الظاهرة العاطفية

الظاهرة العاطفية
د.يسر الغريسي حجازي

علم اجتماع سيكلوجية اجتماعية

الظاهرة العاطفية 

 الأنواع الباقية على قيد الحياة ليست هي الأقوى ولا الأذكى ، ولكنها الأنواع التي تتكيف بشكل أفضل مع التغيير".   

تشارلز داروين

من منا لم يجهده الغضب؟ لماذا لدينا الكثير من المتاعب في السيطرة على الغضب؟ كيف نتغلب على لحظات الغضب ونمتنع عن التفاعل؟ من الواضح، أن هناك أوقات نفقد فيها جميعنا توازننا العاطفي لكي نقع في حالة من الاكتئاب والكرب. 

كيف تتحكم في ردود أفعالك ، عواطفك ، وتخفيف الضغط عن نفسك؟ لمن نتحدث في لحظة الغضب؟ سوف تتعرف على مسار التوازن العاطفي ومفاتيح الفرج للحصول علي حياة أفضل. وذلك من خلال بعض النصائح التي وصوا بها اهم  باحثين واخصائيين علم النفس . هناك فضائل متعددة من شانها ان تقلل من مخاطرالانهيار العصبي، في حين أن الحل الوحيد للسيطرة علي التوازن العقلي  يكمن في الحفاظ على معنويات عالية. ان عالمنا العاطفي صعب ويؤثر علي الحالة المعرفية عند الإنسان. لا يمكن أن يعيش المرء متقوقع وفي العزلة بعيد من الاحتكاك مع الاخرين. اما المشاعر الجيدة، هي جزء من النظام البيولوجي للإنسان ، وكافحه من أجل البقاء، ورفض الموانع ، والإجهاد، والاكتئاب. 

كما ان النظام الدفاعي الخاص بالانسان ، يوجه من المهاد في الجزء الأولي من دماغه. وفي النظرية المعرفية  لكانون وبارد (1929) ، هناك تاكيد علي ان العاطفة  ظاهرة معرفيّة  يشعر بها الانسان وهي قابلة علي التأثير الفسيولوجي والجسديّ "لقد تحرّكنا لأننا نفكر" (كانون وبارد ، 1929).

 لذلك، يعتبر الإجهاد عاملاً ضارًا يهاجم ويؤذي التنمية البشرية. في نظرية كانون ، تعد العاطفة نظام الدفاع الاحتياطي ، مثل التعامل مع التوتر أو الفرار منه. على سبيل المثال ، علامات الإثارة في الجسم تجعل التنفس متشنجًا ، وتزيد من ضغط الدم وصعوبة التنفس وكذلك علامات الضعف، وخفض دفاعات جهاز المناعة. هذه العلامات واضحة عندما نتعرض للهجوم من بعض المواقف الاستفزازية. هناك أيضًا اضطرابات هضمية وظيفية يمكن أن تؤثر على جهاز المقاومة لدينا. وقد أظهرت التجارب علي الحيوانات في المختبرات، أن استجابات الإجهاد تهز الجسم وجهاز المناعة.

علي سبيل المثال، في وقت يكون الحيوان يشرب مياه النهر و يفاجئه وجود حيوان مفترس بجانبه. يبدأ قلبه ينبض بسرعة كبيرة، كما تتجمع دمائه في اطرافه السفلية ويقوم بالهروب ، بنفس الطريقة التي يهرب بها الانسان لما يشعربالخطر. وهذا ما يسمى "إجهاد هروب الحيوانات". في حين أن ضغط الاجهاد علي البشر يتميز بالخوف، والكرب في مواجهة خطر محتمل مثل عندما يقود السيارة ، وفجأة يري سيارة تتجه نحوه مباشرة. إنها "اجهاد الهروب البشري". ومع ذلك ، فإننا نشعر بالتوتر يوميا ، في الأسرة ، في العمل ، وحتى في المجتمع. 

لذلك ، تعتبر الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات الخارجية مهمة للتكيف مع البيئات الأكثر تحديًا، وذلك من اجل الاندماج المجتمعى ، والاستمتاع في نفس الوقت. إن ممارسة المواطنة، نموذج قيم في محاربة التوتر والاكتئاب. 

كما إن التعاون بين الناس، والعمل الجماعي، والتضامن ، واحترام بعضهم البعض لهم أهمية كبيرة في حماية أنفسنا من التوتر، والحصول علي حياة هادئة. 

وتساعد فضائل الحياة على جعلنا نشعر بالفهم والرافة تجاه الآخرين. وفقا لبييررو فيروسي ، هناك 7 عوامل إيجابية يمكن أن تجعل حياتنا أسهل وتسعدنا ، مثل:

1) التعاطف الذي يعلمنا أن نتحلى بالصبر والتفهم تجاه الآخرين ،

2) الحياء ، لأن التواضع يمنحنا الإصغاء للآخرين ،

3) الكرم الذي يعلمنا أن نمنح المتعة للآخرين وأن نتلقى المعاملة بالمثل

4) الاحترام الذي يمنح لكل واحد منا فضائه، و حرية الخاصة ،

5) الولاء ، وهو الفضيلة التي تقوي الأسرة والنسيج الاجتماعي ،

6) الامتنان الذي يغذي ثقافة الصراحة، والوفاء الفردي والجماعي

7) اللطف ، يولد الرفاه والسخاء بين الناس

كما ان اللطف والمعاملة الحسنة بين الناس، مصدر سعادة وسبب للقتال بفعالية ضد الإجهاد والأمراض النفسية. 

   اما العلاقات الاجتماعية الجيدة، فهي  تبني احترام الذات وتبعد الموجات السلبية والمزاجات السيئة. دعونا نكون سعداء ونمنح السعادة للآخرين. 

التعليقات