الكلب "ماكس" يُعاني بسبب إسرائيل ولا علاج بغزة.. تفاصيل مؤلمة يكشفها صاحبه لـ"دنيا الوطن"

الكلب "ماكس" يُعاني بسبب إسرائيل ولا علاج بغزة.. تفاصيل مؤلمة يكشفها صاحبه لـ"دنيا الوطن"
الكلب ماكس قبل الإصابة
خاص دنيا الوطن
لم تكن أضرار التصعيد الإسرائيلي على غزة الأسبوع الماضي مُقتصرة على المواطنين فقط، والمباني التي كان آخرها مركز المسحال للثقافة والفنون، بل تعدت ذلك لتطال الكلب "ماكس".

حيث سقط الكلب ماكس – وهو من نوع (جيرمان شيبرد) الذي يترواح سعره بين (500$- 1000$) - من الطابق الـ 12 في أبراج المقوسي غرب مدينة غزة، جراء إطلاق مروحيات الاحتلال صاروخين على موقع الخيالة القريب من الأبراج يوم الأربعاء الماضي.

12 طابقاً كفيلة بقتله

يقول هشام جلال عزيزة، صاحب الكلب، حول تلك الليلة المشؤومة: "أسكن في روف بالأبراج على الطابق الـ 12، وأضع كلبي الذي اقتنيته منذ كان جرواً في قفص حديدي كبير على السطح المقابل، وفي كل مرة يحدث فيها قصف إسرائيلي يخاف ماكس كثيراً، لأنه يستشعر كأن زلزالاً يحدث بسبب الارتجاج واهتزاز الأرض، ويحاول الهرب من القفص، ويؤذي نفسه أثناء المحاولة".

وأضاف جلال: "حين يكون هناك تصعيد إسرائيلي، أخرجه من القفص، وأضعه على باب المنزل لأنه أكثر أماناً من السطح، وفي التصعيد الأخير، كنت أحاول تهدئته في كل ضربة، وأنجح في ذلك".

أما عن لحظة سقوطه، روى جلال لـ"دنيا الوطن" تفاصيلها: "حين حدثت ضربة إسرائيلية قوية، خاف الكلب ماكس، فكسر باب الحديد الموجود على السلم، وهرب بين السُكان؛ فلحقته واضطررت حفاظاً على أمان الناس، أن أُعيده للقفص الحديدي، رغم أنه ودود جداً، ويحب الأطفال، ويحبه الجميع في الشارع، ولم يكن أمامي حل آخر، فلو ربطته ربما سيشنق نفسه أثناء محاولته الهرب".

اللحظة المشؤومة

واستطرد جلال:"لحظة قصف موقع الخيالة الملاصق لمنزلنا، ارتعب ماكس، وكان يبحث عن مخرج ليهرب، فوقف على سور السطح المقابل للمنور، مع قوة الضربة، اهتز المكان وسقط ماكس من الطابق الـ 12 على مسطح أسمنتي".

قبل أن يلاحظ جلال ما حدث لكلبه ماكس، سبقه الجيران الذين سارعوا لإنقاذ الكلب، الذي كان ينزف بشدة من أنفه، ويبكي ألماً ويُعاني أعراض نزيف داخلي من احمرار العينين وتورمهما، وارتفاع درجة الحرارة، ونزيف من أنفه لا يتوقف.

اضطر جلال، أن يقوم بالإسعافات الأولية لماكس بنفسه، بعد أن حاول الاتصال بطبيب بيطري، ولم يُستجاب لاتصالاته لأن الوقت كان بعد منتصف الليل.

ضعف الطب البيطري في غزة

يقول جلال: "فور بزوغ الصباح، أخذت ماكس إلى طبيب بيطري، وحين فحصه وجد لديه رضوض في جميع أنحاء جسده، وضربة قوية على رأسه، وكان الهدف الأساسي، أن يُوقف النزيف ويراقبه لمدة 24 ساعة".

ويستطرد: "تم تغذيته بالفيتامينات وأدوية توقف النزيف، وأوقفت ارتفاع الحرارة بالكمادات لمدة 3 أيام إلى أن وقف النزيف، فركزنا على قدمه التي كانت تحتاج إلى تصوير بأشعة (X ray)، ولكن للأسف في كل غزة لا يوجد جهاز تصوير أشعة في العيادات البيطرية".

اضطر جلال، أن يلجأ لمراكز الطب البشري، الذين وافقوا على تصوير قدمه، وكانت النتيجة كسر كامل بعظمة الفخد، وأقر طبيبه المعالج بضرورة إجراء عملية بالبلاتين لأن الجبس التقليدي لن يصلح في حالته، ولكن للأسف لا يوجد قطعة بلاتين مخصصة في أي عيادة بيطرية في غزة.

محاولة مؤلمة فاشلة

قام طبيب ماكس البيطري بتجبيس قدمه بعد تخديره بشكل كامل بالجبس التقليدي في محاولة لإنقاذه، وتم لف الجبيرة بشبكة، لكن الكلب تمكن من التخلص منها وفك الجبيرة بسبب الألم، وتواصل صاحبه جلال مع أطباء بيطريين خارج غزة للاستشارة، وأجمعوا أنه يحتاج للبلاتين وإلا سيفقد قدمه.

يقول جلال: "لا يوجد حل سوى إيجاد بلاتين، والذي لا يتواجد سوى بالمستشفيات البشرية في غزة، والتي تُعاني مسبقاً من نقص حاد بسبب تزايد مُصابي مسيرات العودة".

ويوُاجه جلال الكثير من السخرية والانتقادات من الذين يرون أن الاهتمام بكلب أمر مُبالغ فيه، خاصة أن المواطنين في غزة يُعانون أيضاً، وحول رده عليهم يقول: "أنا لدي طفلين، حين أطعم أطفالي أطعم ماكس معهم، وحين أتسوق لأطفالي أتسوق لماكس أيضاً، حتى والدي حين يتصل للاطمئنان على عائلتي، يسألني عن صحة ماكس، ويداعبني بكلمة "ابنك الثالث".

إلى الساخرين .. كفى

وأضاف: "هذه روح أنا مسؤول عنها، كما أنا مسؤول عن أرواح عائلتي وأطفالي، وحين يسخر أحدهم مني ثم يرى مدى حزني الظاهر على ملامحي، يصمت ويستوعب أهمية الأمر بالنسبة لي وحساسيته، وفي المقابل هناك الكثير من المتعاطفين".

وختم جلال: "لا أهتم للتكاليف، أتمنى أن أجد من يُوفر لي البلاتين لأنقذ ماكس، فكل يوم أتأخر به تزداد حالته سوءاً، فعظمه متهتك من الداخل وكل حركة يتحركها يجرح اللحم من الداخل، وسينتهي به المطاف، إذا لم أنقذه بتعفن القدم وبترها".

لقطات للكلب ماكس قبل وبعد الإصابة:











التعليقات