مؤسسة القدس الدولية تصدر ورقة معلومات "غرب القدس: الشّطر المنسي من المدينة المحتلّة"

رام الله - دنيا الوطن
أصدرت مؤسسة القدس الدولية ورقة معلومات تحت عنوان "غرب القدس: الشّطر المنسي من المدينة المحتلّة"، أكّدت فيها أحقّية الأمة في القدس بشطريها الشرقي والغربي، موضحةً الوضع القانوني للمدينة حيث لا يوجد اعتراف من أيّ دولة أو منظمة دولية بأنّ أيًّا من شطري القدس هو جزء من دولة الاحتلال. واعتبرت الورقة أنّ مجموعة من العوامل أدّت إلى إسقاط الشطر الغربي من القدس من دائرة التداول، فيما ظلّ الجزء الشرقي من المدينة محلّ أخذ وردّ بين تمسّك دولة الاحتلال به على أنّه جزء منها من جهة وبين المجتمع الدولي الذي يقصر تعريفه للاحتلال على الأراضي الفلسطينية التي احتلّتها "إسرائيل" عام 1967.

وأوضحت الورقة أن غالبية الدول العربية والإسلامية تبنّت المطالبة بـ "القدس الشرقية" عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، فيما لم تعد القدس بشطريها الشرقي والغربي حاضرة إلا في أدبيّات بعض الأحزاب، وفي الذاكرة الشعبيّة التي لم تندرس بمرور التّاريخ ولم يلوّثها التّطبيع، وقلّة قليلة من الحكومات، اتّساقًا مع عقيدة تتمسك بكلّ فلسطين التاريخية أرضًا عربية إسلامية.

واستعرضت الورقة بعض الأرقام المتعلّقة بالقدس، فأشارت إلى أنّ العصابات الصهيونية احتلّت 38 قرية من قرى غرب القدس شكّلت 82% من مساحة المدينة، فيما احتفظ المدافعون ووحدات الجيش الأردني بحوالي 18% من مساحة القدس، بما فيها البلدة القديمة إلى أن أعاد الصهاينة احتلال كامل المدينة عام 1967. أمّا في الواقع الديمغرافي، فأشارت الورقة إلى أنّ مجموع السكان في الشّطر الغربي من القدس بلغ 340,200 نسمة حتى نهاية عام 2016، منهم 335,500 من المستوطنين اليهود، و4700 من العرب، وفق أرقام "معهد القدس لبحث السّياسات"، يقابلهم في شرق القدس 214,600 من المستوطنين اليهود، و327,700 من العرب.

وقالت الورقة: "على الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على احتلال الشطر الغربي من القدس، تبقى "إسرائيل" عاجزة عن الاحتفال بشرعيّة واضحة تعمل على انتزاعها من المجتمع الدولي حول سيادتها على القدس، أو على الشطر الغربي منها. وقد عملت، ولا تزال تعمل، على تأسيس وقائع وتثبيتها كحقائق على الأرض، لا سيّما كما يتجلّى في نقل مقراتها الحكومة إلى الشطر الغربي من المدينة لتنطلق منها إلى تثبيت مزاعمها حول أحقيّتها بالقدس. لكن وفي ظلّ عدم وجود أيّ اعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، كان إعلان ترمب وخطوة نقل السفارة خطوة رمزيّة تتمسك بها "إسرائيل" في مسيرة البحث عن شرعيّتها المفقودة".

وختمت الورقة: "بصرف النظر عن الموقف الأوروبي والأمريكي، فإنّ القدس تراجعت في الاصطلاح الرسمي العربي والإسلامي إلى القدس الشرقية ليُشار بهذه إلى تلك وليُستعاض عن المدينة ببعض مدينة، بل بحيّ من أحيائها. لكن يبقى من الممكن الرهان على الإرادة الشعبية التي لم يشوّهها الانكسار والتّبعية بعدُ للتّصدي لصفقات بيع القدس والتّنازل عنها لمصلحة الاحتلال".