إسناد تُهم لموقوفي (خلية السلط) تصل عقوبتها للإعدام

إسناد تُهم لموقوفي (خلية السلط) تصل عقوبتها للإعدام
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
أسند مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردني، أمس تهم القيام بأعمال مسلحة بحق الموقوفين، الذين ألقي القبض عليهم في مداهمة أمنية نفذتها قوة أمنية مشتركة، السبت الماضي، بمدينة السلط، لم يستبعد خبراء "تفريخ" خلايا مسلحة مماثلة لـ (خلية السلط)؛ بسبب تفشي الفكر المتطرف، وانتشار الهوية الفكرية" لتنظيم الدولة بين أوساط السلفية التكفيرية، ما يستدعي مواجهة حقيقية مع هذا الفكر.

فقد أسند مدعي عام محكمة أمن الدولة، أمس، للموقوفين في ما عرفت بقضية "خلية السلط"، تهم "القيام بأعمال مسلحة أفضت إلى موت إنسان، وحيازة وتصنيع مواد مفرقعة بقصد استخدامها في أعمال غير مشروعة، وحيازة أسلحة وذخائر بقصد استخدامها في أعمال غير مشروعة، وهدم بناء، والمؤامرة بقصد القيام بأعمال مسلحة"، بحسب ما جاء على موقع (الغد).

وبين مصدر في محكمة أمن الدولة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن التحقيقات ما تزال جارية إلى الآن، وبعد انتهائها تبدأ إجراءات المحاكمة علناً في محكمة أمن الدولة لتبيان عقوبة المجرمين حال إدانتهم.

وبحسب قانون منع الإرهاب لسنة 2006 وتعديلاته، فإن التهم المُسندة للموقوفين، تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقاً حتى الموت في حال إدانتهم محكمة أمن الدولة. 

إلى ذلك، أظهر المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقدته الحكومة ومديريتا الأمن العام، وقوات الدرك الأحد الماضي، خطورة الخلية المسلحة، التي تمت مداهمتها أمنياً مساء السبت الماضي في منطقة نقب الدبور بمدينة السلط، وأسفرت عن مقتل أربعة من القوة الأمنية، ومقتل ثلاثة مسلحين، كانوا يتحصنون بإحدى الشقق داخل عمارة سكنية.

وتبين أن عناصر الخلية المسلحة هم ممن يؤيدون تنظيم الدولة، وفق تصريحات وزير الداخلية، سمير مبيضين في المؤتمر الصحفي، وبالرغم من سقوط التنظيم وفقدانه مناطق ومدن كان يحتلها في العراق وسورية، إلا أن الهوية الفكرية للتنظيم، ما تزال تنتشر بين اوساط السلفية.

وتكمن خطورة عناصر خلية السلط، بحسب خبراء، في أن أعضاءها غير مرتبطين بتنظيم الدولة، فيما ما تزال هناك علامات استفهام حول صناعة العبوات الناسفة وتركيبها، ما يعني أن عناصر الخلية، هم من ذوي الخبرة، وتلقوا تدريبات قبل الشروع بتنفيذ مخططهم.

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمود ارديسات، يرى أن عدم ارتباط الخلية بتنظيم الدولة لا يقلل من خطورتها بل على العكس تكون الخلية بهذه الحالة أكثر خطورة، ويقول: "إن ذلك يعني أن هناك مؤشراً على أن هناك حواضن فكرية بدأت تشكل خلايا إرهابية، سواء حالياً أو في المستقبل".

ويضيف ارديسات: "المؤتمر الصحفي لم يكن فيه معلومات جديدة كثيرة، باستثناء أن هذه الخلايا كانت تخطط لعمليات كبيرة، وأنه كان هناك استعجال في القضاء عليها"، مستطرداً بقوله: "إن المؤتمر كان إيجازاً لما حدث، ويضع الناس بصورة تطورات العملية الأمنية".

ولا يستبعد ارديسات، في ظل عدم تحديد أهداف الخلية التي تم تفكيكها وضربها بالسلط، أن تكون الخلية تشكلت حديثاً، وقال: "لابد أن هؤلاء متطرفون فكرياً حتى يصلوا إلى تشكيل خلية تخطط لعمليات مسلحة".

الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، العميد المتقاعد هاشم المجالي تساءل تعليقاً على تصريح وزير الداخلية، بأن عناصر الخلية، ليسوا من تنظيم الدولة، وإنما يحملون فكر التنظيم: "هل نحن أمام تنظيم جديد؟، ومن الذي نظم هؤلاء، وما حجم هذا التنظيم الذي يحمل فكراً متطرفاً، وما مدى انتشاره؟".

ويرى المجالي في تصريحات الوزير حول مخطط تنفيذ عمليات مسحلة ضد نقاط أمنية وتجمعات شعبية، أن هذا التنظيم بدأ بتغيير استراتيجيته العدوانية، من استهداف التجمعات الشعبية والمدنية، إلى استهداف المواقع والأجهزة العسكرية، وأن الدليل على ذلك استهداف الركبان والبقعة، وأحداث الكرك وأخيراً المحطة الأمنية في الفحيص.

الخبير في الحركات الإسلامية أسامة شحادة، يرى أن خلية السلط تعد تطوراً متوقعاً، بسبب سهولة وسائل الاتصال، ويقول: "إن هذا الفكر المتطرف، ينتشر دون اتصال مباشر، كما تساهم الأحداث الجارية في المنطقة في توليد مثل تلك الخلايا".

التعليقات