اتحاد الكتّاب الفلسطينيين: سميح القاسم أدى الرسالة وأبقى الوصايا أمانات

اتحاد الكتّاب الفلسطينيين: سميح القاسم أدى الرسالة وأبقى الوصايا أمانات
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بياناً في الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، أكدت فيه على مكانة الشاعر الراحل وما تركه من أثر بديع في الحياة الثقافية الوطنية، والعربية، وما حققه من تقدم كبير في إيصال رسائل الانتماء للأرض، والتشبث بها، وفضح المحتل الغاشم، فكان سفيراً من خلال الشعر عن الشعب الفلسطيني الواحد، إلى العالم بأسره، ومن أشعاره ما ألهب الوجدان، ودبّ الحماسة في النفوس، وأصبحت كلماته أغانٍ تشحن الهمم، وتغذي الروح.

وجاء في بيان الأمانة العامة الذي صدر في الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر سميح القاسم: "إذ نذكر الشاعر الكبير سميح القاسم، في أغسطس المؤلم، نرتاح إلى ما تركه خلفه للأجيال القادمة، الذين سيذكرون عنه أشعاراً ترجع إلى البيت الفلسطيني الكبير، قبل النكبة وقبل النكسة، واللجوء والنزوح، وإنّ قصائده ظلت حتى أنفاسه الأخيرة، تمشي في فلسطين الواحدة، من عكا حتى رفح، ومن بحرها إلى بحرها، خارطة الحبّ التي لا يمكن المساس بها، فالقصائد تتقدم نحو الكل، لا تقبل قسمة الوطن، مهما أصابته النوازل، وسميح منذ ظهوره على مسرح الشعر المقاوم، وحتى رحيله وهو يتمسك بوحدة الروح الفلسطينية، لم يستجب لكل محاولات التخفيف من نبرة الوطن الواحد، ولم يقبل أن يكون حامل سكينٍ ليقطع ويقتطع من التراب الوطني".

وجدد الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، تمسكه بحفظ التراث الأدبي للأدباء الفلسطينيين، أينما وجدوا، وإن رحلوا عن عالمنا، ليبقى إبداعهم حاضراً، ومتنقلاً بين الأجيال، و سميح القاسم شاعر الانتماء والقضية، منذ مواكب الشمس، وأغاني الدروب، ودمي على كفي، وهو يقول عن دخان البراكين، وسقوط الأقنعة، ليشحن النفوس بصمود متجدد بـ ويكون أن يأتي طائر الرعد، ليدخل بستان النضوج السميك في ديوان قرآن الموت والياسمين، والموت الكبير، وغيرها الكثير حتى المسيح الذي لم يصلب بل شبه لهم، وديوان الحماسة في جزئين، إلى أن وضع بين يدي القارئ أحبك كما يشتهي الموت، مروراً بمنتصب القامة أمشي، وانتهاءً بغض النظر التي كانت أخر أعماله الشعرية، قبل أن يترجل عن الحصان، بعد مرض عضال أخسرنا إياه، وشق له درب الغياب الأبدي.

ودعا الاتحاد العام للكتّاب والأدباء ضرورة التنقيب في أعمال القاسم، وتناولها برسائل الدراسات العليا، للاستفادة من هذه الأبحاث، واثراء الأجيال القادمة بجوهرة فلسطينية مبدعة، صنعها القاسم بكل إتقان وتفاني.

رحم الله الشاعر الكبير سميح القاسم، الذي أحبه الأدباء من بعد جمهور عريض، كان يصطاد من قريحته شجي العبارات، ويصغي من حنجرته النارية حماسة تليق بالوجع الفلسطيني.

التعليقات