النضال الشعبي بظم ندوة حوارية ثقافية حول نضال عز الدين القسام

النضال الشعبي بظم ندوة حوارية ثقافية حول نضال عز الدين القسام
رام الله - دنيا الوطن
عقدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في مقرها في مدينة طولكرم ندوة ثقافية حوارية خاصة بعنوان : " حركة عز الدين القسام .. دراسة وتحليل " قدمها الأستاذ والباحث نعمان شحرور.
أدار الجلسة محمد علوش سكرتير الجبهة وعضو لجنتها المركزية وقدم نبذة مختصرة عن الموضوع ، والذي يأتي في إطار البرنامج الثقافي وسلسلة الندوات التي تنظمها الجبهة لتسليط الضوء على أبرز المحطات التاريخية للشعب الفلسطيني ، بحضور لفيف من المثقفين والدارسين والمهتمين.

وفي بداية الندوة قرأ الشاعر عبد الناصر صالح قصيدة ( دم القسام ) في وداع ورثاء الشهيد القسام والتي كتبها والد الشاعر ، الشاعر الراحل محمد علي الصالح في سجن عكا عام 1935 .
وتحدث الأستاذ نعمان شحرور عن شخصية عز الدين القسام ودوره الديني والقومي في الحض على الثورة ضد المحتل.
وأشار إلى أن المناضل القادم من سورية بعد الحكم عليه بالإعدام من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي قام بدور قومي دون اعتبارات شخصية أو حزبية ، وقاد ثورة في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني على أساس الوطن القومي الواحد الذي لا ينفصل رغم التقسيمات الاستعمارية له.

وأكد على دور القسام وحركته في إشعال فتيل النضال والى قيام الثورة العربية الكبرى والإضراب العام في سنة 1936.
واستغل القسام وظيفته كخطيب في حيفا للتحريض على الجهاد ضد الاستعمار بجميع أشكاله ، وكان تنظيمه سرياً جداً اهتم بالتعبئة الدينية والوطنية على حد سواء ، ولم يتدخل بالحياة العامة والعقائد الدينية للمواطنين الفلسطينيين شاملاً المسلمين والمسيحيين والشيوعيين وجميع الحركات المنتشرة آنذاك مما أدى إلى الالتفاف الجماهيري حوله.

أما عن الوضع العام في فلسطين فكان يتميز بالبطالة وترك القرى والأراضي الزراعية والهجرة إلى المدن الكبيرة نتيجة لضغوط الاحتلال على القطاع الزراعي والحياة بشكل عام.
وكان السبب العام أو الفتيل لإشعال الثورة هو اكتشاف العاملين العرب في ميناء حيفا صفقة أسلحة قادمة من بلجيكا لليهود إضافة إلى تصاعد وتيرة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين.

لم تكن عناصر الثورة قد نضجت حين استشهد القسام في معركة غير متكافئة في 19/11/.1935 . ودلت جنازة القسام ورفاقه التي شاركت فيها الجماهير الغفيرة على مدى الالتفاف والقناعة بهذه الحركة حيث سارت الجماهير حوالي خمسة كيلومترات للوصول إلى المقبرة.

ثم بين الأستاذ شحرور سلبيات وايجابيات حركة القسام من أجل استنتاج العبر ، حيث أكد على أن القسام لم يصب عندما اعتبر أن الشعب والظروف قد نضجت للقيام بثورة ، ولم تكن هناك حسابات دقيقة من الناحية الأمنية والسلامة الشخصية.

من جهة أخرى لم يكن القسام قد وصل أو ركز على بقية المدن الفلسطينية واقتصر عمله في منطقة حيفا وجنين فيما بعد ، حيث استشهد في يعبد.

أما ايجابيات الحركة وحسب رأي الأستاذ شحرور ، فقد مزج القسام بين الدين والوطنية ومد يده للجميع بصفتها معركة الكل ، وكذلك لم يسجل عليه الخلاف مع احد ولم يكفر أو يخون.
وامتازت حركة القسام بنظافة اليد ، حيث كانت الحركة تمول ذاتيا ، إلى جانب وضوح الرؤيا ودون تناقض مع أي حزب أو جماعة.

وفي النهاية أكد على أن حركة القسام كانت بذرة إضراب سنة 1936 ، حيث أعلنت الثورة الكبرى بعد خمسة شهور فقط من استشهاد القسام.