لقاء حول استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في خلق فرص عمل للشباب

لقاء حول استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في خلق فرص عمل للشباب
رام الله - دنيا الوطن
نظم ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية يوم الخميس الموافق 16-8-2018م، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية ورشة عمل شبابية بعنوان "استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تقديم الأفكار والمفاهيم الريادية للشباب"، وذلك في قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله، بمشاركة نخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من الأستاذ إياد إشتية مؤسس ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية الذي أكد على الملتقى هو مؤسسة فلسطينية شبابية تأسست من قبل مجموعة من الشباب الحالمين الذين تجمعهم رؤية مشتركة لبناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي قائم على أساس احترام حقوق الشباب وضمان مشاركتهم المجتمعية بكافة أشكالها، مضيفاً أن الملتقى يسعى من خلال شراكاته ولا سيما شراكته الاستراتيجية مع مؤسسة فريدريش ناومان، إلى تعزيز النهج الليبرالي المرتكز على ثقافة الديمقراطية وسيادة القانون، ومن هنا يعمل الملتقى على إنشاء برامج وعقد أنشطة، تعمق الوعي، وتقوي الشعور بالمسؤولية الجماعية عند الشباب، وإلى إثراء ونشر المعرفة العلمية المتخصصة حول الحرية، والديمقراطية، والمشاركة السياسية، وحقوق الإنسان، والمجتمع المدني، والمواطنة، وسيادة القانون، وثقافة تقبل الحوار وتقبل الآخر، وغيرها.

وقال اشتية، أن رسالتنا في اليوم العالي للشباب تتمثل بإيماننا بقدرات شبابنا الفلسطيني، الذي تصدر الصفوف في قضيته الوطنية، واليوم نتطلع الى دور الشباب في تحسين ظروفه وتحقيق ذاته، فبدأنا بالعمل على كيفية التحوّل نحو اقتصاد المعرفة وخلق بيئة حاضنة للمؤسسات الناشئة وريادة الاعمال لمساعدتها على النمو والازدهار، فقد آن الأوان أن نعمل على تطوير اقتصادنا من خلال إيجاد فرص جديدة وواعدة في صناعة الوظيفة وتحسين الدخل من خلال استثمار التكنولوجيا، وعلينا أن نقتنع بأن استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز المفاهيم الريادية للشباب هي التي تشكل حلاً للاقتصاد الوطني، وتقلل من البطالة وتمهد نحو عيش كريم.

وفي مداخلته رحب الدكتور"Ulrich Wacker"، مدير مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بالحضور، وقدم شرحاً عن عمل المؤسسة وعن دورها على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات السياسية، من خلال شبكة مكاتبها المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، حيث تسعى جاهدة لتحقيق مبدأ حرية الإنسان المقترنة بكرامته في كافة قطاعات المجتمع الذي تتواجد فيه بالتعاون مع شركائها.

وأشار "Wacker" إلى أن المؤسسة الألمانية ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص المساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية.

من جهته ركز د. سليمان أبو دية رئيس دائرة فلسطين في المؤسسة على أهمية دور الشباب الذي يقع على عاتقها تحمل أعباء المرحلة المقبلة، معرباً عن أمله في إيجاد دور أكبر للشباب من خلال إتاحة الفرص لهم وإعطائهم دور بالمساهمة في صنع القرار مع تأكيده على أن التغيير يبدأ من الشباب أنفسهم، وداعياً إلى استمرارية العمل على قاعدة الشراكة الفاعلة بين الجميع مؤسسات وهيئات وأفراد لما فيه من مردود ايجابي على شبابنا الفلسطيني.

وتعزيز قدرات الشباب والارتقاء بواقعهم ومنحهم الفرص والحرية التي تجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع وقادرين على التغيير للأفضل.

وتحدث في اللقاء الشاب المبدع حسان جدو مؤسس شركة سوشال استوديو، ومدير شركة كونسبت، الذي عرض تجربته كنموذج للشركات الريادية في فلسطين أدخلت مفهوم جديد للإعلام الاجتماعي، وهي الترويج من خلال المنصات الاجتماعية والرقمية واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الوصول للجمهور، والتي ساهمت في رفع وعي الناس أكثر بالنشاط الإعلامي الاجتماعي، من خلال تقرير"السوشل ميديا" السنوي، الذي يتناول سلوك الفلسطينيين على المنصات الاجتماعية، وكيف ممكن الاستفادة من البيانات لتكوين خطاب أكثر فعالية لاستقطاب الجمهور.

واستضاف اللقاء نموذج متميز لتجربة شبابية ناجحة في الاستثمار التكنولوجي، اذ تحدث به كل من الشابان يوسف دحدول ومحمد اشتية، ممثلي شركة (Mart.ps) أول شركة تجارة الكترونية فلسطينية، وهم نموذج لشباب ريادي مهدوا لافتتاح نوع تجاري جديد في فلسطين، خلقوا من خلاله أكثر من (35) فرصة عمل للشباب من أقرانهم، وعرضوا تجربتهم التي تفاعل معها المشاركين، والتي تحدثوا بها عن السياسات الادارية، والمخاطر، والانجازات، وكل ما يتعلق بهذا النوع التجاري الجديد في الوطن. 

وخضع المشاركون في اللقاء إلى تدريب عملي مع الناشطة الشبابية عبير النتشة مؤسس ومدير شركة "إلكترونياتي بينك"، وصاحبة محل "دكان التكنولوجيا، والتي تناولت العلاقة بين التكنولوجيا وريادة الأعمال، من خلال تدريب المشاركين على اليات خلق فرصة العمل من خلال الانترنت.

المشاركة لمار قرش من العاصمة القدس ثمنت دور ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية في سعيه إلى إنشاء برامج وعقد أنشطة هادفة إلى تعميق الوعي لدى الشباب، وتقوية شعورهم بالمسؤولية، وإلى إثراء ونشر المعرفة العلمية المتخصصة حول الليبرالية والحرية والديمقراطية والمشاركة المجتمعية وحقوق الإنسان، مما يساهم في إعداد جيل شبابي مثقف واعي بالقيم الإنسانية وقادر على حمل وإيصال رسالة الشباب الفلسطيني إلى العالم.

من جهته أكد المشارك فارس الاطرش من بيت لحم أن اللقاء كان ثريا بالمعلومات القيمة، مشيراً الى أهمية استثمار التكنولوجيا والانترنت في خلق فرص عمل جديدة ومبتكرة للشباب الفلسطيني، والدخول من خلالها إلى منظومات التسويق الإلكتروني وخدماتها، لضمان خفض نسب البطالة او المحافظة عليها دون تدهور في أسوء الأحوال كأولى الأولويات في عملية البناء والتنمية، الذي يمكن الشباب من المساهمة كشريك فاعل في المجتمع وفي الحياة السياسية والعامة.