البدء بالخطوات الرئيسية والعملية لإعادة الحياة لمخيم اليرموك

رام الله - دنيا الوطن
في تصريحٍ له صباح اليوم، أكد ناطق باسم اللجنة العليا المشرفة على مشروع إعادة ترتيب أوضاع مخيم اليرموك، أن الخطوات الأولى الرئيسية، والملموسة، قد بدأت بالنسبة لمخيم اليرموك، أكبر التجمعات الفلسطينية اللاجئة في سوريا والشتات عموماً. 

وقال الناطق، فبعد عدةِ سنواتٍ من محنَتِهِ، وبعد الكارثة الكبرى التي حلّت به وبمواطنيه من سوريين وفلسطينيين، انطلقت أعمال إزالة الركام والردم من شوارعه الرئيسية وعددٍ من الشوارع الفرعية العريضة، وخاصة منها الشوارع التي تُفضي الى عموم مناطق واحياء مخيم اليرموك، فضلاً عن البدء باعادة ترتيب وبناء وصيانه مثوى الشهداء في المقبرة القديمة التي تضررت بشكلٍ كبير، واعادة بناء نصب الفدائي ومتحف المقبرة، حيث تَحمِل مقبرة الشهداء دلالاتها الوطنية القاطعة، وتشكّل أحد أبرز معالم سيرة ومسيرة الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني المعاصر، وتلخص في الوقت ذاته المشوار الطويل الذي مازال مستمراً على درب العودة الى فلسطين.

وأوضح الناطق، أن أعمال ازالة الركام والردم في مخيم اليرموك، انطلقت بكل تفاؤلٍ والتزام، وبحضور سفير دولة فلسطين بدمشق السيد محمود الخالدي (أبو عماد)، والدكتور سمير الرفاعي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والأستاذ علي مصطفى المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا، والأستاذ راتب شهاب أمين فرع اليرموك لحزب البعث العربي الإشتراكي (التنظيم الفلسطيني)، وممثلي فصائل وقوى العمل الوطني الفلسطيني، في خطوة رئيسية يُفترض أن تتلوها خطواتٍ لاحقة، وصولاً لإعادة إنجاز بناء البنية التحتية للمخيم من قبل الجهات المعنية بالدولة السورية، وتالياً في عودة مواطنية وسكانه اليه، وتنشيط الحياة اليومية داخله كما كانت عليه قبل محنته الأخيرة.

وأشار الناطق، أن الجهود التي بذلتها منظمة التحرير الفلسطينية خلال الفترات الماضية، واهتمام المستوى الأعلى فيها بشخص الرئيس محمود عباس، وبمتابعته منه ومن اللجنة التنفيذية للمنظمة التي زار وفدٍ منها دمشق في النصف الأول من تموز/يوليو 2018 الماضي، أعطت نتائجها الإيجابية من خلال تجاوب الأخوة في سوريا مع ماتم طرحه في اللقاءات التي جرت بين الوفد الفلسطيني والقيادات السورية المعنية، حيث تمت الموافقة السورية (المشكورة) على المذكرة الأولى التي رفعها للجهات المعنية في سوريا. 

وأضاف الناطق : وفي هذا السياق، إن منظمة التحرير الفلسطينية، الإطار الوطني الجامع لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، لن تألو جُهداً في مواصلة العمل من أجل بلسمة جراح أبناء شعبنا المكلوم في سوريا، الذين أصابتهم المحنة السورية كما أصابت عموم أخوتنا السوريين، حيث تواصل المنظمة والرئاسة الفلسطينية في العمل أيضاً من أجل استمرار وكالة (أونروا) وحثها على رفع مستوى الدعم المادي والعيني والخدماتي على صعيد التربية والتعليم والصحة والإغاثة الإجتماعية لعموم تجمعات شعبنا فوق الأرض السورية، وذلك بالرغم من الوضع الصعب للوكالة التي يُمارس عليها الآن الضغوط الأمريكية وعمليات تجفيف مصادر الدعم. إذاً، لقد بدأت الخطوات الرئيسية والعملية الأولى في اغلاق جراح مخيم اليرموك، وجراح مواطنيه، وهو مايفترض من الجميع في الساحة الفلسطينية من قوى وفصائل، ومن عموم أبناء المخيم، وهيئاته الوطنية ومؤسساته، التعاون والعمل المشترك لتسريع تلك الخطوات التي يجب أن تنتهي بعودة اليرموك كما كان قبل محنته، وبكل حيويته التي عاشها خلال السنوات الطويلة الماضية. 

وختم الناطق باسم اللجنة المشرفة تصريحة بالفول : 

مخيم اليرموك، والمخيم الفلسطيني عموماً، عنوان يحمل (أُسّ القضية)، فهو عنوان استثنائي، خاصة في هذا المناخ السياسي شبه المضطرب، والمُسيطر على عموم الشرق الأوسط، حيث تدفع الإدارة الأمريكية باتجاه تنفيذ مشروعها المعنون بــ "صفقة القرن" والتي تَمِسُ بجوهرها قضية فلسطين بعناوينها الرئيسية وخاصة منها حق اللاجئين من شعبنا بالعودة الى أرض وطنهم فلسطين، وانهاء مخيمات وتجمعات الشتات الفلسطيني في دول الطوق، وازالتها من الوجود، خاصة في سوريا ولبنان. 

التعليقات