إحدى الفتيات تم الاعتداء عليها وتمزقت ملابسها تمامًا.. كيف يعيش مسلمو روسيا؟

إحدى الفتيات تم الاعتداء عليها وتمزقت ملابسها تمامًا.. كيف يعيش مسلمو روسيا؟
رام الله - دنيا الوطن
عتنقوا الإسلام فأصبحوا منبوذين.. هكذا بدأت صحيفة "لينتا" الروسية، تقريرها حول حياة المواطنين الروس الذين اعتنقوا الإسلام في بلدهم، حيث ذكرت الصحيفة، أن اختلاف الأديان بين المواطنين الروس عادة ما يسبب مشكلة في الزواج فيما بينهم.

وتقول الصحيفة وفقًا لإحصاءات مختلفة، إن حوالي من 7 إلى 10 آلاف مواطن روسي تركوا الأرثوذكسية واعتنقوا الإسلام، حيث أجرت الصحيفة، حوارًا مع عدد من المواطنين الروس الذين اعتنقوا الإسلام، وشرحوا كيف تغيرت حياتهم بعد ذلك.

وقالت "انستاسيا" البالغة من العمر 28 عامًا، وتسكن في موسكو، إنها نشأت في أسرة لأب تتاري وأم روسية، موضحة أن الأب كان يطيع والدتها في كل شيء، وكان تحت تأثير الأم لفترة طويلة.

وكانت انستاسيا ملحدة حتى سن الـ 18 عامًا، ثم تزوجت بشاب مسلم بعدما أحبته قائلةً: "أعتقد أن الزوجة يجب أن تتبع الزوج في كل شيء، والدين الموحد في العائلة هو الأمر الصحيح؛ لذلك اعتنقت الإسلام على الرغم من أنه لم يجبرني على ذلك، بل كان ذلك بمحض إرادتي".

وتضيف "انستاسيا"، أنها تربت في عائلة مسيحية، ولذلك لم تكن ترتدي الملابس المغلقة، لكن السعادة كانت تغمرها عند رؤية الفتيات بالحجاب في موسكو على الرغم من أنها لم ترتديه، لأن إيمانها لم يكن قويًا كفاية، كما أن الحجاب برأيها مسئولية كبيرة، مرددة "إذا ارتديت الحجاب، فإن خلعه يعد خطأ كبيرًا".

واستطردت: "عندما أصبحت مسلمة أخبرت جدتي بذلك، لأنها كانت تتارية وتعتنق الإسلام أيضًا، لقد كانت سعيدة، ولكن عندما علمت أمي اتصلت بي وصرخت في وجهي قائلة إنني لم أعد ابنتها بعد الآن".

وتحدثت الفتاة الروسية عن استمرار والدتها بتهنئتها بالأعياد المسيحية وعدم تفهمها لرفضها شرب الكحوليات لأنها ممنوعة في الإسلام، مشيرة إلى أن أصدقائها في العمل أيضًا كانوا يسخرون منها لامتناعها عن شرب الكحوليات، وقالوا إن زوجها يعتبرها عبدة له ويمنعها من الاستمتاع بحياتها.

أما "فاديسلاف"، 30 عامًا، الذي يقطن مدينة سمولينسك الروسية، فقال إنه لم يفكر من قبل في اعتناق الإسلام حتى قرر السفر إلى موسكو ليبدأ حياة جديدة، وعمل في متجر ليتعرف على صديق مسلم من طاجيكستان.

وقال الشاب الثلاثيني: "عندما أخذت زجاجتين من الجعة وعرضت واحدة عليه لتكوين صداقة جديدة رفض، وقال إن ربه حرم شرب الخمر، كما كان يمتنع أيضًا عن لحم الخنزير، لقد احترمته لأنه ملتزم بالشريعة على الرغم من أنني لم أؤمن يومًا بوجود إله".

ووفقًا لرواية فاديسلاف، فإن مدير المتجر في إحدى المرات قام بإزالة لوحات من الحائط واتهم صديقه المسلم بسرقتها وأمره بمغادرة المكان وبعد ذلك غادر "فاديسلاف" أيضًا المكان.

واستمرت صداقة فاديسلاف بصديقه طاجيكستاني، حتى اصطحبه في إحدى المرات إلى المسجد في يوم 18أكتوبر عام 2009 وعندما رأى المصلين قرر اعتناق الإسلام ومن هنا حياته تغيرت تمامًا.

وأضاف: "اقترحوا عليّ اسم عبدالله ووافقت، أحد الإخوة أعطاني شرائط أناشيد دينية، والآخر أهداني مصلية للصلاة، كنت أخشى أنهم كانوا يمزحون وبعد ذلك سيقتلوني لكن كان ذلك من أفكار الشيطان، وخرجت من المسجد نظيفًا، وبات طعم الكحول والسجائر مقرفًا بالنسبة لي".

وتابع: "عندما اعتنقت الإسلام سألتني أمي إذا كنت سأفجر شيئًا ولكن في نفس الوقت كنت سعيدًا لأنني أقلعت عن الشراب والتدخين، أما أختي أصبحت خائفة مني، والأخت الأخرى وصفتني بالأحمق، ولم تأخذ قراري بجدية ولم نعد نتواصل مع بعضنا البعض.. ثم وصفوني بأنني خائنًا للوطن وللدين".

أما "سفيتلانا"، 34 عامًا، القاطنة بموسكو، فقد اعتنقت الإسلام بعدما كانت مدمنة للمخدرات والكحوليات، وذلك كان بسبب أن والدتها تركتها، وهي في سن الخامسة عشر وتزوجت من شخص آخر.

وتقول: إنها دائمًا ما كانت متمردة، لكنها قبلت بقوانين الإسلام عندما اقتنعت به وقررت ارتداء الحجاب، لكنها كانت تصادف في الشارع تعليقات مثل: "ما هذا الذي ترتدينه؟ أنتِ تخيفين الأطفال، هذا مخيف".

وفي إحدى المرات اقترب رجل مخمور من سفيتلانا عند إحدى محطات المترو وقال لها: "ما هذا الذي تضعينه على رأسك؟ لديك عيون زرقاء".

وواصلت "سفيتلانا"، حديثها للصحيفة، لتحكي عن صديقتها المسلمة التي تعرضت لضرب مبرح في إحدى محطات المترو من قبل أشخاص قائلةً: "قام شخص بإمساكها والآخرون قاموا بضربها على وجهها وقدميها، تمزقت ملابسها تمامًا، وألقيت على القضبان، ولم ينقذها أحد من المارة بقيت في غيبوبة لمدة أربعة أيام بعد هذا الحادث، ومازالت لا تستطيع إخفاء الندوب على وجهها".

التعليقات