سيادة المطران عطا الله حنا: "القدس تتعرض لمجزرة تاريخية حضارية غير مسبوقة"

رام الله - دنيا الوطن
 استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم وفدا اكاديميا واعلاميا وحقوقيا يونانيا وقد وصل الوفد الى الأراضي الفلسطينية في زيارة تضامنية مع شعبنا كما وسيتوجهون الى منطقة الخان الأحمر للاعتصام هناك مع سكان هذه المنطقة المهددين بالاقتلاع والتشريد من منازلهم واراضيهم وقد تجول الوفد صباح اليوم في البلدة القديمة من القدس حيث استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القيامة حيث رحب بزيارتهم مقدما لهم الشكر باسم شعبنا على بادرتهم الإنسانية وحضورهم الى الأراضي الفلسطينية لكي يقولوا كلمة الحق التي يجب ان تقال في وجه هؤلاء الظالمين المستبدين المحتلين الذين يعتدون على شعبنا وعلى قدسنا ومقدساتنا واوقافنا .

ان الشعب اليوناني هو شعب صديق وان كانت عندنا بعض التحفظات على سياسات الحكومة اليونانية ولكن هذا لم ولن يؤثر على صداقتنا ومحبتنا واحترامنا للشعب اليوناني الذي وقف دائما الى جانب الحقوق المشروعة لشعبنا .

ومن واجبنا اليوم ان نعمل معا وسويا من اجل ان تتسع رقعة أصدقاء فلسطين في بلاد اليونان كما وفي سائر الدول والاقطار العالمية .

نحن نريد أصدقاء متفهمين لعدالة قضيتنا ومتضامنين مع شعبنا المسلوبة حقوقه والممتهنة كرامته وحريته .

لقد مررتم في الحقبة العثمانية الظلامية وشاهدتم بأم العين ماذا يعني الظلم والاستبداد والقمع والاضطهاد والفلسطينيون اليوم يُستهدفون ويُضطهدون بسبب انتماءهم لوطنهم ودفاعهم عن عدالة قضية شعبهم .

اما مدينة القدس فهي تتعرض لمجزرة حضارية تاريخية غير مسبوقة فكل شيء فلسطيني إسلامي او مسيحي مستهدف في هذه المدينة المقدسة ، والمتطرفون المستوطنون يجولون ويصولون في البلدة القديمة من القدس وهم يحرضون علينا وعلى كنائسنا ومساجدنا ويسعون لبناء هيكلهم المزعوم .

اما اوقافنا المسيحية فحدث ولا حرج فهي تُسلب وتُسرق منا عبر مرتزقة وعملاء وسماسرة اوجدهم الاحتلال واوجدتهم الصهيونية العالمية والماسونية الشريرة من اجل خدمة اجنداتها ومشاريعها .

ان حضورنا المسيحي في هذه البقعة المقدسة من العالم يتعرض لمؤامرة غير مسبوقة وأولئك الذين يتآمرون علينا وعلى حضورنا ومقدساتنا واوقافنا هم ذاتهم المتآمرون على شعبنا الفلسطيني وهم ذاتهم المتآمرون على الوطن العربي بهدف تدميره وتفكيكه واضعافه .

ان المعادلة أصبحت واضحة وضوح الشمس لمن لم يفقد البصر والبصيرة ولمن عنده ضمير ، أما أولئك الذين فقدوا ضمائرهم بحفنة من الدولارات وفقدوا البصر والبصيرة فهم لا يرون الواقع لا بل هم يعرفونه ولكنهم يتجاهلونه لان هذا ينصب في مصلحتهم .

قولوا لشعبكم اليوناني بأن مدينة القدس في خطر وبأن هنالك مؤامرات تحاك بهدف تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس بشكل كلي ، وقولوا لشعبكم اليوناني بأن في فلسطين هنالك شعبا بطلا ابيا يقف بالمرصاد لكل أولئك المتطاولين والمتآمرين والمخططين لتصفية قضيتنا .

قولوا لشعبكم بأن في فلسطين هنالك شعب حي يعشق الحياة ومهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية وجودنا وسرقة مدينة القدس وابتلاعها فسيبقى الفلسطينيون هم أبناء هذه الأرض وسدنة مقدساتها والمدافعين عن القدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا .

قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن أوضاع مدينة القدس وعن الأوقاف المسيحية كما تحدث سيادته على ضرورة ان يُسمع الصوت المسيحي المدافع عن القدس وتاريخها وتراثها واوقافها ومقدساتها ، كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .