الأورومتوسطي يحذر من عواقب العملية العسكرية المرتقبة بإدلب

رام الله - دنيا الوطن
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من "آثار مدمرة وواسعة النطاق" على المدنيين في ضوء احتمالات شنّ الجيش النظامي السوري مدعوماً من القوات الروسية والإيرانية عملية عسكرية موسعة على مدينة إدلب في الشمال السوري، والتي تخضع لسيطرة قوى المعارضة ومجموعات سورية مسلحة، مطالباً ب "موقف دولي جاد لحماية المدنيين في المدينة"، والتي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين نصفهم من النازحين السوريين، فضلاً عن وجود نحو مليون طفل سوري يعيشون في مدينة إدلب ومحيطها.

وشدد الأورومتوسطي في بيان صحفي اليوم على أن طبيعة توزع مجموعات المعارضة المسلحة في المدينة واكتظاظها بالسكان يجعل من الصعوبة بمكان استهداف فصيل واحد أو مجموعة معينة من الفصائل المسلحة في المدينة -كما يروّج النظام- دون وقوع كارثة إنسانية، مؤكداً على واجب جميع الأطراف، بما في ذلك الفصائل المسلحة، الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وتجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن المؤسسات الدولية أمام استحقاق حقيقي قد يتسبب التراخي عن القيام به في وقوع مجازر وجرائم حرب ضد المدنيين ولا سيما الأطفال في تلك المنطقة، داعياً منظومة الأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف بشكل خاص إلى تبني حراك دولي للعمل على تجنيب أطفال المدنية تبعات أي عمليات عسكرية محتملة.

ونوّه المرصد الحقوقي إلى أن قوات الجيش النظامي السوري بدأت بالفعل بشنّ غارات متقطعة استهدفت مدينة جسر الشغور في ريف مدينة إدلب، حيث تسببت إحدى الغارات يوم الثلاثاء 4 أغسطس/ آب بمقتل 13 مدنياً بينهم ستة أطفال، في حين قتل مدنيان آخران إثر قصف مدفعي استهدف بلدة "التح" بريف ادلب الجنوبي، فيما تطورت الغارات في الأيام الأخيرة، متسببة بوقوع العشرات من الضحايا والجرحى، حيث قضى طفلان على الأقل خلال الـ 24 ساعة الأخيرة إثر غارات جوية استهدفت قرية "الهبيط" بإدلب.

وقال الأورومتوسطي إن المنطقة شهدت موجة نزوح غير مسبوقة تسببت بها الغارات الجوية، حيث يقدر عدد النازحين منذ بدء استهداف المدينة مطلع هذا الشهر بنحو 30 ألفاً توجهوا إلى شمال غرب سورية، في ظل نقص حاد بالخدمات الإغاثية العاجلة ودون وجود لأدنى مقومات الحياة من مساكن مؤقتة وخدمات صحية ومياه وطعام، لا سيما أن العديد من النازحين من سكان المدينة كانوا قد نزحوا إليها من مناطق سورية أخرى على مدار السنوات الماضية، وليسوا من المقيمين فيها أصلا، ما يزيد وضعهم هشاشة.

التعليقات