الحياة الاستثنائية

د.يسر الغريسي حجازي
من منا لم يشعر بالحاجة للتغيير في حياته؟ لماذا نخاف من التغيير؟ عندما يكون كل تغيير هو نسمة من الهواء النقي ، لماذا لا نستفيد منه لتحسين عاداتنا؟ إنه أمر بسيط لاننا كبشر ، نعيش على إيقاع عاداتنا التي يمكن أن تتسبب بخناقنا وتؤذي سعادتنا. لذا دعونا نأخذ بعض الاستراحات ونفكر فيما يمكننا القيام به، بدلاً من وضع حدود وحواجز لطموحاتنا. الطموح هنا، هي الأمل بايجاد بدائل اخري لوضع الروتين لدينا، وادخال تحسينات في حياتنا تجلب لنا مزيدا من المحبة، والاسترخاء وربما تحقق لنا الوئام الداخلي والخارجي. يجب علينا ان نفهم بكل بساطة، ان معركة الحياة هي ان نراجع ما كدسناه من نجاحات واهم من هذا ان نتباها ونفتخر بها، بحيث ان يدفعنا ذلك لإكمال روائع اخري. وكلما قدرنا نجاحاتنا ، كلما حققنا تطوير اكبر لإمكاناتنا ووعينا.
أقترح هنا، أن نتحلي بالشجاعة لنهنئ أنفسنا على تحقيق معالم هامة في حياتنا ، لأن عوض عنا لن يقوم احدا بفعل ذلك لنا. سوف يتم ذلك في حالة كنا امواتا او بالتاكيد ، في عنوان صغير على أحد وسائل الإعلام في بلدنا ينص علي امجادنا بما لم تجرؤ اي صفة رسمية على إخبارك به خلال حياتك. لذلك تبدو الحياة جهادا مستمرا لمكافحة العوائق و تحديها ، وقبول الحقيقة عارية وبدون تزييف.
أعرف الكثير من الناس في الستينيات من العمر، قرروا الاستثمار في قضايا نبيلة مثل إنشاء جمعيات مجتمعية، أو الانخراط في مساعدة المحتاجين. هذه الأعمال الإنسانية، هي بمثابة مسارا هاما في الانتماء الاجتماعي، وهوية الفرد، وكذلك االرضا الشخصي، واحترام الذات. إن القيام بعمل تطوعي مثل التبرع ، اوالانتظام في العمل المجتمعي، أو توزيع وجبات ساخنة للمشردين هو استثمار إنساني ، وعمل نبيل.
كما ان المسالة تتمحور حول تفسير الانتماء الاجتماعي، والهوية. إن المبادرات التي يتم اتخاذها فجأة في مرحلة معينة من الحياة ، هي تراكم مميز لما تعلمناه خلال مسيرتنا المهنية، وديناميكية تغيير مع ابداع معجمي و سياقي تتمثل مهمته في اظهار ضوابط مستجدة، تساهم في تعزيز التواصل بين الناس. من المفهوم، أن بعد سنوات طويلة من العمل في ظل الانضباط والقيود البيروقراطية ، ان نبحث عن التغيير من خلال مصطلح التعايش لخلق ثقافة الاسهام التبادلي.
لن يساعدنا ذلك فقط على المساهمة في التنمية البشرية ، ولكن أيضًا لتبني خلافاتنا وأسئلتنا من أجل صياغة ميثاق سلام مجتمعي ومتعدد الاختصاصات.
إن الرغبة في تغيير الحياة، يثبت أننا نسعى للحصول على رضا جزئي
وذكاء جديد ستكون قيمته ذات أهمية أخلاقية. إن تغيير المسار في الحياة، يعني البحث عن حياة ذهنية أخرى حيث يجب تقييم السلوك البشري، ووضعه في الإضاءة. كما أن ذلك، بمثابة تغيير عاداتنا إلى انشطة اخري أكثر مرونة وقريبًا من الناحية الإنسانية. كيف الآن شرح الشعور بأننا غير قادرين على اتخاذ خطوات جديدة في بعض الأحيان، وانغماسنا في الاكتئاب؟ إنها في الواقع حماية معينة للذاتية، وهي تتمثل في العزلة والهروب من الواقع. هل ستكون هزيمة؟ نعم هي للأسف هزيمة يتعين التغلب عليها، لانها تساهم في انخفاض قدرة الذكاء البشري لتعزز الصور النمطية المخزونة في الذاكرة، وهي تمنعنا من التحرك. إن التوقف مرة واحدة من النشاط، هو الاستسلام للطاقات السلبية و أن نقول لا لمتعة الحياة. لا يمكن تحقيق هدف الحياة، إلا من خلال تقييم أعمالنا. ونحن نفهم هنا أن الذكاء هونموذج معرفي بامتياز، وأن التفكير يخلق مهارات أخلاقية عالية.
وفقا لعالم النفس الأمريكي لويس ليون ثروستون، الذي تركزت ابحاثه حول علم النفس التجريبي، بما في ذلك القياس النفسي، وعلم النفس البدني على أساس الذكاء البشري، والتنفيذ العملي للقدرة على التكيف الناتجة عن المهارات. ان تصوره لنموذج "قانون الحكم المقارن" ، أصبح مشهورا بسبب نجاحه في تحليل العوامل ، وتطبيقها على دراسة القدرات الفكرية ، التي هي عامل التحليل وطريقة لإحصاء متعدد المتغيرات للاسرة ، يستخدم لوصف مجموعة من المتغيرات المرصودة ، باستخدام المتغيرات الكامنة (غير ملحوظة).
تم إنشاء هذا الأسلوب من قبل عالم النفس البريطاني تشارلز إدوارد سبيرمان ، ويستخدم في علم النفس، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية ، وبشكل أعم في أي تخصص يتناول كميات كبيرة من البيانات. في حين أن النظرية السببية للدافيدسون (1963) ، في مقالته "الإجراءات والأسباب" ، تنص علي اننا نتصرف عمدا وفقا للأسباب الرئيسية للاعمال التي نريد القيام بها.
في حين أن الاعتراضات علي التعقيدات، هي حجة الارتباط المنطقي وغياب القوانين المعتادة للسلوك. ولذلك يتم تقييم البشر على أساس أفعاله ومواهبه وخبراته (الفهم التحليلي ، التصورات ، سرعة الاستيعاب ، وقدرة الإبداع). هي التي تحدد كل عامل فيه أبعاد حقائق معرفية ، وحجم المعلومات وترتيبها في حياتنا.
التعليقات