الثنائى المرح نور وسارة مبدعات رغم الحصار اشهر يوتيوبر فلسطيني

الثنائى المرح نور وسارة مبدعات رغم الحصار اشهر يوتيوبر فلسطيني
رام الله - دنيا الوطن - عبدالله عمر
ان تبرع في بقعة جغرافية كغزة فهو امر صعب، وان تكون طفلا فان الامر اصبح معقدا، وان يأتي هذا التميز عبر الفضاء الالكتروني فهو المستحيل بعينه، غير ان الثنائي المرح تجاوز كل هذه العقبات وحقق نجاحا كبيرا بل طرق باب العالمية ايضا.

الشقيقتان الفلسطينيتان نور 12 سنة  وسارة  8 سنوات، شكلتا سويا فريق الثنائي المرح الذي بدأ رحلته على موقع اليوتيوب بفيديوهات قصيرة، بشكل هاوي، محققين نسب مشاهدة عالية وكبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، جعلت منهما من اشهر اليوتيوبر العرب.

مزحة قادت الى النجاح

كانت بداية الفكرة من الشقيقتين تأثرا بما كانا يتابعانه يوميا على موقع الفيديوهات الاول في العالم، وجاءت الحلقة الاولى كمزحة لتقليد ما كانا يشاهدانه، ولكن الامر اختلف بعد هذا الفيديو الذي حقق الاف المشاهدات في غضون ساعات قليلة.

هاني  يوسف مقداد والد الفنانتين هو اول المشجعين لهما، يقول حول هذه التجربة: طرحت عليّ نور وسارة فكرة انشاء قناة على اليوتيوب، وبدأوا بعرض الافكار البسيطة عليّ، فقلت لما لا، فهما يمتلكان جرأة وابداع في حياتهما العادية، وهو ما كان.

ويرجع مقداد ابداع ابنتيه الى قدرتهما على التطور بشكل لافت، شعر به كل من يتابع القناة، فكل فيديو جديد يحقق مشاهدات اعلى ن الذي قبله، وان تحول الفكرة من الهواية الى الاحتراف في هذا السن الصغير لا يقلقه فهو يتابع معهم كل التفاصيل واصبحت افكار الفيديوهات تخضع لدراسة وتقييم العائلة مجتمعه.

مبدعون رغم الحصار

تعي نور وسارة رغم صغر عمرهما نسبيا ان ما يقومان به اليوم انما هو رسالة للعالم عن اطفال غزة، الذين لا يتصدرون نشرات الاخبار الا قتلى او ضحايا، وانهم يمكن ان يتصدروا الاخبار مبدعين متفوقين رغم الحصار والمعاناة والقصف، وان من حق اطفال فلسطين العيش بسلام وحرية وانهم يستطيعون الابتسام اذا ما تمكنوا من ذلك وان الابداع ليس غريب عليهم.

الترفيه والتسلية كان الهدف المبدئي لفيديوهات نور وسارة، غير ان الامر تطور الى محاولة التعليم وزرع قيم ايجابية في نفوس الاطفال، وعن هذا يقول والدهما: من الطبيعي ان تتطور الاهداف مع توالي النجاح، فعلى كل ناجح دور ومسؤولية اجتماعية معينه، ومن هنا تحولت الافكار لتدمج بين محاولة رسم الابتسامة ونشر الوعي من خلال اطفال بعمر الزهور وهنا تكون الرسالة اقوى.

اشهر يوتيوبر فلسطيني

مقاطع تمثيلية واسكتشات قصيرة تثبت موهبة الطفلتين اللواتي تلقين اكثر من عرض للتمثيل من قبل محطات فضائية فلسطينية، لكنهن لا زلن متمسكات بالعمل ضمن قناتهن الخاصة على يوتيوب، والسبب في ذلك تقول الفنانة نور: يجب ان نترك بصمة كبيرة في البداية لنتمكن من الانتقال الى التمثيل الدرامي، لا زال امامنا الكثير.

اختيار الفضاء الالكتروني في ظل الحصار الذي تعاني منه غزة، كان خيارا اجباريا في البداية، لكنه تحول الى نافذة حقيقية الى العالم، تستطيع من خلالها ايصال الرسالة بالصوت والصورة.

مسؤولية اجتماعية

القناة التي تملكها الفتاتين قناة ربحية، وتنوي نور وسارة التبرع بكامل ريع القناة للأطفال المحتاجين لتكتمل رسالتهم، وحول هذا تقول سارة ببراءة الاطفال: "نحن بحمد الله لا نحتاج عائد القناة ويجب علينا ان نساعد الاطفال ماديا كما نساعدهم معنويا".

الفنانتين  الفلسطينيتين نور وسارة مقداد تعتبر من أكثر الفنانات الصغيرات  شهرة في الوطن العربي وذلك من خلال موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" وتجاوز عدد متابعيها أكثر من نصف مليون متابع رغم صغر سنهم 

عائلة فنية متكاملة

تشير نور الى ان والدتها هي من تقوم بالتصوير ووالدها هو من يقوم بالمونتاج، وتضيف: اجمل شيء في عملنا هذا اننا جميعا نشارك كلا فيما يستطيع، فالبداية تكون بمناقشة فكرة الفيديو، وطرق التنفيذ، ومن ثم كتابه السيناريو، وننتقل لمرحلة التصوير امثل انا وسارة وتقوم امي بالتصوير ومن ثم يتولى والدي مونتاج الفيديو وانزاله على القناة، فنحن اسرة فنية متكاملة ولله الحمد.

فيديوهات ثنائي المرح تستهدف الاطفال لكن الغريب ما توضحه نور من تلقيهما رسائل تشجيع ودعم من كبار السن في مراحل عمرية مختلفة، تدعم تجربتهن وتطالبهن بالمزيد، وهذا يعني ان فيديوهاتهن قد وصلت الى الجميع دون تمييز ونالت اعجاب جميع الفئات وهذا ما يعد النجاح الحقيقي على حد قولها.

مشاهدات مليونية

على اعتاب المشاهدات المليونية، لا تحتاج قناة الثنائي المرح الى الترويج المدفوع، بل ان زيادة المشاهدات تزيد العبء على الفتاتين، فتقول نور: ربما يسعد الكثير لزيادة عدد المشاهدات وانا كذلك لكن الى جانب هذه السعادة هناك قلق ينتابني في ما سنقدمه في المرة القادمة، واحاول مع والدي ووالدتي وشقيقتي ان نقدم افضل ما لدينا لنكون على قدر المسؤولية التي ينتظرها الجمهور منا.

بخلاف العمل الفني تهوى نور القاء الشعر وتبرع فيه، ولها عدة تجارب ادتها عبر القناة الخاصة بالثنائي المرح، اما سارة فلها هويات اخرى بعيدة بعض الشيء تتعلق بالرسم، وهي ايضا لها محاولات عديدة، تحاول من خلالها التعبير عن شخصيتها الخاصة بعيدا عن اجواء الشهرة والقناة والعمل الفني.

وبجانب موهبتهن تمتلك نور وسارة جمالاً طفولياً عذب، فهما تمثلان الطفلة العربية وخاصة الفلسطينية، بشعرهن الاسود الطويل وعينيهن المكحلتين ، وبالإضافة إلى الجمال يتمتعن  بذوق رفيع في الأزياء فهن يعتبرن  من أكثر الأطفال أناقة حيث ينسقن الإكسسوار مع فساتينهن المميزة، ويغيرن تسريحة شعرهن لتلائم موديل الثوب.

ابواب العالمية

كل ما حققته الفنانتين كان بمجهودات شخصية، نتائج مبهرة ومشاهدات كبيرة، وشهرة واسعة، فما هو الحال اذا ما توفرت لهن الامكانيات الضخمة من حيث الانتاج، ما هو السقف الذي يمكن ان يصلا اليه؟.

يجيب والدهما على هذا السؤال بالقول: طرقت ابنتي الصغيرتان باب العالمية وحققا شهرة واسعة بإمكانيات بسيطة وموهبة كبيرة، واذا ما تحقق ووجدتا يدا تمتد اليهما سيصلان الى مستويات عالمية كبيرة تنافس اشهر اليوتيوبر العالميين، بفضل اصرارهن وموهبتهن المتطورة دائما.

برغم هذا النجاح الا ان العمل لا يشغل سارة ونور عن متابعه دراستهما، وهو ما تؤكده والدتهما بان الموافقة كانت من البداية على الدعم الكامل مقابل ان لا تؤثر هذه الموهبة على الدراسة وهو ما تحاول الفنانتين  الموازنة فيه، لان نور تطمح بان تصبح طبيبة انف واذن وحنجرة وهذا لأنها عانت منه وتتمنى ان تعالج كل الاطفال في المستقبل، اما سارة فتطمح لان تصبح صيدلانية.

اما على مستوى العمل الفني فتتمنى الفنانتين الصغيرتين مواصلة طريق النجاح وتحقيق المزيد، وصولا الى العمل في تقديم برامج للأطفال على شاشة التلفزيون عبر احدى الفضائيات.







التعليقات