طوباس: احتفالية بالهجرة النبوية وتخريج دورتين للوعاظ

رام الله - دنيا الوطن
أحتفلت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وخرجت بالشراكة مع هيئة التوجيه السايسي والوطني ووزارة الإعلام دورتي الاتصال الفعّال والاستخدام الآمن للإنترنت للوعاظ والأئمة.

ورعى الاحتفال وزير الأوقاف الشيخ يوسف إدعيس، والمفوض السياسي العام اللواء عدنان الضميري، ومحافظ طوباس والأغوار الشمالية اللواء يونس العاص، بحضور وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب، وقائد المنطقة العقيد حاتم واكد، ومدير عام أوقاف نابلس محمد زيد الكيلاني، ومشرف عام أوقاف طوباس محمد عبد الإله، ومفتي المحافظة حسين عمرو، ومنسق وزارة الاعلام عبد الباسط خلف، ونائب رئيس البلدية محمد أبو خضر، ومدراء ,افراد الاجهزة الأمنية، ووعاظ وخطباء، ووجهاء.

وقال عبد الإله إن التهجير القسري الذي يسعى إليه الاحتلال والإدارة الأمريكية، فيما يمسى بـ”صفقة القرن” لن يمر. واعتبر الهجرة درسًا أكد على حق العودة قبل 1400 عام، ويثبت اليوم أن شعبنا لن يترك أرضه، أو يعيد أحداث النكبة المؤلمة مرة أخرى.

فيما ذكر المحافظ العاص أن رسالة الأديان السماوية الثلاثة، جاءت لتنظيم علاقة الإنسان بخالقه وبالناس، وأن درس الهجرة النبوية يعزز صمود أبناء شعبنا فوق أرضهم، وإيمانهم بحقهم المشروع في العودة.

وأشار إلى ان الاحتلالات المتعاقبة على فلسطين لم تنتزع “طابو” باسمها، وأندثرت وبقيت أرضنا، وظل أبناء كنعان فوق ترابهم. وبيّن العاص أن من واجبنا المقدس الدفاع عن أمننا وشعبنا، معتبراً أن من يزرع المخدرات في وطننا يسعون لإسقاط الإنسان من الداخل.

بدوره، أشار اللواء الضميري إلى أن رسولنا الكريم كان القدوة الحسنة، والأمين، والصادق، والمتسامح، وكان الدرس الأول في هجرته القدوة التي يلتف اليوم حولها مليار ونصف المليار.

وأضاف: القيادة ليست بالقدرة على الخطاب فحسب، فإن لم يكن من يقف خلفها قدوة لن يستطيع القيادة والعبور بشعبه. ودعا الوعاظ والخطباء إلى تفادي الموروث الثقافي والفقهي المختلف عليه، والالتفاف حول القرآن والسنة، والتجديد وليس التقاليد، وهو ما أمرنا به النص القرآني 22 مرة بالدعوة إلى إعمال العقل.

وأردف الضميري: سيتوجه الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة بعد أيام في مرحلة دقيقة، وهو يحتاج إلى أبناء شعبنا لنصرته، والوقف بجواره، إذ كرر رفض الإملاءات الأمريكية 12 مرة خلال عام واحد، ولم يساوم على فلسطين أو القدس أو حق العودة، واعتبرها ليست للبيع.

وتابع: لا يسعى الاحتلال إلى مصادرة أرضنا، بل يستهدف شبابنا وبناتنا بالمخدرات والسموم، التي تزرع فوق أرضنا وفي كل الحالات يكون الاحتلال طرفًا فيها.

ونوه اللواء الضميري بالقرار بالقرار بقانون رقم (18) لسنة 2015 بشأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، الذي أصدره الرئيس بعقوبات مشددة، وحكوم بموجبه 137 بالسجن أقلهم 4 سنوات. واعتبر القضاء على الجريمة مسؤولية اجتماعية وليست مهمة أمنية.

ومضى يقول: أن قضيتنا مرت بظروف أشد قسوة مما هي عليه الآن، ففي عام 1982 حوصرت الثورة 88 يومًا، وأبعدت عن أقرب نقطة لفلسطين إلى الصحراء العربية، لكن بعد 12 سنة عاد 600 ألف من أبناء شعبنا إلى وطننا.

وأضاف الضميري: ثمة العديد من الشواهد على الاتفاقات مع الأعداء، فقد كان مؤيدون ومعارضون لصلح الحديبية بين رسولنا الكريم وقريش، ولصلح الرملة بين صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد.

وسرد إحصاءات عن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بين الشبان الذين يقلون عن 25 سنة، إذ يستخدم 83% منهم هذه المواقع دون الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، وهذا يعني إن هذه المواقع سلاح مزدوج.

ورحب مفتى طوباس حسين عمرو بالمحافظ اللواء العاص، الذي كانت باكورة أعماله المشاركة في إحياء ذكرى الهجرة النبوية، الدرس العميق للعودة. واستعار قصة من المؤرخين الفلسطيني وليد الخالدي والإسرائيلي إيلان بابيه عن أهالي عثليت قضاء حيفا، التي استقبل أهلها اليهود قبل النكبة، وعلموهم صناعة الملح، لكنهم بعد النكبة كانوا هم أول من طردهم من ديارهم!

ورحب وكيل وزارة ألأوقاف حسام أبو الرب بالمحافظ العاص متمنيًا التوفيق له، وأشار إلى أن استهداف الخان الأحمر والأغوار والقدس وسائر المحافظات يزيد من تمسك المواطنين بأرضهم.

بدوره، أكد المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس والأغوار العقيد محمد العابد أن حالة الشراكة بين “التوجيه السياسي والوطني” ووزارة الإعلام، تستهدف المؤسسات الرسمية والمدارس في المحافظة، وتسعى لتعميم الوعي الوطني، وتمكين القدرة على فهم الإعلام ودوره، وسبل إيصال رسائل بانسيابة.

وأضاف إن دورتي التواصل الفّعال والاستخدام الآمن للإنترنت، تأتي في سياق تطوير أسلوب الخطابة، وإشراك الوعاظ في صياغة رسالة وطنية ودينية تساهم في قطع الطريق على استهداف قضيتنا وشعبنا وقيادتنا.

فيما بين منسق وزارة الإعلام عبد الباسط خلف، أن الدورة تأتي بعد سلسلة تدريبات متخصصة منذ ست سنوات قدمت لطلبة “القدس المفتوحة”، ولمدارس، وللمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ولبلديات، ولوزارات مختلفة، ولأطر ومؤسسات نسوية وخيرية وشبابية.

وانتهى الاحتفال، الذي تضمن وصلات مدائح نبوية قدمها الصيدلاني والمنشد أسامة خمايسة، وقصيدة الهجرة أدتها الطالبة نقاء دراغمة، بتوزيع الشهادات على 30 واعظًا وخطيبًا شاركوا في دورة امتدت منذ 13 أيلول الجاري، واستضافتها بلدية طوباس.