التزامن ، والتوازن، والميتافيزيقا

التزامن ، والتوازن، والميتافيزيقا
د.ي.الغريسي حجازي
كاتبة ومدونة

التزامن ، والتوازن، والميتافيزيقا

"يحتاج العقل للتجربة ، لكن التجربة غير مجدية بدون سبب" 
    (1764) ستانيسلاس  

كيف تبدو حياتي الحالية؟ من منا لم يقيّم حياته؟ كيف ابدو الآن؟ هل أنا قوي بما فيه الكفاية مقارنة ببضع سنوات؟ اولا ، يجب علينا أن ندرك نقاط قوتنا من نقاط ضعفنا. من الضروري تحديد المحطات التي مررنا بها في حياتنا الحالية، وربطها بالخبرات التي أعطتنا دروس الحياة ، والهدوء الذي نطمح إليه في مرحلة عمر معين. من هذه اللحظة ، يمكننا أن نعرف ما إذا كنا نتماشى مع وجودنا ، أو في خلاف تام مع انفسنا. هناك بالطبع اختلاف بين ما نرغب به وما لم نحققه بعد، وما لم نصل إليه بعد. وصحيح أيضًا أنه بعد رحلة حياة طويلة ، يصبح الإنسان في مواءمة مع شخصه الروحي، في المجتمع، مع عائلته، و مع نفسه. وفقا للعالم والطبيب النفسي السويسري كار قستاف جونغ، هناك سبعة علامات تزامن توضح مدي انسجامنا الحياتي ، وتؤكد ايضا أنه لا وجود للصدف أو الفرص في حياة البشر، ولكن تسلسل أحداث كما تم شرحه من  الفيزيائي الشهير جورج بولي الحاصل علي جائزة نوبل. قال انها "ظاهرة تبدو مرتبطة بشكل أساسي بالظروف النفسية ، أي عمليات" اللاوعي "أو كونها تحدث في وقت واحد لحدثين مرتبطين بالمعنى ، وليس بسبب السبب". 
بالنسبة إلى عالم الكيمياء النمساوي كاميرير ، انها "ظاهرة الصدفات المعزولة أو المتسلسلة، و مظهر لمبدأ عالمي للطبيعة ، وتعمل بشكل مستقل عن السببية المادية". 
كما ان التزامن هو تنسيق مذهل للفكر، والخبرة، والحلم الزمني". انه تزامن تسلسلى لا تشوبه شائبة، و يبدو مثاليا وياتي في اللحظة المناسبة للأحداث. علي سبيل المثال، يكون التزامن عندما أفكر في امر تغيير مكان العمل ، وفي اليوم التالي التقي باصدقاء يقدمون لي وظيفة أحلم بها. هذه التجربة تثبت أنها تأكيد لأفكاري. أو مرة أخرى ، عندما أفكر في الحصول علي  إجازة والخروج الي البحر على متن قارب ، ويفاجأني شريك حياتي بحجز تذكرتين لجولة في البحر لمدة يومين. 
هذا تأكيد على أفكارنا، وروعة التزامن الكامل مع الواقع الذي نعيشه. 
كما ان تقييمنا للحياة ليس مجرد صدفة ، بل تسلسل متماسك ومتطور يتسق مع تفكيرنا ونشر الواقع. والتزامن هو بالتالي، علامة على اتصال حدسنا مع الظواهر السماوية. هناك علامات روحية في مكان ما تشير بنا إلى الطريق الصحيح للادراك العقلي ، والعلامات الأخرى التي تحذرنا عندما يتم التلاعب بنا ، أو خداعنا ، ونحن نتصرف وفقًا لهذه التنبيهات. ونكتسب هذه الصفات الروحية في سبعة حالات، وهي :
  1) عندما نتصرف بلطف وبدون ازدواجية (النية الطيبة). وكذلك عنما نقدم مساعداتنا الإنسانية دون توقع أي شيء في المقابل،
2) أن ننظر إلى الحياة كشبكة عنكبوت ترتبط خيوطها ببقية خيوط الشبكة، ونرى أنفسنا جزءا لا يتجزأ من هذه اللوحة (جون موير ، 1911. "صيف في سييرا") ،
3) عندما يعيش المرء حياته بتواضع ، ويعترف بقدرات الآخرين ، والمهارات الفردية ، وبالمساعدة التي قدمت له من الآخرين في حياته ،

4) عند قبول الانسان بعدم معرفة الإجابة بالطريقة التي يعمل بها العالم ، وحرصه علي التامل والابداع في سبيل إيجاد حلول منطقية ومقنعة،
5) ان يغفر المرء وينسى ، حتى لا يكون مستاء أو غاضب من الناس الذين قد يكونوا قد أحبطوا خططه في حياته،
6) أن يعيش الانسان في سلام مع نفسه ، بغض النظر عما يحدث من حوله. ليكون مسالمًا وإيجابيًا للغاية،
7) ان لا يضفي المرء أهمية للامور المادية ويضع اهتمامه فقط في الامور المنطقية،
إذا كانت أفكارك تتناسب مع المسارات الروحية السبعة المذكورة أعلاه ، فإنك سوف تصبح شخصًا روحانيًا بامتياز، ومتواضعًا، ومتناغمًا مع الطبيعة السماوية. في هذه المرحلة ، قد تستحق السعادة، والحكمة المكتسبة، وقوة العقل، والاحترام من الجميع..

التعليقات