أبو عرفة وعابدين شهيدان على درب تحرير الأسرى

رام الله - دنيا الوطن
احتلت قضية تحرير الأسرى من سجون الاحتلال المكانة الأولى لدى كتائب القسام ومجاهديها، فمنذ انطلاقة عملهم سعى مجاهدو القسام ليكون لهم الأثر العظيم في نيل هذا الشرف، فبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم مهرا لينال الأسرى حريتهم.

وكان من بين الثلة المجاهدة التي خطت أسماءها في هذه اللوحة القسامية المشرفة الشهيدان طارق إبراهيم إسحاق أبو عرفة (21 عاما) وراغب رفيق عابدين (20 عاما) وكلاهما من مدينة القدس.

الوحدة القسامية المختارة
تشكلت الوحدة القسامية المختارة عام 1994م بقيادة القائد أيمن محمد أبو خليل بعد اتفاق مع الشهيد صلاح جاد الله على أن تنحصر مهمتها على خطف الجنود الإسرائيليين، في سبيل إرغام المحتل على إطلاق سراح الأسرى من سجونه، ووقع اختيار أبو خليل بعناية على ثلة من الشباب المجاهد الطاهر ليكونوا طليعة هذه الوحدة، وضمت الوحدة كلا من المجاهدين عصام طلعت القضماني، راغب رفيق عابدين، طارق إبراهيم أبو عرفة، حسن تيسير النتشة، وعبد الكريم ياسين بدر المسلماني، وجميعهم من سكان القدس. وبدوره أطلق الشهيد صلاح جاد الله على الخلية القسامية رمز (7).

تركزت عمليات الخلية القسامية على خطف الجنود الإسرائيليين، واستعملت في سبيل ذلك مهارات أعضائها حيث كان الشهيد طارق أبو عرفة يعمل سائقا لسيارة تعود ملكيتها لشركة إسرائيلية، إضافة إلى إجادته اللغة العبرية والتحدث بها بطلاقة، كما كان الشهيد راغب عابدين مجيدا للغة العبرية أيضا، وتميز أعضاء المجموعة بقدرتهم على تمويه أشكالهم لتكون مقاربة للمستوطنين، مما زاد من فرص نجاح عملياتها.

عمليات خلية القدس
استطاعت المجموعة خطف جندي من الوحدات الخاصة الصهيونية "شام سيمالي" يوم 20/4/1994 من الأراضي المحتلة عام 1948، وركب الجندي سيارة كتائب القسام وهو لا يعلم أنه لن يعود إلى بيته أبدا، وعندما استراح على مقعده داخل ما ظن أنها سيارة مستوطن يهودي، رفع عليه أبناء القسام أسلحتهم قائلين: "أنت الآن أسير لدى كتائب القسام- حماس، فلا تتحرك"، وأثناء مقاومة الجندي لأعضاء الخلية خرجت رصاصتهم صوبه فأردته قتيلا.

وشارك في هذه العملية أيمن أبو خليل والشهيد راغب عابدين والشهيد طارق أبو عرفة، واستطاعت المجموعة أخذ سلاحه، وتم رمي جثته في أحراش قرية بيت حنينا، وخلال العملية أصيب أيمن وراغب.

واصلت الوحدة المختارة عملها الجهادي بعملية بطولية يوم 6/ 7/ 1994م حيث عثرت على فريسة جديدة لها، إذ ركب الجندي الإسرائيلي (آرييه فرنكتال) في سيارة القسام وهو يعتقد أنه سوف يأخذ غفوة نوم قصيرة، فكانت آخر غفوة له عندما رأى مسدسات الكتائب على بعد سنتيمتر واحد من رأسه لم يستطع أخذ أنفاسه الأخيرة، حتى أطلق عليه أسود القسام رصاصات الغفوة الأبدية.

وأسفرت العملية عن مقتل الجندي وأخذ سلاحه وإصابة أبو خليل للمرة الثانية في قدمه، وشارك فيها الشهيد طارق أبو عرفة، عصام القضماني والشهيد راغب عابدين والشهيد عبد الكريم بدر من خلفهم بسيارة أخرى، وتم رمي جثة الجندي في كفر عقب شمال القدس.

وكان الهدف من وضع الجثتين في أحراش بيت حنينا وكفر عقب هو وضع مؤقت، لحين معالجة المصابين في العملية، ثم العودة لإخفائهما من أجل التبادل

استشهاد أبو عرفة وعابدين

بعد نجاح الخلية المختارة في عمليتين بطوليتين، إلا أن طموحهم بالوصول إلى هدف تشكيل الخلية بتحرير الأسرى كان لا يزال يؤجج فيهم الشعور بالواجب والنفير لعملية جديدة، خططت الخلية القسامية لمهاجمة بيت "شارون" داخل البلدة القديمة في القدس يوم 12/ 8/ 1994م.

أثناء رحلة الذهاب إلى البلدة وقت صلاة الفجر أوقف حاجز شرطة إسرائيلي السيارة التي ركبها أبناء القسام، وعندما أمر شرطي الحاجز السيارة بالتوقف، فتح مجاهدو القسام أسلحتهم فخرجت رصاصات الموت وقتلت شرطياً وأصابت آخر، ودار اشتباك مسلح مع المجموعة خلال انسحابها، ما أدى إلى استشهاد المجاهدين راغب عابدين وطارق أبو عرفة، وإصابة عصام قضماني إصابة مباشرة برأسه واعتقاله، واعتقال قائد المجموعة أيمن أبو خليل، بينما استطاع حسن النتشة وعبد الكريم بدر من الانسحاب والتواصل مع قيادة القسام، وتشكيل مجموعة جديدة، ومواصلة الطريق الجهادي نحو تحرير الأسرى بخطف الجنود الإسرائيليين، في عمليات هزت الكيان وأرعبت جنوده، وسجل التاريخ بالدم بطولات قساميه في سبيل نيل الأسرى لحريتهم.

التعليقات