الاقتصاد شديد الانهيار هو أحدث سلاح يهدد الحياة في اليمن

رام الله - دنيا الوطن
مع انخفاض الريـال اليمني إلى أدنى قيمة له في التاريخ، يكافح ملايين الناس من أجل البقاء على قيد الحياة.

وكان الريـال اليمني يتداول بسعر 630 دولاراً أميركياً في مدينة عدن جنوب اليمن يوم أمس، مسجّلاً ارتفاعاً من 425 في شهر كانون الثاني/يناير، وانخفاضاً من 250 في بداية الصراع. إن انخفاض قيمة العملة اليمنية يتوافق مع ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، مما يجعل ملايين الناس غير قادرين على شراء ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتهم اليومية.

وفي هذا الصدد قالت أسماء وهي مواطنة في مدينة الحديدة: "تضاعف سعر الغذاء منذ عطلة نهاية الأسبوع –حتى أن شراء البيضة يعد مكلفاً جداً الآن. جاء إلينا جيراننا اليوم طالبين الأرز والبصل لإطعام أطفالهم. كنا في السابق نوفر ما باستطاعتنا لكي نساعد المتسولين في الشوارع، أما الآن فليس لدينا ما نقدمه".

إن الاقتصاد شديد الانهيار يفاقم الأزمة الإنسانية المدمرة التي يواجهها اليمنيون من حيث ازدياد العنف المتطرف والأمراض المنتشرة والنزوح والجوع. إن أكثر من 8 ملايين شخص هم على حافة المجاعة، الأمر الذي يعرضهم لخطر أكبر حيث أصبح اليمن البلد الذي تعد فيه الكوليرا الأكثر تفشياً في العالم.

وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن محمد عبدي: "لدى هذا الانهيار الاقتصادي القدرة على قتل اليمنيين بشكل أكبر من العنف. إنه لأمر مدمر أن نرى أن السكان اليمنيين المنهكين أصلاً لا يزالون يتعرضون لأي عقبة يمكن تصورها من أجل البقاء".

للحرب في اليمن التي هي الآن في عامها الرابع تأثير غير متناسب على المدنيين الذين يزيد عدد القتلى والجرحى بينهم عن 60،000 منهم قتلوا أو جرحوا. وأجبرت الاشتباكات البرية الثقيلة والغارات الجوية والضرورة الاقتصادية أكثر من ثلاثة ملايين شخص على النزوح من ديارهم منذ اندلاع الصراع ، بما في ذلك أكثر من 350،000 شخص منذ بداية شهر جزيران/يونيو.

وأضاف عبدي قائلاً: "التنازلات الصغيرة من أطراف النزاع غير كافية لمنع اليمن من الوصول إلى نقطة اللاعودة. لقد حان الوقت لأطراف الصراع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليهم للانخراط في عملية مجدية تضع حداً لهذه الحرب التي لا معنى لها".

التعليقات