"حانوتي" يشكي قلة الأموات بعد "صدام حسين" ويعتذر لاحقاً

"حانوتي" يشكي قلة الأموات بعد "صدام حسين" ويعتذر لاحقاً
مقبرة وادي السلام (أرشيفية)
رام الله - دنيا الوطن
اضطر الحانوتي "دفان الموتى" العراقي ملا جبار، إلى الاعتذار عن ظهوره في مقطع مصور، وهو يتحدث عن انتعاش عمله إبان حقبة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بسبب تزايد حالات الإعدام، في حين أكد أن الوقت الحالي (وقت تسجيل الفيديو وهو غير معروف) يشهد سوق دفن الموتى كسادًا ملحوظًا.

وظهر ملا جبار، وهو يعمل في مقبرة وادي السلام بمحافظة النجف، في مقطع مرئي بث مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق وأعادت نشره ارم، وهو يقول لأحد الصحفيين الأجانب: إن عملنا "جيد وغير جيد" استفدنا من صدام كثيرًا، ففي حالة عدم وجود "شهداء" جرّاء حروبه تأتي عشرات حالات الإعدام من السجون، بسيارة الآيس كريم.

وأضاف أن صدام كان يقوم بعمليات الإعدام 3 مرّات في الأسبوع؛ يوميّ الأحد والأربعاء للرجال، والثلاثاء للنساء، مشيرًا إلى أن منظمات حقوق الإنسان الحالية دمّرت العراق لرفضها القتل والإعدام وغير ذلك، حسب تعبيره.


 



وتعرض ملا جبار إلى انتقادات واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا في حديثه حبًا بسقوط مزيد من القتلى للاستفادة منهم في حفر القبور لهم، خاصة أن حديثه عن حقبة صدام لم تأتِ على سبيل الانتقاد والاستياء، بل بدا مادحًا لتلك الأيام وناقمًا على منظمات حقوق الإنسان.

وقال مستخدمون على الشبكات الاجتماعية إن ملا جبار ناقم على الإنسانية، فهو يريد مزيدًا من القتلى للاستفادة من أموال دفنهم، في حين قال آخرون إنه ينطلق من مبدأ "مصائب قوم عند قوم فوائد".

واعتبر الشاعر ريسان الجوداوي ملا جبار متخليًا عن إنسانيته، وقال في تعليق له: "حينما يتجرد الإنسان من إنسانيته يكون في حشوة رأسه موظف في الطب العدلي".

وسخر آخرون من طريقة جبار في حديثه وحاجته إلى مزيد من القتلى رغم المعارك التي يخوضها العراق ضد داعش، ووصول أعداد هائلة من القتلى جرّاء ذلك، فضلًا عن القتل المتفشي بسبب العصابات والمليشيات.

لكن الناشط أحمد عبد مدح الدفّان النجفي المعروف "علي العميّة" وقال: لما سمعت كلام "ملا جبار" قلت اللهم احفظ لنا الدفان "علي العميه"  فهو أرحم من هذا الوحش، وعلي العمية رغم أنه ينشط على الشبكات الاجتماعية وينشر صور دفنه للموتى وأسعار الدفن إلا أنه غير حاد كالملا جبار.

وعلى إثر انتشار المقطع المرئي الذي رأى فيه العراقيون مناسبة للحديث عن واقعهم المؤلم حالياً،  قدّم الملا جبار اعتذارًا وقال إنه لم يقصد مدح الأفعال التي تودي بحياة المواطنين، وإنما كان يتحدث من جانب مالي واستفادةٍ فقط.


 



وأضاف جبار، في مقطع نشره أمس الجمعة، أنه لم يقصد مدح صدام أو قتل أحد المواطنين، مشيرًا إلى أن خمسة من أفراد أسرته قتلوا في تلك الفترة.

وكثيرًا ما اضطر مواطنون عراقيون إلى تقديم اعتذار عن آراء سياسية أو أحاديث تصدر منهم أمام الكاميرات، إذ يفيد نشطاء على مواقع التواصل بأن عصابات مسلحة تتبع أحزابًا سياسية تهدد من يرفض الاعتذار في مثل تلك الحالات، خاصة في المحافظات الجنوبية التي تنشط فيها.

التعليقات