعاني هذه السيدة من خطب ما؟ولماذا تتقبل هذه الكويتية وغيرها من النساء الخيانة؟ 

 أسباب تقبل بعض النساء خيانة أزواجهن  كما نشرت مجلة سيدي:

قلة الحيلة 

في حالة هذه السيدة، وربما غيرها من النساء فإن عدم وجود خيارات بديلة يجعلهن يتقبلن الخيانة على مضض، أي العض على الجرح والمضي قدماً.  في حال كان الرجل هو المعيل الوحيد والمرأة لا يمكنها العودة إلى منزل والديها أو حتى إعالة نفسها، فهي ستتقبل الأمر على مضض.

التمسك هذا يتضاعف في حال كان الثنائي قد أنجب، فهي تدرك أن الحاجة إليه لا ترتبط بها بل بواقع أن هناك أطفالاً يحتاجون إلى وجوده كوالد وكمعيل.

وربما سبب «تطرف» هذه السيدة هو أن الأمر لم يعد يرتبط بخيانة بل بالسجن أيضاً،  وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي معيل لبعض الوقت. وهذا ما قد يبرر بشكل أو بآخر دفاعها الغريب عنه. 

يسهل إقناعها بأنها السبب 

على الصعيد النفسي وفي ظل مجتمعات ذكورية وقناعات راسخة مغلوطة فإنه يسهل التلاعب بالمرأة نفسياً؛ كي تظن بأنها السبب حتى ولو لم تكن كذلك.

النساء بشكل عام ينتقدن أنفسهن بشدة، رغم أن الرجال يظنون عكس ذلك وبالتالي يسهل جرهن إلى متاهة لوم الذات على خيانة الرجل. فهي لم تقدم له ما يرضيه وبالتالي بحث عما يرضيه في مكان آخر أو أنها لم تكن الزوجة «المثالية» وبالتالي كان عليه العثور على مكان ما يجعله يشعر بشكل أفضل.

الأعذار التي يقدمها الرجل حين يتم كشف أمره تتمحور بشكل عام حول كونها السبب ويتهمها بأنها لم تعد تهتم بنفسها، أو أن كل اهتمامها محصور بالأولاد، أو لم تعد تحبه أو تجعله يشعر بأنه «رجل».

صورة الزوجة المثالية هي السلاح الذي يستخدمه الرجل من أجل إقناعها بأنه قام بفعلته تلك، فهي لم ترتق لتلك الصورة وعليه هو «الضحية» وهي الجلاد. وهذه المقاربة شائعة أكثر مما يخيل إليكم، كما أنها في معظم الأحيان ناجحة. 

غريزة الأمومة تجاه الزوج 

بعض النساء يتعاملن مع أزواجهن كما لو كنّ أمهاتهن، وعليه غريزة الأمومة تجاه الرجل تكون في ذروتها. الأم تجد المبررات والأعذار لابنها حين يخطئ، وحتى أنها مستعدة لاتهام البشرية كلها بأنها على خطأ وهو على حق.

في حال كانت العلاقة مبنية على هذه الأسس فالزوجة ستجد المبررات للرجل. فهو تعرض للإغراء، أو أنه قام بفعلته تلك في لحظة تخلٍ أو أنه، كما حال السيدة الكويتية، «لن يكررها». اللوم والغضب وكل المشاعر السلبية يتم توجيهها إلى المرأة التي كانت عشيقة الرجل وليس نحو الرجل. فالطرف الشرير في المعادلة هي المرأة الأخرى وليس الرجل الذي خان ثقة الزوجة قبل أن يخونها جنسياً. 

الحب مفقود ولا تكترث لأمره 

وطبعاً هناك الخيار البديهي وهو أن المرأة لا تحب زوجها ولا تكترث لأمره وبالتالي الخيانة بالنسبة إليها خدمة قدمها لها لأنه لن يطالبها بواجباتها الجنسية تجاهه. العلاقة هنا تكون بينهما أشبه بشخصين يسكنان في منزل واحد والتواصل بينهما قد يكون طبيعياَ وقد يكون في حده الأدنى. وعليه سواء قام بخيانتها أم لم يقم فهي لا تكترث على الإطلاق. 

ماذا الذي يقوله العلم عن مسامحة الخائن؟ 

العلم يقول إن مسامحة الشريك الخائن مضيعة للوقت. الزوجة التي تسامح زوجها الخائن لن تنسى فعلته تلك على الإطلاق، قد تسامح ولكنها لا تنسى. ففي دراسة شملت 500 ثنائي تعرضوا للخيانة من الزوج أو من الزوجة وامتدت لسنوات تبين أن الذين يخونون مرة سيخونون مجدداً.

كما تبين أنه حتى ولو لم يقم الخائن بتكرار فعلته فالطرف الضحية سيشكك دائماً بإخلاصه. وعليه العلاقة لا يمكن إصلاحها حتى ولو لجأ الطرفان إلى مساعدة اختصاصيين نفسيين. 

التعليقات