حملة "الأمل " تحقق حلم أرملة بتوفير مصدر عيش لتُعيل ايتامها

رام الله - دنيا الوطن
أعادت حملة "الأمل " الفلسطينية ،أجواء الفرح والسعادة في حياة الأرملة " أم أسعد " من مخيم جنين ، عندماحققت امنيتها بتوفير ماكينتي خياطة لتعتمد عليهما في إعالة أيتامها ، ففور نشر قصةمعاناتها وكفاحها في صحيفة "القدس"، سارع فاعوا  خير لتلبية صرختها والتبرع بالماكينتين اللتانسلمتهما لها حملة "الأمل "، لتبدأ مرحلة ومحطة جديدة في رحلة كفاحهالتربية وتعليم أيتامها الخمسة .

رحلة المعاناة ..
فبعدما عاش الزوج الاربعيني حياته مكافحاً في كل مهنة لتوفير حياةكريمة لعائلته ، رحل فجأة بسبب المرض ، فخيمت أجواء الحزن والألم في منزله وحياتهعائلته  بعدما فجعت برحيله  دون أن يخلف لها مصدر دخل أو وسيلة تعتاش منها،  لكن الأرملة أم أسعد ، قررت الصمودوالتحدي في وجه عواصف الحياة رغم العراقيل والعقبات الكثيرة التي اعترضت مشواركفاحها لتربية وتعليم أيتامها ، وتقول " الحمد لله على القضاء والقدر ، فنحنمؤمنون ، لكننا نبقى بشر ، فكانت وفاة زوجي صدمة ونكسة كبيرة بحياتنا لانه المعيلالوحيد لعائلتنا التي لا تملك في هذه الدنيا أي مصدر رزق "، وتضيف "تدهورت أوضاعنا المعيشية وعانيت الكثير خاصة أن لدي ابنة في الجامعة واصبحت مهددةبخسارة مقعدها وضياع مستقبلها ".

التحدي والارادة ..

 عندما أغلقت كل الأبوابأمامها ، لم تتردد الارملة أم أسعد في الخروج للعمل ، وتقول " اصبحت المعيلةوالمسؤولية الوحيدة عن حياة ومستقبل ايتامي ، فالمساعدات البسيطة التي حصلنا عليهالم تكفي لنفقات معيشتنا وتعليم بناتي "، خرجت الارملة المكافحة  للعمل بالمهنة التي تعلمتها قبل زواجها والتحقتبمشغل للخياطة ، فتفانت وثابرت وعملت قاسمة حياتها بين مواصلة واجباتها الأسريةوالعمل الذي أثر كثيراً على أوضاع ابنائها لحاجتهم الماسة لمتابعتها ، وتضيف" العمل المرهق والشاق لم يؤثر علي ، فكان الاهم بالنسبة لي توفير متطلباتابنائي ، لكن لمست تاثرهم لغيابي لساعات طويلة عنهم ، ففكرت في شراء ماكينتي خياطةللعمل فيهما داخل منزلها وبين أسرتها ، لكن ظروفنا المادية حالت دون ذلك ".

حملة "الأمل "..

فور صدور عدد صحيفة "القدس" الذي سلط الضؤ على معاناةوبطولة وكفاح الارملة أم اسعد ، تحققت أمنيتها خلال ساعات ، ويقول رئيس حملة" الأمل " علي سمودي الذي كتب قصتها :" تولي صحيفة "القدس" اهتماماً كبيرا ً لقضايا النساء المكافحات ، فنحن نؤمن باهمية دعم هذهالفئة وتمكينها وتسليحها بمقومات العيش الكريم لقناعاتنا باهمية دور ورسالةالاعلام المجتمعية "، ويضيف " منذ انطلاقة حملة "الأمل "،حرصت على تبني واثارة قضايا النساء المهمشات والمكافحات ، وتمكنت من خلال نشرقصصهن عبر صحيفة "القدس"، من استقطاب أهل الخير الذين قدموا تبرعات سخيةساهمت في توفير مشاريع مدرة للدخل وفرص عمل كريمة للنساء ساهمت في تغيير ظروفحياتهن ودعمهن معنوياً ومادياً واجتماعياً "، ويكمل "  حققت حملة "الأمل " أمنية الارملة ،وخلال ساعات اشترت لها ماكينتي خياطة بتبرع كريم من أهل الخير لثقتهم الكبيرةبالحملة التي تمكنت منذ مطلع العام الجاري من توزيع 10 ماكينات خياطة على نساءمتعففات ".

المفاجأة والفرحة ..

الارملة التي تتالت النكسات في حياتها واعتادت على المعاناة وخيباتالامل ، لم تصدق أن حلمها أصبح حقيقة ، وتقول " كنت اجلس في منزلي وسط الحزنوالتفكير بمستقبلنا وحياتنا حتى  قرع الباب، ففتحته لاعتقادي بقدوم احد من الجارات لزيارتنا لكني فوجئت بالصحفي علي سموديوفريق حملة "الأمل " ومعهم اجمل هدية في عمري "، وتضيف " قبلأن أقول أي كلمة شاهدتهم يحلمون ماكينتي خياطة وينقلها فريق حملة "الأمل" لمنزلي ، لم أصدق رغم تاكيد السمودي انها لي ، بكيت وفرحت وامتزجت كلالمشاعر ، فقد شاهدت ابواب الخير تتفتح أمامي خلال لحظات مرت وكأنها حلم لكنهاحقيقة اعادت السعادة والفرحة لقلوبنا بعدما فقدناها منذ وفاة زوجي "، وتكمل" الحمد الله الذي كرمني باهل الخير ليحققوا حلمي ، فالماكينات ستغير حياتيوتمكني من الاعتماد على نفسي والعمل بشكل متواصل لتستمر ابنتي في الجامعة واشتريلابنائي كل احتياجاتهم بحرية دون حاجة لأحد .. كما اشكر فاعل الخير وحملة الامل وصحيفة"القدس " على هذه الهدية الجميلة ".

مبادرات مستمرة ..

من جانبه ، اكد رئيس حملة "الأمل "، السمودي ، أن الحملةالتي تستمر خاصة من خلال المساحات الكبيرة التي تمنحها اياها  صحيفة "القدس"، تواصل مبادراتهاالخيرية والانسانية على مدار العام وبشكل خاص في مجال التمكين وتوفير فرص العملوالعيش الكريم للعائلات المهمشة والفقيرة وفي مقدمتها النساء  ، وقال " بفضل كرم وشهامة أهل الخير فيفلسطين ،  الحملة افتتحت 5 محلات وبقالات لعائلاتفقيرة ومرضى وذوي اعاقة ، ووفرت ماكينات خياطة ل30 سيدة متععففة بما فيهن اراملومطلقات ومعيلات لاسرهن ، ووفرت كراسي كهربائية لعشرات الشبان الذي استعادواحياتهم وتوفرت لهم فرص عمل  "، ويضيف" الامل حملة خيرية انسانية وطنية تستهدف احياء وتعزيز قيم الاسلام العظيم فيالتكافل والتراحم ومد جسور التواصل بين ابناء شعبنا من خلال مبادرات خيرية لاتتوقف على مدار العام تشمل برامج اغاثة وتموين وتمكين وتعليم وعلاج  تعتمد على تبرعات اهل الخير "، ويكمل" نسعى لمكافحة الفقر والمرض والاعاقة وتوفير الاحتياجات الملحة للفئاتالمهمشة وخاصة الفقراء والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى لتعزيز صمودهاوثباتها وتوفير افاق العيش ومواصلة حياتها ، وقد حققت مبادراتنا انجازات كبيرةوحظيت بثقة ودعم كبير ومستمر منذ 9 سنوات من أهل فلسطين في الوطن والشتات وحتىالأسرى في سجون الاحتلال الذين قدموا وشاركوا بتقديم تبرعاتهم السخية ".