(الفراغ الأمني).. هل أصبحت خطة حماس لمواجهة أزمات قطاع غزة؟

(الفراغ الأمني).. هل أصبحت خطة حماس لمواجهة أزمات قطاع غزة؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال
تواجه المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس الكثير من العقبات التي جعلت المصالحة ميتة إكلينيكاً، وفق وصف المتابعين للملف، بما يُضيق الخيارات أمام الحركتين وسط حالة تبادل الاتهامات والهجوم الإعلامي.

"الفراغ الأمني" هو أحد الخيارات الذي طُرح على حركة حماس في وقت سابق من قبل جناحها العسكري كتائب القسام، والذي يقضي بإحداث حالة فراغ أمني في القطاع من أجل الضغط لتحقيق المصالحة، وحل أزمات القطاع.

ويتساءل الشارع الفلسطيني، هل يمكن لحركة حماس، أن تعود لهذا الخيار؟، في ظل حالة انسداد الأفق التي يعيشها الشارع الفلسطيني، وتعثر المصالحة، والحديث عن استحالة تحقيقها في الوقت الراهن.

في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي، إبراهيم المدهون: إن الفراغ الأمني فكرة تأتي كنتيجة للواقع والضغوط التي يتعرض لها قطاع غزة، لا أحد يستطيع أن يفهم إلى أين يمكن أن تصل الأمور، الاستقرار والوضع الأمني الموجود على الحدود سيتعرض للتآكل بسبب الحصار وانقطاع الرواتب، واستمرار التضييق والمعاناة التي يعيشها القطاع.

وأضاف: "الفراغ الأمني المقرر لن يؤثر على الجبهة الداخلية، ويمكن من خلاله الحفاظ على الأمن المجتمعي؛ بيد أن الوضع على الحدود، سيكون مختلفاً مع عدم استجابة الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف المعاناة ورفع الحصار".

وأوضح أن المعطيات على الأرض، قد تضطر حركة حماس للوصول بشكل أو بآخر إلى حالة الفراغ الأمني، لافتاً إلى أن الفيتو الإسرائيلي، يمنع السلطة الفلسطينية من اتخاذ قرار إنهاء الانقسام".

وأشار إلى أن المصالحة مرتبطة بسلوك السلطة، فيما يتعلق بالإجراءات على قطاع غزة، خاصة برفع تلك الإجراءات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تشرف على المرحلة الانتقالية.

وتابع: "الإجراءات في غزة لن يجعل للمصالحة أي مكان في قطاع غزة، والمطلوب أولاً رفعها ثم بعدها تحل الكثير من الملفات، وبجودها ستتواصل حالة السخط الشعبي والجماهيري والخيارات السيئة والأسوأ".

في ذات السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إن الفراغ الأمني والسياسي في قطاع غزة، والذي تقدمت به كتائب القسام مسبقاً لحركة حماس، يُعد من أبرز الخيارات المطروحة لدى الحركة في الوقت الراهن.

وأوضح الدجني، لـ "دنيا الوطن"، أن هذا الخيار جزء من مجموعة خيارات حماس، لافتاً إلى أن جزءاً من قرار حماس بأن يتحمل الجميع مسؤولياته تجاه قطاع غزة.

وأضاف: "هذا جزء من خيارات الضغط التي قد تتخذها حماس في ظل انسداد أفق المصالحة الفلسطينية، وتأزم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة، وباعتقادي سيكون في إطار المشاورات مع فصائل العمل الوطني والإسلامي.

وتابع: "ربما تناقش حركة حماس أيضاً تزامن ذلك من المقاومة بشقيها الشعبية والمسلحة، كما أنها ستدرس الخيارات المتعلقة بالجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية".

وأشار الدجني، إلى أن حماس لديها الكثير من المقترحات، وتدرس في الوقت الراهن سلبيات وإيجابيات كل خيار، لافتاً إلى أن الأولوية لرفع الحصار الإسرائيلي، متابعاً: "حماس ترفض خيار التكيف مع الواقع الحالي، وربما تتخذ العديد من القرارات الحاسمة".

من ناحيته، أكد مصدر خاص لـ "دنيا الوطن"، أن حركة حماس تعقد اجتماعات مكثفة لمناقشة عدة مقترحات لديها، وذلك عقب زيارة مسؤول الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة لقطاع غزة.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عنه: إن حماس تبحث في الوقت الراهن الكثير من الخيارات لمعالجة الحالة الفلسطينية وانسداد الأفق بملف المصالحة، لافتاً إلى أنها ستعقد سلسلة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية، بعد انتهاء مشاوراتها الداخلية.

ونفى المصدر، أن تكون حركة حماس، قد طرحت على الفصائل أي مقترحات جديدة أو تطبيق الفراغ الأمني في قطاع غزة في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الفصائل تنتظر ما سينتج عن اجتماعات حركة جماس. 

التعليقات