حنا: يجب ان تُبذل جهودا اكبر من اجل انهاء حالة الانقسام

رام الله - دنيا الوطن
 استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم وفدا من أساتذة جامعة بيرزيت والذين يقومون بجولة في البلدة القديمة من القدس حيث زاروا المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومن ثم كان لقاءهم مع سيادة المطران في الكاتدرائية حيث رحب بهم مشيدا بجامعة بيرزيت ودورها الاكاديمي والتعليمي والثقافي والفكري والوطني كما وأشاد بدور كافة الجامعات والمؤسسات الاكاديمية على ما تبذله من جهود في خدمة هذا الوطن وفي خدمة هذا الشعب المناضل والمكافح من اجل الحرية .

مؤسساتنا التعليمية بكافة مستوياتها يجب ان يكون لها دور رائد في تكريس ثقافة الوحدة الوطنية والتآخي الديني بين كافة مكونات مجتمعنا الفلسطيني كما ان لمؤسساتنا الاكاديمية يجب ان يكون دور ريادي في انهاء الانقسامات والتصدعات القائمة في فلسطين والتي لا يستفيد منها الاحتلال الذي يستثمر انقساماتنا لكي يمرر مشاريعه وسياساته بحق القضية الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس بنوع خاص .

اما المسيحيون الفلسطينيون فهم مكون أساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ونحن نرفض بأن يصفنا احد بأننا اقلية في وطننا لأننا لسنا كذلك كما اننا لسنا امتدادا للغرب ومرجعيتنا ليست في الغرب ونحن لسنا بضاعة مستوردة من الغرب بل نحن اصيلون في انتماءنا لهذا المشرق العربي ولغتنا هي اللغة العربية وانتماءنا هو الانتماء العربي وقضيتنا هي القضية الفلسطينية التي هي قضية كافة أبناء شعبنا الفلسطيني مسيحيين ومسلمين .

ننادي دوما بالدولة المدنية ونتمنى ونطالب بأن تكون فلسطين دولة مدنية ديمقراطية لا يتحدثون فيها بلغة الأكثرية او الأقلية بل يتحدثون فيها بلغة المواطن الذي يحق له ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي ارضه المقدسة.

وفي وثيقة الكايروس الفلسطينية شددنا على مبدأ الدولة المدنية لان الدولة المدنية هي تلك التي تحفظ وتصون حقوق جميع المواطنين ويجب ان نؤكد دوما كفلسطينيين على مبدأ الدولة المدنية فشعبنا الذي قدم الشهداء وقدم كل هذه التضحيات يحق له ان تكون عنده دولة متميزة بمدينيتها وديمقراطيتها ورقيها فهذه هي فلسطين التي نطمح بها .

اعداءنا يريدوننا ان نكون في حالة يأس واحباط وقنوط ويريدون لثقافة الاستسلام والضعف ان تتغلل الى مجتمعنا وعلينا ان نقاوم هذه الثقافة بالفكر والقيم والصدق الاستقامة والإنسانية والوطنية الصادقة .

لا يجوز لنا ان نقبل بأن يعيش ابناءنا في حالة استسلام وضعف ويأس واحباط وقنوط نتيجة هذه الصورة القاتمة التي نراها امامنا ونلمس وجودها بل يجب ان نكرس ثقافة التفاؤل والامل لأننا أصحاب اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ، ومهما كثر المتآمرون والمتخاذلون ومهما كثرت المؤامرات التي تستهدفنا فلا بد للحق ان يعود الى أصحابه وانني على يقين بأن كل المؤامرات التي تستهدفنا كفلسطينيين ستبوء بالفشل بما في ذلك صفقة القرن المشؤومة التي نسمع عنها والتي لن تمر بوعي ووحدة وصلابة شعبنا.

قدم للوفد بعض الاقتراحات العملية حول دور الجامعات المأمول في تكريس ثقافة الانتماء للوطن والقضية وتكريس ثقافة الوحدة والاخوة والسلم الأهلي بين كافة مكونات مجتمعنا الفلسطيني كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .