سائرون منتقدةً زيارة العبادي للبصرة: الخطوة متأخرة

رام الله - دنيا الوطن
بعد الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها محافظة البصرة، ومطالبة المتظاهرين بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة، وانهاء المحاصصة في توزيع المناصب، زار رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، امس الاثنين، البصرة، في خطوة تبدو لتدارك الانتقادات التي طالت حكومته ومجلس المحافظة.

وجاءت زيارة العبادي لمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن البصرة، بهدف تقديم الخدمات للمواطن البصري وحل الإشكالات التي تقف حائلاً أمام تنفيذ عدد من المشاريع ومطالب المواطنين، وفقاً لما نشره المكتب الإعلامي للعبادي.

لكن الزيارة في نظر مراقبين للشأن السياسي العراقي، بمثابة "تخدير" للرأي العام في البصرة، ومحاولة تخفيف الضغط الشعبي والسياسي، في مسعى منه للوصول الى الولاية الثانية.

وعلق تحالف سائرون، على زيارة العبادي الى محافظة البصرة، واصفاً اياها بانها "خطوة متأخرة"، مشيراً الى انه "ما قام به متظاهرو البصرة كان تعبيراً عن غضبهم مما يعيشونه من واقع مرير في نقص الخدمات وتزايد حجم البطالة بين الشباب".

وقال عضو ائتلاف سائرون النائب غايب فيصل في تصريح صحافي له ان "زيارة العبادي الى البصرة واجب وليس فضل، وعلى كابينته الوزارية التعجيل في تقديم الخدمات للمواطنين"، مذكراً بأن "الجلسة الاستثنائية التي عقدت، السبت الماضي، بشأن مناقشة الاوضاع في البصرة، التي طالب فيها أعضاء سائرون باستقالة العبادي من منصبه".

في حين اتهم العبادي خلال الزيارة، في مؤتمر صحفي، ادارة محافظة البصرة بعدم كفاءتها، مبيناً ان "مجموع ما تحتاجه البصرة لإصلاح الخلل لا يوازي 2% مما صرف لها، واضاف ان "بعض المضخات والأنابيب التي لا يساوي مجموع إدامتها 2% مما صرف للمحافظة".

وفي سياق متصل، قال النائب عن تحالف الفتح، حنين قدو في تصريحات صحافية إن "المرجعية وجهت بتعيين شخصية جديدة لمنصب رئيس وزراء العراق"، مشيراً إلى أنه "بذلك تنعدم الفرصة أمام المالكي والعبادي لتولي المنصب مجدداً".

الى ذلك نفى مصدر مقرب من المرجعية الدينية في العراق في وقت سابق، ما ذكره بعض النواب من ان المرجعية سمّت عدداً من السياسيين لترشيحهم إلى موقع رئاسة الوزراء.

وقال المصدر نشر على موقع المرجعية الرسمي، ان "ما ذكره بعض النواب في وسائل الاعلام، من ان المرجعية سمّت عدداً من السياسيين ورفضت اختيار أي منهم لموقع رئاسة الوزراء، غير دقيق"، مبيناً ان "ترشيح رئيس مجلس الوزراء انما هو من صلاحيات الكتلة الاكبر بموجب الدستور وليس للآخرين رفض مرشحها".

وكان القيادي في تحالف سائرون صباح الساعدي، قد كشف في وقت سابق، عن ورود بلاغ رسمي من المرجعية الدينية العليا برفض خمسة مرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة.

واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان "التعبير بالرفض لم يصدر من المرجعية الدينية، كما انها لم تسم اشخاصاً معينين لأي طرف بخصوصه"، مشيرا الى انها "ذكرت لمختلف الأطراف التي تواصلت معها بصورة مباشرة او غير مباشرة، انها لا تؤيد رئيس الوزراء المقبل اذا اختير من السياسيين الذين كانوا في السلطة بالسنوات الماضية بلا فرق بين الحزبيين منهم والمستقلين، لان معظم الشعب لم يعد لديه أمل في أي من هؤلاء بتحقيق ما يصبو إليه من تحسين الاوضاع ومكافحة الفساد".

يشار إلى أن عدة أطراف سياسية بينها تحالفا الفتح وسائرون، طالبت العبادي بتقديم استقالته على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها محافظة البصرة والتي تخللتها أعمال عنف أودت بحياة ما لايقل عن 18 شخصاً منذ بداية الشهر الجاري. انتهى

التعليقات