موقع بريطاني: هذا ما عرضته إسرائيل على حماس مقابل التهدئة بغزة

موقع بريطاني: هذا ما عرضته إسرائيل على حماس مقابل التهدئة بغزة
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
كشف موقع (ميدل إيست آي) البريطاني، أن مفاوضات متقدمة بين إسرائيل وحماس، قد تفضي إلى توفير ممر مائي يمثل متنفساً لسكان قطاع غزة المحاصر، في مقابل وقف العمليات العسكرية ضد الإسرائيليين، وذلك في إطار صفقة يتم التحضير لها بوساطة مصرية.

ونقل الموقع البريطاني، عن قيادي في حركة حماس لم يسمه، تأكيده أن إسرائيل، قدمت عرضاً يتمثل في فتح كل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتوفير ممر بحري يربط بين هذا القطاع وجزيرة قبرص، وذلك في مقابل، وقف كل الهجمات التي تنطلق من غزة.

واعتبر الموقع، أن هذه الجهود، إذا كُللت بالنجاح، فإنها سوف تقدم متنفساً كبيراً لقطاع غزة المحاصر وحركة حماس التي تشرف على إدارته؛ إلا أن هذه التطورات التي تجري بوساطة مصرية خلفت ردود فعل سلبية في رام الله، حيث اعتبر عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح، أن حماس تشارك في مخطط عدائي سوف يضرب الوحدة الفلسطينية، حسب الموقع.

ونقل الموقع، عن عزام الأحمد، المسؤول في حركة فتح عن ملف المصالحة الفلسطينية، قوله: إن المفاوضات مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار والهدنة في غزة، وإجراء ترتيبات منفصلة خاصة بهذا القطاع، تعني أن حماس تشارك في مخطط عدائي، يهدف لفصل غزة عن دولة فلسطين، كما هو معترف بها دولياً على حدود 1967".

وأشار الموقع، إلى أن تفاصيل هذا الاتفاق، تأتي في وقت ذكر فيه مصدر من داخل حماس، أن الحركة حققت تقدماً مهماً في محادثاتها مع إسرائيل، نحو إبرام هدنة طويلة المدى، بينما تؤدي مصر دور الوساطة في هذه المفاوضات، التي يعتقد بأنها جزء من مخطط (صفقة القرن) الذي وضعته الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط.

وأضاف الموقع، نقلاً عن المصدر نفسه في حماس، أن إسرائيل تخلت عن مطالبها التاريخية، ومن بينها نزع سلاح الحركة، ووقف حفر الأنفاق، والإفراج عن الإسرائيليين المختطفين والمفقودين في داخل القطاع، وفي الأثناء تحاول حركة حماس التركيز على منح الأولوية للمشاريع الإنسانية، مثل توفير المياه والكهرباء والصرف الصحي.

وأضاف المصدر نفسه، أن العائق الأكبر لحد الآن في هذه المفاوضات تمثل في تحديد التوقيت، الذي سوف تحصل فيه حماس على الممر البحري، الذي يفترض أن يمتد من غزة إلى قبرص، فيما تم حل بعض المسائل اللوجستية الأخرى المتعلقة بهذا الممر.

كما نقل الموقع، عن هذا المصدر في حماس، تأكيده أنهم اتفقوا على وضع هذا الممر البحري تحت إشراف السلطة الفلسطينية، تماماً مثل معبر رفح، كما سيخضع أيضاً للمراقبة الدولية.

وكشف المصدر، وفق الموقع، أن إسرائيل تريد الانتظار إلى أن يقوم الجانبان بتبادل الأسرى قبل فتح الممر، ولكن حماس تُصر على القيام بالعكس، وذلك من أجل المسارعة للاستجابة للحاجيات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، الذين يعيشون تحت الحصار منذ 11 سنة.

وذكر الموقع، أن مسؤولاً إسرائيلياً تحدث عن هذه المسألة مع صحيفة (هآرتس)، وأكد وجود محادثات حول فتح ممر بحري، رغم عدم وجود توافق داخلي حول هذا الأمر في إسرائيل.

وأضاف المسؤول، أن إسرائيل لن توافق على مناقشة المشاريع الإنسانية إلا في صورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين لفترة مطولة، وتسليم جثث الجنود الإسرائيليين الموجودة في غزة، إلى جانب اثنين من الأسرى.

وأكد الموقع، أن التخمينات كثرت خلال الأيام الأخيرة، حول قرب موعد الإعلان عن اتفاق نهائي، وتم تسريب تفاصيل خطة من ست نقاط في أعمدة الصحف، وفي الأثناء كثف رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، من تنقلاته بين تل أبيب ورام الله، دون مقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقال إنه كان منشغلاً بمسائل أخرى.

وأضاف الموقع، أن قياديين من حركة حماس، والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى من قطاع غزة، دخلوا إلى مصر في وقت متأخر من يوم الخميس، متجهين نحو القاهرة، ولكن مصادر عديدة، أكدت أن الإعلان النهائي عن الاتفاق، لن يتم إلا بعد عطلة عيد الأضحى، التي تنتهي يوم الجمعة.

وأشار الموقع، إلى أنه في خضم هذه التطورات، لوحظ غياب قيادة حركة فتح، التي ينتظر أن تلتحق بالمحادثات في القاهرة في وقت لاحق.


فيما اعتبر عزام الأحمد أن "مواصلة حماس الانخراط في المحادثات دون حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، لا يخدم إلا مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تعملان على خلق دويلة في قطاع غزة".

ونقل التقرير عن الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت قوله: "إن حماس نجحت بفضل تكتيكاتها العسكرية في تشكيل قوة ردع، أجبرت إسرائيل على تقديم تنازلات، والجميع يتذكر الشلل الذي أصاب مطار تل أبيب في حرب سنة 2014، وهو أمر لا يريده بنيامين نتنياهو أن يتكرر".

التعليقات