جمعية النجادة الفلسطينية تعرض فيلم "هش" الأقرب لقضايا الفتيات

جمعية النجادة الفلسطينية تعرض فيلم "هش" الأقرب لقضايا الفتيات
رام الله - دنيا الوطن
تستمر جمعية " النجادة الفلسطينية " بمقرها بمحافظة شمال قطاع غزة، بعرض مجموعة من الأفلام المميزة ضمن مشروع " يلا نشوف فيلم! " , الذي تنفذه مؤسسة " شاشات سينما المرأة "، بالشراكة مع جمعية " الخريجات الجامعيات" في غزة , ومؤسسة "عباد الشمس" لحماية الانسان والبيئة , بتمويل رئيس من " الاتحاد الأوروبي" ضمن برنامج " تعزيز المواطنة و الحوكمة  في فلسطين" وبتمويل مساعد من مؤسسة  CFD"" السويسرية وممثلية جمهورية بولندا .

فقد تم اليوم عرض الفيلم الروائي " هــش "، للمخرجة الفلسطينية: " زينة رمضان" ، وذلك بمشاركة أكثر من (42) شخص من كلا الجنسين من مختلف الأعمار, والخلفيات الثقافية .

الفيلم يبدو الأقرب إلى قضايا الشباب، وتحديدا الفتيات المقبلات على الحياة، فهو يطرح موضوعا مهما في لحظتنا الراهنة، ، فقد ظهر في فيلم مشهد النساء اللواتي يضايقن "لمياء" فهن كناية عن الواقع الذي تعيشه المرأة التي تعمل على تذويت القهر ، فالمرأة تقوم بدور كبير في قهر الأنثى  التي كانت محور نقاش مهم للحضور، وتبادل الآراء في ما بينهم عن هذا المشهد.

 حيث أكد الأغلبية على ان من يتحمل المسؤولية لا يكون  ذلك للمرأة وحدها، فالنساء هن نتاج مجتمع وبيئة يعشن فيهما.

وظهر في مشاهد أخرى كيف لمجتمع النساء أن يضغط بقوة على نساء أخريات، ويدفع بهن للسير على نفس الطريق، والويل لمن تسلك طريقا مختلفا، حيث تنهشها عبارات اللوم والاتهام وقلة الحياء في أقل الحدود.

كما ظهر إبداع الفيلم للمخرجة بكيفية لانتقال من الواقع للخيال من خلال مشهد حديث "امرأتا الحوش" الذي ينتقل من الواقع إلى الخيال، فتتحولان إلى شبحين يطاردا الفتاة "لمياء"، وفي ذلك عمق مضاعف، فالأمر يتجاوز مسألة الحديث المباشر إلى مساحات عميقة من اللاوعي واللاشعور، وهو ما يقودنا إلى فهم أعمق لطبيعة الضغوط المجتمعية والمخلفات الثقافية التي تسكننا حتى من دون الاعتراف بوجودها المادي.

وفي الختام، لا تبدو المخرجة معنية بالتصارع مع المجتمع في فيلمها، لكنها تنحاز إلى الأمل ومساحة الحلم والتفكير، وظهر ذلك في مشهد ختامي تنهي فيلمها بلمياء تتحسس قناعها الأسود الذي يحمل شكل المرأة والرجل، في إشارة إلى تصالحها مع مكونات الحياة (الذكر/ الأنثى)، لكنه تصالح مشروط بتوقف كابوس الحكي والضغط اليومي الذي يلاحق الفتيات مهما كانت .

وأكد الحضور بمختلف أراءهم على عدم انتقاد الفتاة العزباء في المجتمع ،وتغير نظرة المجتمع السلبية اتجاه الفتاة؛ لأنها تؤثر تأثير نفسي سيء عليها بالإضافة إلى أنه يتضح في مجتمعنا مجتمع قائم على قمع الحريات، وطمس شخصية الأخر من خلال التدخل في قرارات وحريات الأخرين. 

كما بدا قلة الوعي الديني عند الناس وهذا هو السبب في انتقادهم للأخرين . كما يعالج الفيلم ظواهر سلبية من تقييد لحرية الفتاة، وعدم تمتعها بأقل حقوقها بالمجتمع،  في حين ان الرجل يتمتع بجميع حقوقه ويطمس حقوق المرأة ، وأكد الجمهور جميعاً على أن كل شخص يمر بمرحلة ضعف في حياته الشخصية فيجب عليه عدم الاستسلام والخضوع للضعف والنهوض مره أخرى؛  لمواجهة الحياة .

ومن هذا المنطلق أكد المناقشة "هبة نعيم"، أنه يجب أن يكون للفتاة كيان، وثقة بالنفس لتجاوز هذه الانتقادات وإثبات شخصيتها، وعدم الانهيار والانكسار بمجرد السماع للانتقادات والأفكار السلبية للأخرين ، فمن يتألم في مجتمعنا يتعلم؛  ليصبح أقوى وأفضل مما عليه ويعود لمواجهة الحياة والمجتمع .